جائحة كورونا احدثت انماطا استهلاكية جديدة بحياة الأردنيين
جو 24 :
استحدثت جائحة فيروس كورونا المستجد، أنماطا سلوكية استهلاكية لم تكن موجودة سابقا بين الأردنيين، فقلبت حياتهم وأوجدت مفاهيم جديدة وعدلت أخرى، بحسب أراء لاقتصاديين ومواطنين.
وواجه الأردنيون لأول مرة في تاريخ البلاد المعاصر، أزمة غير مسبوقة لامست سلامتهم وصحتهم، ما حتم التحوط على مستلزمات الوقاية من الوباء، وأخرى معيشية تخوفا من نقص المونة والمواد الاساسية.
وفي رحاب شهر رمضان الفضيل، سيتحتم على الأردنيين التخلي قصرا عن ممارسات وعادات اجتماعية حميدة متأصلة في حياتهم، عنوانها صلة الرحم والجود والعطاء بالشهر الكريم، وسيبقون على مسافة بعيدة عن الأهل وذوي القربى حفاظا على سلامتهم وصحتهم وتمسكا بشعار "خليك بالبيت".
رئيس غرفة تجارة عمان ونقيب تجار المواد الغذائية خليل الحاج توفيق، قال إن هناك أنماطا استهلاكية شرائية جديدة ظهرت في المجتمع الأردني منذ بدء أزمة فيروس كورونا فرضتها الظروف الاستثنائية التي رافقت الاجراءات الحكومية لمكافحة الوباء ومنع انتشاره، متوقعا ان تكون ملحوظة بالشهر الفضيل.
واضاف ان القطاع التجاري وضع عدة فرضيات لسيناريوهات مختلفة، كإرتفاع استهلاك الأسر في الغذاء على الرغم من إجراءات السلامة والوقاية التي تمنع الاكتظاظ والتجمع وعدم وجود تصاريح تنقل، وبالتالي عدم وجود عزائم وولائم وإفطارات جماعية.
وأشار الحاج توفيق إلى أنه في حال بقيت ساعات الدوام كما هي في شهر رمضان مع منع الخروج بعد الإفطار فإن لا شيء أمام المواطن إلا أن يزداد استهلاكه من الغذاء، على الرغم من وجود فئة من المستهلكين أصبحت تقتصد في هذه الأزمة.
ورأى الخبير الاقتصادي حسام عايش أن أزمة فيروس كورونا وظروف التباعد الاجتماعي، أنتجت عادات وتقاليد ومفاهيم جديدة، أثرت على الأنماط الاستهلاكية للمواطنين، إذ أصبح كل من يخرج من بيته للتسوق يعرف مسبقاً ماذا يريد بالتحديد، والكميات التي يحتاجها ونوعيتها وغيرها من التفاصيل.
وبين عايش أن شهر رمضان هذا العام، اختبار حقيقي لكل ما تعلمناه قبله من عادات وقيم جديدة، خاصة وأنه يحل علينا في ظروف استثنائية، ومعظم رواتب الموظفين إما أنها انخفضت أو طرأ عليها تغيير لسبب من الأسباب، والبعض ينتظر بحزم الحماية الاجتماعية.
ولفت إلى أنه وبسبب الحظر فإن الخيارات قلت والكميات الموجودة في الأسواق تحتم على كل مواطن تنظيم شراء احتياجاته بما يسمح للآخرين شراء احتياجاتهم أيضا.
وأشار إلى أن الأزمة الحالية نشرت المجتمع نوعاً جديدا من أنواع التسوق الذكي، وهو الرشيد، والذي تنعكس آثاره على القدرة على التوفير والادخار، وعلى التركيز على الاحتياجات مباشرة، خاصة وأن كامل المشهد الاستهلاكي يساعد على ممارسة هذه العادة الجديدة، لأن المعروض في الأسواق مهما توفر فهو أقل مما كان سابقاً ولو في التنوع، كما أن انخفاض دخل المواطن دفعه لترشيد استهلاكه أيضا.
