كورونا.. الصين تخشى بؤرا جديدة وتعاقب مسؤولين ووفيات أميركا تتجاوز 40 ألفا
جو 24 :
تشدد السلطات الصينية مراقبة الوضع في مناطق محددة من البلاد خوفا من موجة ثانية من وباء كورونا، بينما يؤكد مسؤولون في الولايات المتحدة أن بلادهم تجاوزت ذروة الوباء، بعدما بلغت حصيلة الوفيات 40 ألفا.
ويواصل الفيروس انتشاره في أنحاء العالم، حيث تجاوز عدد حالات الإصابة المؤكدة 2.37 مليون مصاب، توفي منهم أكثر من 164 ألفا، بينما تعافى أكثر من 611,000، وفقا للإحصاءات المجمعة التي تنشرها جامعة جونز هوبكنز الأميركية.
وفي الصين حيث نشأ فيروس كورونا المستجد أواخر العام الماضي، تراقب السلطات الوضع في إقليم هيلونغجيانغ بشمال شرق البلاد، وكذلك في حي يقع وسط العاصمة بكين، وذلك بعد ظهور مخاطر عالية.
وقال وانغ يونغ كانغ نائب حاكم إقليم هيلونغجيانغ إن "أكبر مهمة سياسية حاليا هي منع عودة الوباء وانتشاره". وأوصت حكومة الإقليم على موقعها الإلكتروني المواطنين بتجنب التجمعات العائلية، وحذرت من العدوى في المستشفيات، ومن البطء في نقل تقارير التحريات المتعلقة بانتشار المرض.
وشهد إقليم هيلونغجيانغ ارتفاعا في عدد المصابين القادمين من روسيا خلال الأسابيع القليلة الماضية، ويسعى جاهدا الآن لاحتواء قفزة في عدد الإصابات المحلية.
وسجل الإقليم 39 من حالات الإصابة المحلية الجديدة في الأيام العشرة الأخيرة، أي أكثر من 50% من الحالات المحلية الجديدة المسجلة في البر الرئيسي خلال الفترة نفسها والبالغ عددها 73، ومعظم الإصابات لها علاقة بحالة إصابة وافدة من الخارج في مدينة هاربين عاصمة الإقليم.
معاقبة مسؤولين
وعاقبت السلطات 18 مسؤولا في مدينة هاربين يوم الجمعة الماضي، من بينهم نائب رئيس بلدية المدينة.
وكان الفيروس ظهر أول مرة في مدينة ووهان بإقليم هوبي وسط البلاد، وخضعت المدينة لعزل كامل حتى أعلنت السلطات أن الإقليم صار منطقة منخفضة المخاطر.
وسجلت الصين اليوم الأحد 16 إصابة جديدة بفيروس كورونا ولم تسجل أي وفيات، لكن لجنة الصحة الوطنية أصدرت مذكرة تطلب تطوير القدرات الخاصة بإجراء الفحوص وجودتها في عموم البلاد.
وقال مجلس الدولة الصيني (الحكومة) على مواقع للتواصل الاجتماعي إن حيا في وسط العاصمة بكين يعتبر حاليا مرتفع المخاطر.
ووصل إجمالي عدد الإصابات المؤكدة بكورونا في بر الصين الرئيسي إلى 82,735 حالة، وبلغ عدد الوفيات بالفيروس 4632 وفاة.
مختبر ووهان ينفي اتهامات
في غضون ذلك، نفى مدير معهد علم الفيروسات في مدينة ووهان الصينية اتهامات للمعهد بالمسؤولية عن نشأة فيروس كورونا المستجد، وهي ادعاءات متداولة في الولايات المتحدة خصوصا، حيث هدد الرئيس الأميركي دونالد ترامب بكين بأنها ستواجه عواقب إذا كانت مسؤولة عمدا عن الوباء.
ونفى يوان تشي مينغ مدير معهد علم الفيروسات في ووهان -الذي تشير إليه وسائل إعلام أميركية بصفته المصدر المحتمل لفيروس كورونا المستجد- أي مسؤولية في انتشار الوباء.
وقال يوان في تصريحات لشبكة "سي جي تي إن" التلفزيونية الرسمية إنه "من المستحيل أن يكون هذا الفيروس صادرا عنا"، معربا عن رفضه الشديد لما وصفها بنظريات المؤامرة المتعلقة بنشأة الفيروس، ونافيا أن يكون الفيروس قد تم تصنيعه داخل المختبر.
