قف! أمامك وطن
نبيل غيشان
جو 24 :
فايروس الكورونا ملأ الدنيا وشغل الناس ولم يعد ينافسه في الإثارة أي شي. العالم بات أسيرا لعدو غير مرئي أسقط كل القواعد والمسلمات وبات يهدد العالم بأزمة اقتصادية قاتلة لا مثيل لها في التاريخ.
الهلع في القلوب انتشر نتيجة الخوف من ان التقدم العلمي يقف عاجزا عن احتواء الفايروس بالسرعة التي اعتدناها من التقدم التكنولوجي، وأصبحت الدول المتقدمة والقوية ساحة حرب تتساوى فيها مع الدولة الضعيفة والفقيرة.
حتما سينتهي الفيروس وسيسيطر عليه العلم، لكن لا احد يعرف الفترة الزمنية وأعداد الضحايا. وسيسجل التاريخ علينا جميعا ماذا قدمنا لوطننا وشعبنا، وكيف تصرفنا؟ وهل اكتفينا بالنقد والتبرم والتبخيس، او شمرنا عن أذرعنا وحمينا أنفسنا ومجتمعنا؟
ما يهمنا اليوم هو بلدنا الأردن ومواطنونا وضيوفنا وكيف نتصرف حكومة وشعبا حتى ننجح في السيطرة على الوباء، فلا مهمة أسمى من مهمة الحفاظ على حياة الناس.
بداية الحكومة الأردنية وأجهزتها المختصة هي المسؤولة المباشرة عن الموضوع وهي القائدة في الأزمات وما على المواطن وغير المواطن إلا إطاعة أوامر السلطة وتسهيل مهمتها والثقة بها، وعدم التصيد لها او التشكيك في إجراءاتها ونواياها، ناهيك عن تقديم المساعدة الممكنة.
الخوف طبيعة بشرية، ومن حق الناس أن تخاف. لكن هذا الخوف يجب أن يتحول الى حرص على النفس ودعم للسلطة المركزية وإجراءاتها، لا أن يتحول الى (فوبيا) تنشر الفزع بين الناس وتتحول الى عامل مخرب على الإجراءات الرسمية.
على الإنسان الفرد وعلى سائل الإعلام، وبالذات وسائل التواصل الاجتماعي، مهمة وطنية في نقل الحقيقة دون مبالغة، لكي لا تساهم في صناعة الهلع بحثا عن السبق الصحفي والشهرة على حساب الوطن. فواجب الإعلام أن يقوم بدور مهم في التثقيف الصحي ونشر أوامر السلطات الرسمية من اجل مقاومة الفايروس وبث الروح الايجابية، وهي عنصر حاسم في المقاومة.
الوباء الجديد هو امتحان للدول وأجهزتها الصحية والوقائية، ولحسن الحظ فان الدولة الأردنية قدمت نموذجا رائعا في الاستجابة الفورية واتخذت إجراءات وقائية مذهلة سيكون لها دور مهم في احتواء المرض.
الحالة الصحية قد تستمر أسابيع او شهور، فالفيروس بشع وقاتل، ولا حل إلا بالهدوء وتغيير العادات الاجتماعية القديمة والأخذ بتعليمات السلطات واعتبار الموضوع قضية حياة او موت، لأنك بالمحافظة على حياتك تحفظ حياة الآخرين.
الفايروسات والجراثيم لن تموت وستبقى موجودة على هذه الأرض ومن الصعب إبادتها، لكن مهمة البشرية هي في تقوية المناعة في المجتمعات لصدها وابتكار الأدوية والأمصال المضادة لها.
نحن مع الدولة الأردنية بكافة أجهزتها وندعم إجراءاتها وقراراتها ولا مجال للنقاش إلا من اجل تجويد العمل وسرعة الاستجابة، أما التشكيك والتذمر فليس وقته، لان مهمة الدولة اليوم عظيمة بامتياز؛ حفظ حياة الناس وبعدها لكل حادث حديث.