واستعرض أبرز متطلبات التسوق الذكي بمعرفة ما يريده المستهلك بالدرجة الأولى، وأن يتوفر لديه ما يكفي احتياجاته المحددة بالأيام، وأن يضع خطة شراء واضحة ومكتوبة توفر من الوقت وتسمح للآخرين بالتسوق، وأن يدرك أن المنتجات متوفرة دائما طازجة ولا داعي لتخزينها أو تكديسها.
وأكد عايش أنه لا حاجة لزيادة الطبخ والطعام في رمضان، لأنه وبسبب تواجد الأسر في العالم أجمع، هذه الفترة الطويلة لأول مرة منذ سنوات عديدة معا في المنزل، فقد استهلكوا الأطعمة المخزنة طيلة الفترة السابقة لرمضان، وقال :"لا حاجة للزيادة"، لافتا إلى أن هذا سيساعد الأسر على تقدير الكميات المناسبة فعلا التي يحتاجونها من الطعام والشراب.
الدكتورة في العلوم الصحية وعلم النفس الصحي، بلسم عبيد قالت إن تغير الروتين اليومي الذي اعتاد عليه الناس والبقاء لفترات طويلة في المنزل يفرض حالة من القلق والتوتر عند البعض، وقد تصل لمستوى الإجهاد والضغط النفسي، وكلها عوامل تغير سلوكيات الأفراد المتعلقة بالطعام.
وبينت عبيد أن تغير السلوك المتعلق بالطعام قد يتجه نحو تجنب الطعام بصورة لافتة أو العكس، كتناول الأغذية الغنية بالسكريات أو الملح والدهون، موضحة انها كلها حالات تندرج تحت ما يسمى بالجوع النفسي المرتبط بزيادة الوزن، وهو ما قد يغير حتى من العادات الاستهلاكية الشرائية نحو الكميات الكبيرة أو ما هو غير صحي.
ونصحت بعدم اللجوء للطعام كمصدر راحة في حالة الضغط النفسي، بمعرفة مسبب الضغط ومواجهته والتعامل معه مباشرة، مؤكدة انه "في حالة عدم القدرة على إزالة هذا المسبب فإنه يجب اتباع عادات صحية بديلة عن الأكل تناسب كل شخص وما يحبه، كممارسة الرياضة أو القراءة والكتابة والتأمل والرسم والتواصل مع الأصدقاء".
وأشارت الدكتورة عبيد إلى ضرورة شرب الماء وممارسة تمارين التنفس والاسترخاء، واعتماد مهارة التخطيط المسبق لكل يوم ووضع برنامج للتنفيذ ومراعاة واقعية البرنامج في الفترة الحالية وتطبيقه بما هو متاح من أدوات، والتقليل من استخدام الشاشات الإلكترونية وسماع الأخبار.
رئيس جمعية حماية المستهلك الدكتور محمد عبيدات أكد على أن أزمة فيروس كورونا عززت من التكافل بين الأسر، وعدلت الأنماط السلوكية عموما والاستهلاكية خصوصاً.
وأضاف أن التعديل في الأنماط السلوكية كافة، سينتج في معظمه تغييرا إيجابيا في المجتمع، داعياً ربات البيوت للاقتصاد في الشراء، وتحديد المشتريات بالتفصيل، والبحث عن أفضل سعر للسلعة المطلوبة.
وقالت فاتن النشاش إن أزمة فيروس كورونا وما لحقها من حظر تجول وتعطل عن العمل أعطتها فرصة لتنظيم وجباتها الغذائية أكثر، مشيرة الى انه "رغم ذلك زاد استهلاكنا للحلويات بسبب وفرتها باستمرار".
من جانبه قال بشار المصري إن استهلاك أسرته زاد في الحلويات ومستلزماتها منذ بدء الأزمة، إلا أنه لم يتغير على مستوى الخضار والفواكه واللحوم، فأسرته تعتمد في الأساس على التخزين الموسمي وشراء ما يكفي من مونة لشهر أو اثنين مسبقاً.
وقالت حنان الحويطات إن استهلاكها منذ بداية الأزمة زاد في معظم مناحي الحياة بسبب التعطل عن العمل وتجمع الأسرة في مكان واحد.
