2024-04-24 - الأربعاء
Weather Data Source: het weer vandaag Amman per uur
jo24_banner
jo24_banner

متبرع صيني يفضح اثرياء الأردن ويعري تجار الوطنيات الزائفة

ايهاب سلامة
جو 24 :

في المحن والشدائد، تتشكف معادن الناس، وتنجلي حقيقتهم، ويفرز الغث من السمين، والصالح من الطالح، وتسقط أقنعة، لفاسد أو إمعة، وتبرز الهامات والقامات، ويتصدى الكبار، ويلوذ الصغار، وتعرى تحت الشمس الضمائر!

حملة صندوق "همة وطن"، فضحت تجار الوطنيات الزائفة، المنتفعون في وقت الرخاء من خيرات بلادهم، المرتدون طواقي الإخفاء حين تحتاجهم، الذين حجروا على مواقفهم وأموالهم في وقت الشدة وتبخروا، وفروا من الزحف حين لاح الخطب على أوطانهم.

حين يتبرع رجل أعمال صيني للأردن بـ 100 ألف شريحة اختبار لفيروس "كورونا"، و 300 ألف كمامة طبية، و 10 آلاف بدلة طبية واقية، و 50 جهازاً لقياس الحرارة عن بعد، و 30 جهاز ضغط مستمر لمجرى التنفس، فيما حيتان البلد، و"كراسيها" الذين أشبوعنا وطنيات كاذبة، لم يتبرعوا حتى بالكلمات، وغابوا عن المشهد وبلدهم في أمس الحاجة.

لا نرى لزاماً قانونياً يفرض على فقير أو غني التبرع من ماله لصندوق انشىء لغاية وطنية، مهما بلغت ضرورتها الملحة، لكننا نراه في غاية الإلزام الأخلاقي، والوطني والإنساني، أن يرد المرء قليلاً من دين وطنه الذي لم يبخل عليه يوماً.

إذا لم يقف أبناء الوطن الواحد كالبنيان المرصوص خلف دولتهم في وقت الازمات، وذادوا عنها بأموالهم وأرواحهم، فمتى ترتجي منهم الخير يا ترى؟ وما الغاية من وطنياتهم المزعومة وقد كدس بعضهم ملايين السحت التي بلعوها من مقدرات البلاد، وسلبوها من فم الصابرين المستضعفين المؤثرين وطنهم على أرواحهم؟

اللزام الوطني، والإخلاقي، أوجب من القانوني بألف مرة، ومن لم يخجل على نفسه من الأثرياء المقتدرين لضرب مثل أخلاقي للاخرين بايثار وطنه على ماله، فسحقاً له ولماله.

اذا لم يتجلى التكاتف والتكافل الإجتماعيين الان إلى ذروتهما، ونرى أصحاب البنوك والصكوك، والإستثمارات والعقارات، يدفعون حقوق موظفيهم، ويهرعون بكل حب وطيب خاطر، لرد القليل من جميل وطنهم عليهم، فاغسل يديك منهم، ولا ترتجي الخير منهم يوماً.

نعلم أن احتياجات الدولة أكبر من مجرد صندوق للتبرع مع تحفظي على الوصف، فالمرء لا "يتبرع" لوطنه، فهو كله لوطنه، لكنه الإسهام في وقت الجائحة، والحس الوطني الغيور الخائف على بلده في الشدة والمحنة.

شخصيات اقتصادية وطنية تحترم، قدمت ما جاد الله عليها، ودفعت مبالغ مالية للصندوق المخصص لدعم وزارة الصحة لمواجهة تفشي فيروس كورونا، من المؤكد أنهم سيظلون في ذاكرة الأردنيين دوماً.

البقية الباقية، ممن تنشر أرقام ثرواتهم في مجلة فوربس، الذين ثقبوا آذاننا لعقود طويلة بخطاباتهم الوطنية الرنانة، تبخروا.. ولا ترى أو تسمع لواحدهم همسا.

هؤلاء أيضاً، سنذكر تخاذلهم، ولن ننسى أسماءهم يوماً، فكلنا نعرف بعضنا البعض، وحارتنا أضيق من ضيقة.

وهؤلاء، لا نريد منهم شيئاً (الله لا يخلف عليهم)، نريد فقط، لجم نفوذهم وفسادهم بعد عبور الأزمة، وسيكون الأردن دونهم بألف خير.
 
تابعو الأردن 24 على google news