jo24_banner
jo24_banner

الرقص على إيقاع الفاجعة!

ايهاب سلامة
جو 24 :


لا أعلم سبب اعتراض الأردنيين وسخطهم على احتفال غنائي أعلن عنه عبر منصات التواصل الإجتماعي، تشارك به جحافل من مطربينا ومطرباتنا الأفاضل؟

ولا أدري لم إقاموا الدنيا ولم يقعدوها، على الحفل الغنائي الذي قيل انه سيبث على الصفحات الرقمية فقط، في وقت نحن بأمس الحاجة فيه إلى الرقص على انغام الموسيقى، وهز الأرداف، وإبداء حالة الفرح الغامر الذي نمر به في وطننا المحاصر بجائحة تهدد الدولة الأردنية والعالم بأسره؟!

ولماذا لا نغني يا ترى؟، والوجع قد استوطن فينا.. والحزن ممتد من تخوم الرمثا واربد في الشمال، وتأبى دموعه أن تكفكف في الكرك الأبية وعيون الطفيلة حتى يلقي بظله في أحضان شواطىء العقبة!

ما العيب في شبك أيادينا في حلقة دبكة طرباً؟ والذهول يخيم في أعماقنا، والقلق قوتنا اليومي، والمآساة تجتاح بلادنا التي تكابد للنجاة من فتك كورونا، وتتكبد الأرواح والأموال، وتجابه أخطر التحديات في تاريخها؟

ولم لا نطبل ونزمر على أوجاع الأردن الحزين؟ المحجور عليه وأهله خوفاً من وباء إذا ما استشرى لا قدر الله، سيأكل الأخضر واليابس؟

ولم لا نعزف المزامير، ونضرب الدفوف، ونلطم على خدودنا بالكفوف، في زمن تستدعي فيه ضمائرنا الفرار إلى الله، والتضرع له، واللجوء إليه وحده ليرفع عنا الوباء والبلاء وينجينا من هذه الجائحة؟

ما المانع أن نرقص؟ وتيك بيوت الله موصدة أبوابها في وجه المتعبدين الطائعين، ولم تعد تستقبل المصلين اللاجئين لربهم، في حياة ما عدت تأسف فيها على شيء إلا رضاه سبحانه؟

وعلام نستشيط غضباً من مطرباتنا الفاضلات وهن يتمايلين على وقع أوتار الكمان ولحن الصبابة والميجنا؟ .. وميجنا ويا ميجنا وياااااا ميجنا.. أهلاً وسهلاً شرفونا احبابنا!

أهلاً وسهلاً بالدموع الحاميات على خدود عوائل أردنية عزيزة النفس لا تجد كسرة خبز تسكت به أنين أمعائها الجائعة..

أهلاً وسهلاً في بيوت معوزة تعطل أرباب أسرها، وصاروا يستجدون طرود الخير منكسرين لكي يسدوا رمق عيالهم الجوعى!

أهلاً وسهلاً بخوفنا، وترقبنا، ورجائنا بالله لحظة بلحظة أن يزيل الغمة عن بلدنا الطيب الذي لا يستحق الا الخير كله..

اهلاً وسهلاً بكم.. ارقصوا، أرقصوا ما شئتم على جراح الأردن، وغنوا طرباً فوق مصيبتنا وأشلائنا!


تابعو الأردن 24 على google news