2024-04-23 - الثلاثاء
Weather Data Source: het weer vandaag Amman per uur
jo24_banner
jo24_banner

الأردن في أصعب اختباراته.. كيف نجتاز المرحلة؟

ايهاب سلامة
جو 24 :


تقاس ذروة نجاح الحكومة، حين تعمل بذات الجهد والإبداع الذي تواجه به وباء كورونا، على الصعيد الإقتصادي، وامتصاص هزاته الارتدادية المرتقبة لاحقاً.

نريد ان نرى ونسمع ونلمس، أداء خارقا للفريق الحكومي الاقتصادي، وكل الفريق الوزاري، على غرار وزراء الصحة والاعلام، ويرتقي نحو الإداء الأمني الخارق لقواتنا المسلحة وأجهزتنا الأمنية.

الإقصاء الفوري، لأي وزير لا يرتقي لحجم تحديات المرحلة، ضرورة بالغة، وتعقيم موقع أي مسؤول صغير قبل الكبير في الدولة، غير قادر على الإنجاز والإبداع، للإسهام باجتياز الدولة أصعب اختباراتها، متعافية.

إعادة تقييم اداء مؤسسات الدولة، ومسؤوليها، وفرز الغث من السمين منهم، وفلترة الشوائب، لضبط الإيقاع الحكومي المتناغم من النشوزات المحتملة، يرفع تشغيل ماكينات الدولة إلى ذروة طاقاتها، وإمكاناتها، وإنجازاتها.

التحدي الأكبر الذي يواجه الدولة، يبدأ فعلياً بعد تمكنها من احتواء تفشي الوباء..

دول المحيط، والعالم بأسره، ترزح الان تحت ضغوط أزماتها الداخلية الكارثية، المعرضة للاسوأ، إذا لم يستطع العالم كبح جماح الفيروس المتوحش.

لن يكون الأردن في معزل عن المتغيرات الإقتصادية والسياسية والأمنية التي ستجتاح العالم، إذا ما امتد أمد انتشار الفيروس، وتفشت تداعياته الإقتصادية والسياسية والإجتماعية في محيطنا، وسائر أرجاء المعمورة.

إعادة ترتيب الخطط والسياسات الإقتصادية الداخلية، بما يتناسب مع جميع المتغيرات الخارجية المحتملة، باسوأ افتراضاتها، حجر الأساس في التو واللحظة، قبل الغد، لبناء استراتيجية اقتصادية وطنية متينة تحاكي كل الإحتمالات، وتضع التصورات، والخطط، والحلول الاستباقية لها، بجداول زمنية مناسبة.

الوعي، بأن العالم ما بعد "كورونا"، لن يكون كما قبله أبداً.. فثمة نظام عالمي جديد ما زال غير متضح المعالم والمآلات قيد الولادة والتشكل، بات أقرب إلى الحقيقة من اي تحليل وافتراض، ما يستدعي سياسات وقرارات ديناميكية، تمكن الدولة من التعامل مع كل المتغيرات المحتملة، بما يتناسب معها زماناً ومكاناً وحاجة.

الضارة التي لا أنفع منها، أن أزمة كورونا قد هدمت هوة أزلية مهولة من عدم الثقة بين الأردنيين وحكوماتهم، ربما ما كان ظرف ٱخر، ولا أي حكومة قادرة على كسب جولته واجتياز امتحانه.

البناء على الثقة الشعبية التي منحت للحكومة، بادائها الذي لا يمكن لعاقل تجاهله، في فرصة من الصعب لها أن تتكرر، سيكون بمثابة اعادة انطلاق قطار الدولة ومؤسساتها، ووضعه على سكته الصحيحة، والخروج من الأزمة بمكاسب غير مسبوقة، لا بخسائر.

الدرس الكوروني العالمي الأهم، علمنا بأن عظمة الدول، لا يكون بحجمها وقدراتها، ولا بمواردها الاقتصادية الضخمة فقط ، اذا لم تسبق اعتبارات الإنسانية حسابات الدولار واليورو!

الأردن، صغير بحجمه، لا أكبر منه بطاقاته، اذا ما استغلت بالشكل المطلوب كما تشهد له هذه المرحلة.

يمكن للرئيس عمر الرزاز وحكومته، ان يدخلوا تاريخ الأردن من اوسع أبوابه، اذا ما استمر اداؤها في التعامل مع التبعات الإقتصادية وتأثيراتها الإجتماعية المحتملة لاحقاً، بنفس النفس، والعزيمة، والإصرار، الذي تعاملت به مع ازمة كورونا.

الثقة من بعد الله سبحانه، تظل معقودة نواصيها دوماً وابداً، بالبوصلة الهاشمية، التي تثبت التحديات والأزمات، انها تعطي دروساً في الحكم، لكل زعامات العالم.
 
تابعو الأردن 24 على google news