شكرا للسفارة
تطالعنا الصحف والمواقع الالكترونية ببشرى سارة وهي أن سفارة الاردن لدى الاحتلال الصهيوني قد تكرمت على الاسرى الاردنيين بزيارة عميدهم الأسير المعزول منذ عام 2003 القائد المحكوم بـ 67 مؤبد المهندس عبد الله البرغوثي والذي قام بزيارته هو السكرتير الثاني في السفارة .... نعم السكرتير الثاني .. لا داعي للأول ، ولا داعي للسفير، ولا داعي لأي شخصية اردنية أخرى من الشخصيات التي زارت القدس مؤخراً تحت حماية جيش الاحتلال الصهيوني ،،، لا داعي لأن عبد الله البرغوثي و24 أسير اردني مضربين عن الطعام لا يستحقون أكثر من ذلك .
ومن الجدير بالذكر أن وزارة الخارجية الاردنية لم تتصل حتى الان مع والد ووالدة الاسير عبد الله البرغوثي لطمأنتهم على صحة ابنهم المضرب عن الطعام منذ خمسة وعشرين يوما ، لعلهم أيضا لا يستحقون ذلك !!! إذن لماذا هذه الزيارة !!!
قبل أن يضرب الأسرى في سجون الاحتلال عن الطعام منذ 17/4 الماضي كنا نطالب في كل فعالية تقام لدعم صمود الاسرى بمجموعة من المطالبات، واحدة منها زيارة السفارة الاردنية في تل الربيع المغتصبة للاسرى الاردنيين في سجون الاحتلال .. أما اليوم فالوضع مختلف .. فقد بدأت معركة الأمعاء الخاوية ووصلت الى نقطة اللاعودة ، فإما النصر وتحقيق المطالب وإما الشهادة في سبيل الحرية والكرامة ، وعلى الاردن .. كل الاردن ، حكومة وشعبا أن يتحرك لإنهاء عزل الاسرى الاردنيين وإغلاق ملفهم بالإفراج عنهم وحتى ذلك الحين إرسال وفد طبي فورا للاطمئنان على صحة اسرانا المضربين عن الطعام وعلى الحكومة الاردنية أن تتحرك لحماية مواطنيها من الفاشية الاجرامية الصهيونية ، كفانا خنوعاً وخضوعاً للاحتلال الذي صادر وما زال يصادر كل يوم قوت الاردنيين وأحلامهم بالأمن والاستقرار ، ويهاجم نظامهم في كل المحافل وجلسات الكنيست والحكومة الصهيونية ، كفانا مجاملةً بصمتنا للاحتلال الذي يخنق غزة ويجثم على صدر الضفة ويقوم بتهويد القدس ويسلبها عروبتها ويخترق حدودنا ويسرق ماءنا ويجري تجاربه النووية على حساب صحة أبنائنا .
لو كان وزير خارجيتنا قد تغير بتغير الحكومات المتعاقبة لقلنا أن ملف الأسرى ضاع بين أزمة الوزراء القادمين والمغادرين ، ولكنه في منصبه منذ سنوات وللاسف لم نرَ أي تقدم في ملف الاسرى ولم تنفذ الوعود المتكررة لتنظيم زيارات دورية لاهالي الاسرى الاردنيين لأبنائهم ، وحتى عندما استيقظت سفارتنا هناك أرسلت سكرتيرها الثاني لزيارة اسير واحد من بين اربعة وعشرين اسيراً اردنياً بطلاً خلف القضبان .
في تونس الخضراء ، شرارة الثورة ، وقدوة الأحرار يضرب الوزراء والنواب والسياسين تضامنا مع الاسرى المضربين عن الطعام ، وفي الأردن لا يعلم المسؤولون أصلا في الخارجية والنواب والحكومة أن في سجون الاحتلال مواطنون أردنيون ، فكيف ستظهر قضية الأسرى على محاضر جلساتهم وإن ظهرت فهل تنافس قضاياهم الكبرى كالجواز الدبلوماسي والراتب التقاعدي مدى الحياة !!
على كل حال شكر الناس واجب ، شكراً يا وزارة الخارجية على اهتمامكم الزائد بأبناء الاردن الشرفاء المعتقلين في قبور الصهاينة على أمل لقاء اسرانا بكم او بالسكرتير الثاني في سنوات قادمة .
وما زال حال اسرانا في سجون الاحتلال الصهوني يشكو الى الله :
فيا رب البرية قد شكونا ... إليكم حالنا يا رب جهـراً
فلا ترحم نظاماً لا يرانا ... ولا تبقِ لدى الأوغاد أسرى.
أنس محمد أبو خضير
اسير محرر