تشغيل الفيديو
ويعتقد معظم العلماء أن فيروس كورونا الجديد انتقل على الأرجح إلى الإنسان من حيوان، وأشير بالاتهام في هذا الصدد إلى سوق في ووهان لبيع الحيوانات البرية الحية بهدف استهلاكها.
لكن وجود معهد علم الفيروسات على مسافة كيلومترات قليلة من السوق يثير منذ بضعة أشهر تكهنات بشأن تسرب الفيروس من هذه المنشأة الحساسة.
ويحظى المختبر التابع للمعهد بحماية مشددة، وفيه سلالات أخطر الفيروسات المعروفة مثل إيبولا، وهو مختبر "بي-4" للسلامة البيولوجية من المستوى الرابع.
وقال مدير المعهد "نعرف تماما أي نوع من الأبحاث تُجرى في المعهد، وكيف يتم التعامل مع الفيروسات والعينات".
وأضاف أنه من حيث موقع المعهد في ووهان "لا يمكن للناس إلا أن يقيموا رابطا"، منتقدا وسائل الإعلام التي "تحاول عمدا خداع الناس بتوجيه اتهامات مبنية على مجرد تكهنات من دون أدلة".
وأوردت صحيفة واشنطن بوست أن سفارة الولايات المتحدة في بكين -وبعد زيارات عدة إلى المعهد- أخطرت السلطات الأميركية في 2018 بأن إجراءات السلامة غير كافية كما يبدو في مختبر يجري دراسات على فيروسات كورونا الناجمة عن الخفافيش.
الصين في الانتخابات الأميركية
وكان الرئيس دونالد ترامب قال السبت إنه لا بد أن تواجه الصين عواقب إذا كانت "مسؤولة عن عمد" عن جائحة فيروس كورونا.
وأضاف ترامب في مؤتمره الصحفي بشأن كورونا "لو كان خطأ فالخطأ خطأ، ولكن إذا كانوا مسؤولين عن عمد فأعني هنا أنه لا بد أن تكون هناك عواقب".
وأشار مراسل الجزيرة في واشنطن فادي منصور إلى أن الجدل بشأن نشأة الفيروس والعلاقات الأميركية مع الصين صارت مادة بارزة في معركة انتخابات الرئاسة الأميركية المقبلة.
وقال إن المرشح الديمقراطي جو بايدن بث مقطعا دعائيا تحدث فيه عن إشادات ترامب السابقة بالصين وقيادتها، ورأى أن منهج الرئيس الأميركي في التعامل مع بكين ساهم في تدهور الوضع في الولايات المتحدة التي صارت البلد الأشد تضررا بالوباء في العالم.
وذكر مراسل الجزيرة أن سياسيين ديمقراطيين يقولون إن ترامب يوجه الآن الانتقادات والاتهامات إلى الصين، في محاولة لحرف الأنظار عن مسؤوليته في تفشي فيروس كورونا بالولايات المتحدة.
وأشار إلى أن وزير الدفاع الأميركي مارك إسبر استبعد في تقييم أولي أن يكون فيروس كورونا المستجد مصنوعا في مختبر صيني، ورجح أن يكون طبيعي المنشأ.
أميركا.. ما بعد الذرورة
وارتفع عدد الوفيات بفيروس كورونا في الولايات المتحدة إلى أكثر من 40 ألفا، وتجاوز عدد الإصابات 742 ألفا، وفقا لأحدث الإحصاءات التي نشرتها جامعة جونز هوبكنز.
وأعلن حاكم ولاية نيويورك أندرو كومو أن وباء كورونا بدأ بالانحسار في ولايته، لكنه أكد أن الوقت ما زال مبكرا لإعلان النصر.
وقال "نحن على الجانب الآخر من المنحنى، والأرقام بدأت بالهبوط، تلك أخبار جيدة مقارنة بالوضع السيئ الذي كنا نعيشه عندما كانت الأرقام تصعد باستمرار".
وأضاف "تذكروا أن 1300 شخص تم تشخصيهم أمس بفيروس كورونا (في نيويورك)، لا وقت للغرور، فما زال أمامنا طريق طويل".
من جانبه، أكد مايك بنس نائب الرئيس الأميركي أن الرئيس ترامب يبذل جهودا حثيثة لإنهاء إغلاق الحياة العامة والأنشطة الاقتصادية في الولايات المتحدة.
وقال ترامب في تغريدة على تويتر إن بلاده تفوقت في مجال تصنيع أجهزة التنفس الصناعي لمواجهة تفشي فيروس كورونا.
وأضاف أنه كما كان على صواب بشأن إنتاج هذه الأجهزة -حسب قوله- فإنه على صواب أيضا في مسألة إنتاج أجهزة الفحص الخاصة بالفيروس، داعيا حكام الولايات إلى لقائه لإنجاز هذه المهمة، على حد تعبيره.
