jo24_banner
jo24_banner

ما عاش من يمن على الأردن بحفنة من الدولارات!

ما عاش من يمن على الأردن بحفنة من الدولارات!
جو 24 :
محرر الشؤون المحلية_ قطاعات اقتصادية كثيرة تضررت إثر هذه الجائحة، التي فرضت علينا اتخاذ كافة الإجراءات والتدابير الاستثنائية، لتجاوز الأزمة، والعبور إلى بر الأمان، بأقل الخسائر.

ولكن الأزمة التي تخيم علينا بكل هذا الثقل، لها رغم كل شيء إيجابية يتيمة، تتمثل بنجاح الأردنيين بتجاوز اختبار التعاضد والتكاتف، بأعلى درجات الانتماء والمسؤولية، وذلك بالتوازي أيضا مع كشف حقيقة معدن القلة القليلة، التي غردت خارج سرب الإجماع الوطني.

القطاع الخاص، الذي أولته الحكومة أهمية كبرى منذ بداية الأزمة، وضع على غربال الاختبار، فتساقطت منه كثير من المؤسسات، التي تعامت عن مسؤولياتها، فيما انتصر البعض الآخر للمنظومة القيمية الأخلاقية، ومتطلبات المسؤولية الوطنية، ليسهم في دعم الدولة لمواجهة هذا الوباء.

أما أولئك الذين أداروا ظهورهم للوطن، فقد انقسموا أيضا إلى فريقين: الأول التزم الصمت إدراكا منه لبؤس موقفه، والثاني حاول إخفاء حقيقة تنكره للأردن، بحفنة من الدنانير التي لا تسمن ولا تغني من جوع، درء للفضيحة، ومحاولة للترويج الدعائي في آن!

من أعضاء هذا الفريق المحترف لأساليب البروباغاندا التحريفية، على سبيل المثال لا الحصر، شركة فاين، والتي تعد من القطاعات القليلة جدا الناجية من تداعيات الأزمة على الصعيد المالي، بل على العكس تماما، فقد جاءت الكورونا لتضاعف أرباح هذه الشركة لدرجة هائلة، حيث فاق الإقبال على منتجاتها ما كانت تتوقعه منذ نشوئها، نظرا لخصوصية الظرف الراهن.

الشركة لم تكتف بهذا الإقبال الهائل على منتجاتها، بل ذهبت إلى ما وراء ذلك، لاستثمار الأوضاع إلى أقصى درجة ممكنة، فعمدت إلى بيع الكمامة الواحدة بمبلغ يتجاوز العشرين دينار.. لن نقول أن المسؤولية الوطنية تفترض تخفيض سعر الكمامات في هذا الظرف الحرج، ولكن ليت الشركة أبقت على السعر السابق، على الأقل..

أمام كل أرباح القيمة المضافة المتكدسة في أرصدة الشركة، والتي تتضاعف يوما بعد يوم، أطل علينا مجلسها الإداري بخبر طرحه ضمن سياق يجعلك تخاله نبأ حول معجزة العصر، أو ملحمة كرم حاتمية، تعكس أنبل معاني الوفاء والانتماء!

الخبر، أو لنقل البيان، الذي وزعته شركة فاين على وسائل إعلامية، يفيد بتبرعها بأقنعة وجه، ومواد تعقيم، بقيمة 850 ألف دولار.. جعلتها تتباهى بهذا "الإنجاز" وكأنه "هية" البواسل لإنقاذ الدولة الأردنية!

الأردن ليس بحاجة إلى أموال من يمن على أهله وشعبه بحفنة من الدولارات، التي لا توازي ربح أيام معدودات! مثل هذا السلوك يفترض أن يكون مخجلا لمن يقترفه، عوضا عن محاولة التباهي به، والاستعراض فضلا ومنة!

كان الأجدى بهذه الشركة، ومثيلاتها من مؤسسات تنأى بمصالحها الأنانية خلال الأزمات، أن تلتزم الصمت، أسوة بالفريق الذي دفن رأسه في رمال مصالحه الخاصة، عوضا عن المجاهرة الدعائية، ذرا للرماد في العيون!
 
تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير