بينها الاتحاد الإماراتية.. شركات طيران مهددة بالإفلاس بسبب كورونا
جو 24 :
قالت ليزيكو الفرنسية إن الصدمة الاقتصادية التي تلت انتشار فيروس كورونا حدثت في وقت بدأت الهشاشة تظهر على صناعة الطيران، لذلك فإن عددا من شركات الخطوط الجوية باتت مهددة بالاختفاء.
وذكرت الصحيفة أن الانخفاض الهائل في الحركة الجوية خلال الأشهر الستة التي تلت هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001، تسبب في سقوط ثماني شركات طيران رئيسية، من بينها سويس إير وسابينا، كما أن الأزمة الاقتصادية 2008 كلفت القطاع أكثر من مئة مليار دولار، وتسببت في اختفاء 14 شركة أوروبية في عام واحد.
وأفادت الصحيفة في مقال للكاتب كزافييه تيتلمان بأن سنة 2019 التي لم تحدث فيها أزمة، اختفت فيها 25 شركة، بسبب ما شهده قطاع صناعة الطيران من هشاشة.
ويرى الكاتب أن وباء كورونا حدث في ظروف هي الأكثر هشاشة بالنسبة لصناعة الطيران، حيث توقع الاتحاد الدولي للنقل الجوي الأسبوع الماضي أن تنخفض إيرادات الطيران العالمية بنسبة 19% في عام 2020 إلى نحو 113 مليار دولار.
وقال الكاتب إن هذا التقييم تضاعف أربع مرات في خلال عشرة أيام، وسيزيد من تفاقمه الوضع في أوروبا الذي يبدو أنه على خطى ما حدث في آسيا بإلغاء 80% من الرحلات.
وبحسب الكاتب، سيؤدي حظر دخول المواطنين الأوروبيين إلى الولايات المتحدة إلى تسريع سقوط شركات الطيران، لأنه سيحرم الشركات الأوروبية من أكثر من 20% من توقعاتها، كما سيؤثر أيضًا على شبكة النقل المتوسط.
معايير القوة
وقال الكاتب إن هناك معيارين يستخدمان لتقدير سلامة شركة الطيران، أولهما أن يبقى مستوى الربحية مرتفعا، وهو يتجاوز 10% لدى خطوط "دلتا" أو "لفتهانزا" أو "إيزي جيت"، لكنه أقل لدى الخطوط الجوية الفرنسية "أو رايان إير"، ومثير للقلق منذ عدة سنوات لدى "أليتاليا" و"الاتحاد" وعدة شركات أخرى من كبار الرواد.
أما المعيار الآخر، فهو القدرة على التعامل مع الإلغاء الهائل للرحلات الجوية، ويعتمد على حالة الأسطول، بحيث يمكن لشركة نقل مثل "لفتهانزا" التي تمتلك طائراتها وقد انتهت بالفعل من تسديد ثمنها أن تُوقفها لتقليل التكاليف المتغيرة، أما الشركات التي تستأجر طائراتها أو لا تزال عليها ديون تسددها، فهي تحتاج أن تملأ الطائرات مهما كان الثمن.
ولذلك -يقول الكاتب- حاولت الخطوط الجوية الفرنسية والخطوط الجوية البريطانية إعادة توجيه أسطوليهما إلى وجهات أقل تأثرا بتخفيضات حركة الطيران، ولكن هذا النهج قد يؤدي إلى انخفاض دائم في الأسعار ويثبت أنه سلبي على المدى الطويل.
أوزان ثقيلة مهددة
وحسب الكاتب، من المسلم به أن الشركات الهشة ستختفي مثل "فلايبي" في المملكة المتحدة، ومن المحتمل أن تختفي الشركات الإقليمية ذات الأساطيل المحدودة مثل "تاروم" و"السريلانكية"، أو الهشة مثل خطوط "هاينان" الجوية والخطوط الجوية بهونغ كونغ التابعة لها، و"أليتاليا".
أما إذا تأكد سوء الطالع المتوقع -كما يقول الكاتب- فستفلس الشركات التي لديها تكاليف تشغيلية كبيرة أو تتعرض بشدة لقيود الطيران، كالخطوط الجوية التايلندية و"الاتحاد للطيران" وخطوط جنوب أفريقيا الجوية وطيران الهند والنرويجية والخطوط الجوية الفلبينية وغارودا إندونيسيا وإيروفلوت، كما سيحتاج العديد من هذه الشركات إلى دعم وطني من أجل البقاء.
وإذا استمر حظر الرحلات وكان التعافي متأخرا، فقد تسقط شركات من الوزن الثقيل، ككاثي باسيفيك والخطوط الجوية الكورية والخطوط الجوية الأميركية ورايان إير والخطوط الجوية الفرنسية والخطوط الجوية السنغافورية وطيران الإمارات وإيزي جيت.
ويوصي الكاتب الدول بضرورة أن تتجنب اختفاء أمثال هؤلاء اللاعبين مهما كان الثمن، لأن وجود خط جوي واحد لمسافات طويلة يعني وجود أكثر من ألف وظيفة وستين مليون يورو من التداعيات الاقتصادية المباشرة وغير المباشرة خارج قطاع الطيران.
ونبه الكاتب في ختام مقاله إلى أن شركات عملاقة مثل الخطوط الجوية القطرية والسعودية والصينيات الثلاث الكبرى والشركات الأوروبية المنخفضة التكلفة، ستستفيد من اختفاء منافسيها.
المصدر : ليزيكو