وأضافت أنها تتوقع زيادة أكثر في الاستهلاك خلال الشهر الفضيل أيضاً، كون الاستهلاك فيه يزيد بالظروف الطبيعية فكيف بالاستثنائية.
--(بترا)
وواجه الأردنيون لأول مرة في تاريخ البلاد المعاصر، أزمة غير مسبوقة لامست سلامتهم وصحتهم، ما حتم التحوط على مستلزمات الوقاية من الوباء، وأخرى معيشية تخوفا من نقص المونة والمواد الاساسية.
وفي رحاب شهر رمضان الفضيل، سيتحتم على الأردنيين التخلي قصرا عن ممارسات وعادات اجتماعية حميدة متأصلة في حياتهم، عنوانها صلة الرحم والجود والعطاء بالشهر الكريم، وسيبقون على مسافة بعيدة عن الأهل وذوي القربى حفاظا على سلامتهم وصحتهم وتمسكا بشعار "خليك بالبيت".
رئيس غرفة تجارة عمان ونقيب تجار المواد الغذائية خليل الحاج توفيق، قال إن هناك أنماطا استهلاكية شرائية جديدة ظهرت في المجتمع الأردني منذ بدء أزمة فيروس كورونا فرضتها الظروف الاستثنائية التي رافقت الاجراءات الحكومية لمكافحة الوباء ومنع انتشاره، متوقعا ان تكون ملحوظة بالشهر الفضيل.
واضاف ان القطاع التجاري وضع عدة فرضيات لسيناريوهات مختلفة، كإرتفاع استهلاك الأسر في الغذاء على الرغم من إجراءات السلامة والوقاية التي تمنع الاكتظاظ والتجمع وعدم وجود تصاريح تنقل، وبالتالي عدم وجود عزائم وولائم وإفطارات جماعية.
وأشار الحاج توفيق إلى أنه في حال بقيت ساعات الدوام كما هي في شهر رمضان مع منع الخروج بعد الإفطار فإن لا شيء أمام المواطن إلا أن يزداد استهلاكه من الغذاء، على الرغم من وجود فئة من المستهلكين أصبحت تقتصد في هذه الأزمة.
ورأى الخبير الاقتصادي حسام عايش أن أزمة فيروس كورونا وظروف التباعد الاجتماعي، أنتجت عادات وتقاليد ومفاهيم جديدة، أثرت على الأنماط الاستهلاكية للمواطنين، إذ أصبح كل من يخرج من بيته للتسوق يعرف مسبقاً ماذا يريد بالتحديد، والكميات التي يحتاجها ونوعيتها وغيرها من التفاصيل.
وبين عايش أن شهر رمضان هذا العام، اختبار حقيقي لكل ما تعلمناه قبله من عادات وقيم جديدة، خاصة وأنه يحل علينا في ظروف استثنائية، ومعظم رواتب الموظفين إما أنها انخفضت أو طرأ عليها تغيير لسبب من الأسباب، والبعض ينتظر بحزم الحماية الاجتماعية.
ولفت إلى أنه وبسبب الحظر فإن الخيارات قلت والكميات الموجودة في الأسواق تحتم على كل مواطن تنظيم شراء احتياجاته بما يسمح للآخرين شراء احتياجاتهم أيضا.
وأشار إلى أن الأزمة الحالية نشرت المجتمع نوعاً جديدا من أنواع التسوق الذكي، وهو الرشيد، والذي تنعكس آثاره على القدرة على التوفير والادخار، وعلى التركيز على الاحتياجات مباشرة، خاصة وأن كامل المشهد الاستهلاكي يساعد على ممارسة هذه العادة الجديدة، لأن المعروض في الأسواق مهما توفر فهو أقل مما كان سابقاً ولو في التنوع، كما أن انخفاض دخل المواطن دفعه لترشيد استهلاكه أيضا.
واستعرض أبرز متطلبات التسوق الذكي بمعرفة ما يريده المستهلك بالدرجة الأولى، وأن يتوفر لديه ما يكفي احتياجاته المحددة بالأيام، وأن يضع خطة شراء واضحة ومكتوبة توفر من الوقت وتسمح للآخرين بالتسوق، وأن يدرك أن المنتجات متوفرة دائما طازجة ولا داعي لتخزينها أو تكديسها.
