أنماط جديدة من الدراسة واليونسكو ترشد للتعليم في المنزل
قال تقرير لصحيفة لكروا الفرنسية إنه كان من الضروري -على ما يبدو- أن ينتشر فيروس كورونا من أجل نشر فكرة استمرارية التعليم في الحقل الإعلامي، بعد أن كان الأمر يتم فقط تحت إدارة المهنيين المشرفين على الانتقال من قسم إلى القسم الذي يليه.
وملخص الفكرة -كما شرحها الاختصاصي فيالتعليم دينيس بيرون ونشرتها الصحيفة- هو ضمان أن الطلاب المحجور عليهم صحيا أو الذين اضطرت مدرستهم للإغلاق من أجل منع انتشار الوباء، يمكن أن يستمروا في التعلم.
صفي في المنزل
ومع أن تنفيذ هذه المهمة صعب، خاصة أنها تشمل مئات الآلاف من الطلاب من جميع الأعمار، فإن خبرة المركز الوطني للتعليم عن بعد في مجال التعليم الرقمي بفرنسا، يمكنها -بحسب بيرون- أن تذلل كل الصعاب، لأن المركزيمكن أن يوفر ستة ملايين اتصال متزامن، في إطار مبادرة تسمى "صفي في المنزل".
ويستعمل المركز من أجل ذلك مجموعة أدوات كان قد تمكن مؤخرا من اختبارها في الصين مع ألفي طفل من شبكة تعليم اللغة الفرنسية في الخارج، ممن حرموا من الدروس هناك بسبب فيروس كورونا.
قضية تركيز
ووفقا للاختصاصي، فإن هذه الخدمة تتيح للمدرسين دعوة طلابهم للانضمام إليهم عبر الإنترنت، في فصل دراسي افتراضي يتيح لهم التدريس والتفاعل، دون إلزام الأطفال أو المراهقين بالبقاء ملتصقين بالحواسيب أو الأجهزة اللوحية أو الهواتف، وفقا للجداول الدراسية المعتادة.
أما بالنسبة لوزارة التعليم التي تحرص على ألا تفرض على معلميها اللجوء إلى هذه العملية، فإنها تتعلل بأن هذا النوع من التعليم يتجاهل قضايا التركيز وربما الآثار الضارة المحتملة للاستخدام المفرط للشاشات.
ومع ذلك، يقول بيرون إن مجموعة الأدوات هذه مع مجانيتها تتمتع بميزة أنها تتيح للتلاميذ متابعة دراسية منسجمة ومتنامية وبصورة فردية دون الاستعانة بمعلم، وذلك على مدار أربعة أسابيع بمعدل ساعتين إلى ثلاث ساعات كل يوم في العديد من المواد الدراسية والمراجعة والتمارين المصححة، وذلك في عدد من التخصصات.
في حالة الإضراب؟
وتساءلت الصحيفة هل يمكن توفير هذه الموارد التعليمية المصممة وفقا للبرامج خارج أوقات الظروف القاهرة مثل مكافحة الوباء؟ وهل يمكن على سبيل المثال أن تقدم للأطفال في أوقات الإضراب، أو عندما يكون هناك نقص في المدارس الثانوية لتعويض الأساتذة مدة أسابيع؟
وكان ردّ الوزارة أن هذه المسألة ليست مطروحة، ويبدو أنها ليست في عجلة من أمرها للدخول في مثل هذا الموضوع الذي قد يزعج النقابات، ورغم ذلك فإن تقريرا نشرته محكمة الحسابات عام 2017، يشير إلى أن المعلمين الذين يتغيبون لا يتم تعويضهم إلا بنسبة 5-20%، مما يجعل كل طالب يفقد ما متوسطه سنة من التعليم بسبب غياب المعلمين.
وختم بيرون بأن هذه المعلومات تكفي للقول إن الاستمرارية التعليمية تستحق مشروعا واسعا، سواء كان الأمر بسبب وجود فيروس أو دون وجوده.
تعليم الأطفال في ظل أزمة كورونا
وفي سياق متصل، نشر مكتب اليونسكو الإقليمي للتربية في الدول العربية -ومقره بيروت- كراسة إرشادية وصلت الجزيرة نت نسخة منها، أنتجها خصيصا لتقدم الدعم والنصائح المفيدة للأهل، لمساعدتهم في تعليم أطفالهم في المنزل في ظل تصاعد أزمة كورونا بالعديد من دول العالم، والتي أدت إلى انقطاعهم عن المدرسة بسبب انتشار الفيروس.
واعتبرت اليونسكو أن بقاء الأطفال في المنازل بسبب تفشي فيروس كورونا لا يعني أن يكفوا عن التعلم، وأن الأهل هم المعلم الأول والأكثر أهمية، وأن بإمكان الأهل دعم أطفالهم بشتى الطرق لتعويض ما يفوتونه في المدرسة.
6 نصائح مفيدة لتعليم الأطفال بالمنزل
وتحتوي كراسة اليونسكو الإرشادية الخاصة بتعليم الأطفال في المنازل على ست نصائح مفيدة، هي:
1- وضع خطة يومية ليتمكن الأطفال من التعلم.
2- التواصل مع المدرسة.
3- دعم تعلم الأطفال.
4- إشراك الأطفال.
5- التفاعل مع الأطفال.
6- استخدام طرائق تعلم مختلفة.
وطالبت اليونسكو الأهل بضرورة التعامل مع هذه الكراسة لأهميتها، وأن يساعدوا في نشرها على أوسع نطاق.
وكان العديد من الدول العربية علقت الدراسة في المدارس والجامعات من أجل الحد من انتشار فيروس كورونا، ومنها: لبنان، وقطر، وفلسطين، والسعودية.