إسبانيا.. أقل معدل خلال شهر
واصلت إسبانيا تسجيل مزيد من الإشارات الإيجابية التي توحي بانقضاء أخطر مراحل الأزمة، إذ قالت وزارة الصحة الإسبانية اليوم الأحد إنها سجلت 410 وفيات جديدة فقط مقارنة بـ565 وفاة في اليوم السابق، مما يمثل أقل حصيلة يومية خلال نحو شهر، في البلد الثالث على قائمة الدول الأشد تضررا بالوباء.
وبلغ العدد الإجمالي للوفيات بفيروس كورونا في إسبانيا 20,453 وفاة، والعدد الإجمالي للإصابات 195,944 حالة.
وأوضح مراسل الجزيرة في مدريد أيمن الزبير أن السلطات الإسبانية تتعامل بحذر مع هذه الأرقام حتى لا تصل إلى نتيجة تخالف الواقع، وأشار خصوصا إلى إحصاءات نهاية الأسبوع (السبت والأحد في إسبانيا) لأنها لا تتسم بالدقة أحيانا.
وكان رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانتشيث قال أمس السبت "تجاوزنا أخطر اللحظات، هذه الإنجازات ما زالت غير كافية وهشة، لا يمكننا المخاطرة بها بحلول متعجلة". وأعلن أنه سيطلب من البرلمان تمديد إجراءات الحجر العام 15 يوما إضافيا تنتهي في 9 مايو/أيار المقبل.
بريطانيا.. تأخر الإمدادات
قال متحدث باسم وزارة الخارجية البريطانية إن تسليم لوازم وقائية للعاملين في القطاع الصحي كان من المقرر أن تصل اليوم الأحد من تركيا تأجل، وذلك في وقت يشكو فيه أولئك العاملون على الخطوط الأمامية لمكافحة الوباء من نقص اللوازم.
وأرجع المتحدث التأجيل إلى عمليات "تخليص وأوراق"، مضيفا أنها "ليست جاهزة بعد"، وأنهم يعملون حتى يتم تسليم هذه المستلزمات في أقرب وقت ممكن.
وقالت هيلينا ماكيون رئيسة الرابطة الطبية البريطانية التي تمثل الأطباء في تصريح لقناة سكاي نيوز البريطانية إن التأجيل سيكون خبرا "محطما" للعاملين في القطاع الصحي.
وكانت الحكومة قالت في وقت سابق إن شحنة وزنها 84 طنا ستصل من تركيا، وتضم أربعمئة ألف زي وقائي للعاملين في القطاع الصحي.
وبينما تمر المستشفيات البريطانية بظروف صعبة انتقد العاملون في القطاع الصحي نصيحة حكومية لهم بإعادة استعمال معدات الوقاية الشخصية، وتأتي هذه النصيحة في الوقت الذي تقل فيه الإمدادات في مختلف أنحاء البلاد.
روسيا.. ارتفاع قياسي
قال المركز الروسي لإدارة أزمة فيروس كورونا إن البلاد سجلت ارتفاعا قياسيا في حالات الإصابة بمقدار 6060 حالة خلال 24 ساعة، مما رفع إجمالي الإصابات في البلاد إلى 42,853.
وعلى الرغم من ذلك فإن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قال إن السلطات تسيطر على الأزمة سيطرة كاملة، وإن الأوضاع ستتحسن.
وأضاف بوتين في فيديو بثه لتهنئة المسيحيين الأرثوذكس بعيد الفصح، وقد بدا فيه مرتاحا وهو يجلس أمام مدفأة في مقر إقامته خارج موسكو، إن بلاده لديها كل الموارد اللازمة للقيام بما هو مطلوب لصحة الناس والاقتصاد.
ولا تزال الحصيلة الرسمية للوفيات بفيروس كورونا في روسيا -وهي 361 وفاة- منخفضة نسبيا مقارنة بالدول الأخرى التي لديها عدد مماثل من حالات الإصابة.
إيران.. استئناف أنشطة
أعلن الرئيس الإيراني حسن روحاني أن بلاده ستستأنف الأنشطة الاقتصادية التي تصنف ضمن الأنشطة المتوسطة الخطورة اعتبارا من الاثنين.
وأوضح روحاني في اجتماع لجنة مواجهة كورونا أن هذا القرار لا يعني انتهاء تفشي الفيروس، مطالبا الجميع بالالتزام بإرشادات التباعد الاجتماعي.
المصدر : الجزيرة + وكالات