وأكد عايش أنه لا حاجة لزيادة الطبخ والطعام في رمضان، لأنه وبسبب تواجد الأسر في العالم أجمع، هذه الفترة الطويلة لأول مرة منذ سنوات عديدة معا في المنزل، فقد استهلكوا الأطعمة المخزنة طيلة الفترة السابقة لرمضان، وقال :"لا حاجة للزيادة"، لافتا إلى أن هذا سيساعد الأسر على تقدير الكميات المناسبة فعلا التي يحتاجونها من الطعام والشراب.
الدكتورة في العلوم الصحية وعلم النفس الصحي، بلسم عبيد قالت إن تغير الروتين اليومي الذي اعتاد عليه الناس والبقاء لفترات طويلة في المنزل يفرض حالة من القلق والتوتر عند البعض، وقد تصل لمستوى الإجهاد والضغط النفسي، وكلها عوامل تغير سلوكيات الأفراد المتعلقة بالطعام.
وبينت عبيد أن تغير السلوك المتعلق بالطعام قد يتجه نحو تجنب الطعام بصورة لافتة أو العكس، كتناول الأغذية الغنية بالسكريات أو الملح والدهون، موضحة انها كلها حالات تندرج تحت ما يسمى بالجوع النفسي المرتبط بزيادة الوزن، وهو ما قد يغير حتى من العادات الاستهلاكية الشرائية نحو الكميات الكبيرة أو ما هو غير صحي.
ونصحت بعدم اللجوء للطعام كمصدر راحة في حالة الضغط النفسي، بمعرفة مسبب الضغط ومواجهته والتعامل معه مباشرة، مؤكدة انه "في حالة عدم القدرة على إزالة هذا المسبب فإنه يجب اتباع عادات صحية بديلة عن الأكل تناسب كل شخص وما يحبه، كممارسة الرياضة أو القراءة والكتابة والتأمل والرسم والتواصل مع الأصدقاء".
وأشارت الدكتورة عبيد إلى ضرورة شرب الماء وممارسة تمارين التنفس والاسترخاء، واعتماد مهارة التخطيط المسبق لكل يوم ووضع برنامج للتنفيذ ومراعاة واقعية البرنامج في الفترة الحالية وتطبيقه بما هو متاح من أدوات، والتقليل من استخدام الشاشات الإلكترونية وسماع الأخبار.
رئيس جمعية حماية المستهلك الدكتور محمد عبيدات أكد على أن أزمة فيروس كورونا عززت من التكافل بين الأسر، وعدلت الأنماط السلوكية عموما والاستهلاكية خصوصاً.
وأضاف أن التعديل في الأنماط السلوكية كافة، سينتج في معظمه تغييرا إيجابيا في المجتمع، داعياً ربات البيوت للاقتصاد في الشراء، وتحديد المشتريات بالتفصيل، والبحث عن أفضل سعر للسلعة المطلوبة.
وقالت فاتن النشاش إن أزمة فيروس كورونا وما لحقها من حظر تجول وتعطل عن العمل أعطتها فرصة لتنظيم وجباتها الغذائية أكثر، مشيرة الى انه "رغم ذلك زاد استهلاكنا للحلويات بسبب وفرتها باستمرار".
من جانبه قال بشار المصري إن استهلاك أسرته زاد في الحلويات ومستلزماتها منذ بدء الأزمة، إلا أنه لم يتغير على مستوى الخضار والفواكه واللحوم، فأسرته تعتمد في الأساس على التخزين الموسمي وشراء ما يكفي من مونة لشهر أو اثنين مسبقاً.
وقالت حنان الحويطات إن استهلاكها منذ بداية الأزمة زاد في معظم مناحي الحياة بسبب التعطل عن العمل وتجمع الأسرة في مكان واحد.
وأضافت أنها تتوقع زيادة أكثر في الاستهلاك خلال الشهر الفضيل أيضاً، كون الاستهلاك فيه يزيد بالظروف الطبيعية فكيف بالاستثنائية.
--(بترا)