خبراء يحذرون من التهافت على "هيدروكسي كلوروكوين" لعلاج كورونا
جو 24 :
على الرغم من الآثار الجانبية الخطيرة التي حذرت منها منظمات حكومية وعالمية لعقار هيدروكسي كلوروكوين، المستخدم لعلاج الملاريا، إلا أن العديد من مرضى كوفيد-19 باتوا يفضلون استخدامه.
في المكسيك، استنفدت المستشفيات ما لديها من مخزون يكفي المرضى الذين باتوا يطلبونه بالاسم، رغم أنه لم يتم التأكد من صلاحيته لعلاج المرض الجيدد.
وبعد أن سمحت إدارة الغذاء والدواء الأميركية (FDA) باستخدام المخزونات الوطنية من الهيدروكسي كلوروكين وعلاج آخر شبيه يسمى "الكلوروكين" لعلاج مرضى كوفيد-19، فسر ذلك عديدون على أنها علامة على ثقة الوكالة في فعالية هذه الأدوية، ما أدى إلى سباق للحصول عليها أو حتى اكتنازها وبالتالي حدوث نقص عالمي فيها.
مجلة نيتشر قالت في تقرير لها إن "الحماسة" المحيطة بهذين العقارين خلقت نقصا في الإمدادات وأثرت سلبا على التسجيل في التجارب السريرية للعلاجات المحتملة الأخرى.
الدكتور دانييل كاول، اختصاصي الأمراض المعدية في كلية الطب بجامعة ميشيغان قال: "عندما يكون لديك أشخاص وأطباء يائسون، فأنت تريد أن تصدق أن لديك دواء ناجحا".
ويضيف: "لكن في نهاية المطاف، لا يساعد ذلك أي شخص إذا لم يكن الدواء فعالا، ويمنع الناس من المشاركة في دراسات أخرى".
وقد أصبح العديد من مرضى كوفيد-19 غير راغبين في المشاركة في التجارب السريرية التي تتطلب منهم التخلي عن علاجات الكلوروكوين، وهو ما جعل من الصعب تسجيل الأشخاص في تجارب مخصصة لمعرفة إمكانية استخدام أدوية أخرى، مثل أدوية فيروس نقص المناعة البشرية (الأيدز)، بحسب اختصاصي الأمراض المعدية سونغ هان كيم في كلية الطب بجامعة أولسان في كوريا الجنوبية.
الطبيب النفسي إريك لينزي من جامعة واشنطن في سانت لويس بولاية ميسوري يعاني أيضا من الأمر ذاته، فقد صمم تجربة على مضاد للاكتئاب لمعرفة قدرته على تقليل الاستجابة المناعية المرتبطة ببعض حالات كوفيد-19، لكن لم يسجل في التجربة سوى 10 مشاركين حتى الآن، ورفض ثلاثة آخرون المشاركة لأنهم ينوون استخدام هيدروكسي كلوروكوين.
ونتيجة لذلك، يقدم بعض الباحثين تنازلات في تصميم الدراسة. في إيران، تخلى عالم الأمراض علي رضا غفارية عن خططه لاستبعاد علاج الكلوروكين من تجربته على دواء في جامعة كرمانشاه للعلوم الطبية، بعد أن رفض المشاركون التخلي عنه، ويأمل ألا يؤدي ذلك إلى تعقيد تفسير نتائجه للتجربة.
براشانت مالهوترا، اختصاصي الأمراض المعدية في مستشفى نورث شور الجامعي في نيويورك يحذر من أن التأخير في التسجيل بالتجارب السريرية يمكن أن يعرض التجارب للخطر، خاصة أثناء حدوث وباء. وفي بعض حالات التفشي، يرى أنه من الأفضل أن تكتمل التجارب مبكرا، لأنه مع زيادة الضغط على أنظمة الرعاية الصحية، يمكن أن تنخفض جودة الرعاية.
ولم تثبت الدراسات التي أجريت مؤخرا بشكل قاطع ما إذا كان الكلوروكين أو هيدروكسي كلوروكوين يمكن أن يفيدا مرضى كوفيد-19 بل حذر بعضها من أنه قد يسبب ضررا للمصابين بالمرض.
ووجدت أبحاث أن هيدروكسي كلوروكوين، المضاد للملاريا والمستخدم كذلك لعلاج الذئبة والتهاب المفاصل الروماتويدي يتسبب بمشاكل في نبضات القلب، وهو أمر قد يفضي إلى وفاتهم.
وجددت وكالة الأدوية الفرنسية تحذيرها للأطباء السبت من استخدام هيدروكسي كلوروكوين في مكافحة كوفيد-19، وأفاد رئيس الوكالة ادومينيك مارتن بأن "مرضى كوفيد يعانون عادة من ضعف في القلب، ولذا ترجّح معاناتهم من مشاكل مع الأدوية التي تؤثر على صحة القلب".
"المعاهد الوطنية الأميركية للصحة" أكدت أيضا أنه لا توجد بيانات كافية للتوصية باستخدام أو عدم استخدام كلوروكين وهيدروكسي كلوروكوين في الأشخاص المصابين بالمرض الجيدد.الحرة