النموذج الصيني يحتذى
انتشار فيروس كورونا المستجد في 118 دولة في العالم وتزايد أعداد المصابين وفق متوالية هندسية، ولم تستطع الدول المتقدمة الاوروبية والولايات المتحدة الامركية كبح انتشار الفيروس الوباء، واصيبت ثلاث ولايات امريكية بأعداد متزايدة من المصابين، ايطاليا ثالث اكبر اقتصاد اوروبي لا زالت الاكثر تضررا، وتبدي ضعفا في تقديم العلاج المطلوب نظرا لزيادة اعداد المصابين وتجاوز اعداد من قضوا عن الف، مع استمرار المؤشرات السلبية من حيث زيادة اعداد المصابين وارتفاع اعداد المتوفين.
الاعلان عن انتشار فيروس في ووهان / الصين، وبعد نحو شهرين سيطرت بكين على هذه الكارثة، ونجحت الادارة الصينية في إدارة هذا الملف الهائل بقوة وصبر وانفقت الاموال، واعلنت بكين عن تجاوز الازمة، وحملت مسؤولية نشر الفيروس للقوات الامريكية، الامر الذي نفته واشنطن، وباشرت الصين بتقديم المساعدات لإيطاليا.
تداعيات انتشار الوباء الفيروس على الاقتصاد العالمي كبيرة جدا، وزاد الوطأة حرب الاسعار السائدة في اسواق النفط والطاقة والغاز الطبيعي، وانخفضت المؤشرات الرئيسية في البورصات واسواق الاسهم والسندات العالمية، هذا يرسم توقعات متشائمة لاداء الاقتصاد العالمي، وحسب بيوت خبرة فإن التعافي في اسواق الطاقة والاسهم يحتاج لفترات طويلة لتعويض الخسائر الثقيلة التي منيت بها الاسواق بشكل عام.
الاردن من الدول التي تتابع بشكل حثيث تطورات الاصابة بفيروس كورونا، كما يتابع المسافرين الاردنيين للتأكد من سلامتهم، وضمن السياسات المهمة التي تم اقرارها امس تعليق الطيران من والى المملكة اعتبارا من الثلاثاء المقبل، والتحول الى التعليم عن بعد، وتعطيل المدارس والجامعات والمعاهد، ووقف زيارة المستشفيات والسجون، وإيقاف الصلاة في المساجد والكنائس، وإغلاق دور السينما والاماكن السياحية والاثرية لمدة اسبوع، والابتعاد عن التجمعات تجنبا لانتشار الفيروس.
هذه الإجراءات مهمة جدا وتشكل وقاية حقيقية وهي افضل الف مرة من العلاج، وهذا النموذج وبتوسع لجأت اليه الصين التي ابدت قوة في الرد على الفيروس ومنع انتشاره، واوقفت الحركة في مطارات وموانئ، وفي مقاطعة ووهان كانت تحت سيطرة كبيرة، واستجاب الصينيون لقرارات الحكومة ومكثوا في منازلهم وكانوا يحصلون على احتياجاتهم الاساسية لحين ميسرة وفعلا تحقق ذلك بإسرع مما توقع المراقبون في الصين وحول العالم.
فيروس كورونا وباء ليس الاول من نوعه في تاريخ البشرية ويقينا لن يكون الاخير، وبرغم الخسائر البشرية الهائلة عبر التاريخ لامراض منها الطاعون والكوليرا والإنفلونزا، والفارق حاليا سرعة وصول المعلومات وتدفقها التي تفيد اكثر مما تضر، لذلك علينا الالتزام بما اقرته الحكومة لحماية المواطنين، وليكن النموذج الصيني ماثلا امامنا في التصدي لهذا الفيروس الخطر والعابر في نفس الوقت.