jo24_banner
jo24_banner

الأردنيون وجيشهم العربي.. وهل تخاف العين أهدابها؟

ايهاب سلامة
جو 24 :


شهد العدو قبل الصديق للأردن نجاعته في إدارة أزمة كورونا بكل كفاءة واقتدار، وأصبح نموذجاً يحتذى لكافة دول العالم، ومضرب مثل لشعوبها، في وقت تتخبط فيه امبراطوريات رأسمالية، غربية وشرقية، بعديدها وعدتها، في مواجهة الوباء المتفشي، وبات نموذج النظام الليبرالي الذي سلب ألباب العديد من المشرقيين المفتونين فيه، محط شكوك وعلامات استفهام وتعجب.

أردنياً، تجلى الإلتفاف الشعبي غير المسبوق خلف الدولة ومؤسساتها في هذه الأزمة التي رصّت صفوف الأردنيين، واعادت تموضعهم، وكشفت معادنهم الأصيلة التي تطال عنان السماء خيلاء وفخرا.

وفيما جرت العادة عند شعوب العالم باستشعار الخوف والخطر الداهم اذا ما انتشرت جيوش بلادهم في شوارع مدنهم.. تجد الطمأنينة لا تبلغ مبلغها لدى الأردنيين إلا إذا تكحلت عيونهم برؤيا جنود قواتهم المسلحة الباسلة. ليقينهم، يقين القلب بالنبض، أن هذا الجندي الذي يمتشق بندقيته تحت زخات المطر، ولهيب الشمس، انما هو ابنه أو أخاه، أو ابن عشيرته وعمومته.. ولم تسهَ عينه ليلتها إلا لتغفوا عيون أهله آمنة.

لذا، حين ترى طفلة تستقبل شرطياً بباقة ورد في شوارع عمان، أو عجوزا اربدية تطل من نافذة منزلها لتحيي نشامى الجيش العربي، والأجهزة الأمنية، بزغرودة ودمعة، ودعوات صادقة، تدرك ان الشدائد عند الاردنيين لها طبائعها الخاصة، تماماً مثل معدنهم، مثلما يكشف سر العلاقة التي تربطه بجنود وطنه!

الأردنيون، ولدوا من أرحام أمهاتهم وهم متعلقون بجنود جيشهم العربي، وقواتهم المسلحة، وأجهزتهم الأمنية، فهم جزء لا يتجزأ من وجدانهم الوطني، بل وجدانهم الوطني، دون مراءاة ومجاملات ومداهنات زائلة زائفة. كيف لا؟ وهم الذين يتقدمون صفوفنا، ويفنون أعمارهم، فداء خالصاً لوجه الله وأوطانهم، وكيف؟ وهم الذين يذودون عنا، ويفتدون الدم الأردني بدمائهم، فيما جيوش دول سفكت دماء شعوبها، وجالت في خراب بلادها طولاً وعرضا..

يقين الأردني، بفطرته، أن الشرطي، ومسعف الدفاع المدني، وعيون صقور أجهزتنا الأمنية التي لا يرف لها جفن، ولا تغفو لها عين، انما تبقى متيقظة ليغفو الأردن قرير العين، ويسهر على حمايته أسود لا يخفق قلبها وجلاً الا لخالقها وحده سبحانه.

وفيما تقدم امبراطوريات الرأسمالية الغربية التي تتبجح بحرياتها وحقوق حيواناتها، مصلحة الدولار على حيوات مواطنيها، وتترك شيبها وشبانها، يواجهون مصيرهم مع الوباء المتوحش وحدهم، يقدم الأردن حياة مواطنيه على مال الدنيا وما فيها.

ورغم الشح والتحديات الجسام، وتخلي العروبة العاربة، ومقاسمة الأردني بكل فخر رغيف خبزه لسنوات مع الملهوفين المهجرين من إخوته في الدم، وأبناء أمته، ورغم الموارد القليلة القليلة التي تضاهيها موارد بشرية واخلاقية ووطنية لا أكبر وأقدر، فقد اعطينا العالم بأسره درساً في عظمة الشعب الأردني ومؤسسات وطنه، فحق لنا أن نفاخر بأردنيتنا كابراً عن كابر.

في حاشية القول: من المؤسف أن تقابل هذه الحالة التاريخية الجلية من التعاضد المجتمعي الاردني، والتألف بين الأردنيين ومؤسسات وطنهم، والانجازات التي ذللت التحديات رغم ضيق الحال، بحالة من الجحود والانكار، والردح والقدح، لدى من يمتطون صهوة عوالم افتراضية عابرة للقارات، سيما في أوقات المحن التي تتطلب المروءة فيها تنحية الخلاف، وتقديم الوطن على كل مصلحة واستعراضات شعبوية فارغة.

اللهم اصلح حالهم.
 
تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير