مرحبا بالنزاهة!
حلمي الأسمر
رحت أهدىء من روعها، واستعين بكل البلاغة اللغوية التي تعلمتها، كي انقلها من حالها المحبطة، وانا في سري ألعن الامتحان، وكل ما يرافقه كل عام من إخفاقات رسمية، تزداد سوءا كل عام، وبالكاد، تمكنت وبقدر ضئيل جدا من النجاح، في تجاوز ما هي فيه من قهر، لدي أضعافه، ليس منذ اليوم، بل منذ سنوات طويلة، راكمها هذا الامتحات السخيف، الذي يكشف كل موسم عن عورات لم تعد مخبأة، في منظومة المجتمع الأهلية والرسمية على حد سواء!
كل ما قيل عن تطوير امتحان الثانوية العامة، ومأسسته، وتنظيفه مما علق به، يذهب هباء مع اول نسمة هواء تهب على أول قاعة امتحان، مجموعة «أفشال» متكررة ومتزايدة نسجلها كل عام، لا تحسن لا من مستوى الامتحان، ولا تجنبنا مخاطره الاجتماعية، ولا تعبر بنا إلى شاطىء آمن، تراكمات تضاف كل موسم إلى قهرنا المزمن، وانعدام ثقتنا بكل منظومة المجتمع، وحزب الإدارة العامة، الذي يتفنن في تعذيبنا وقهرنا، كأنه يتقصد دفعنا إلى الجنون!
قال لي أحدهم على «تويتر» : طول ما انت وجماعتك لا ترون إلا نصف الكوب الفارغ من إلانجازات واستغلالكم سكوت الدولة عن تطاولكم الدائم عليها أصبح هذا حالنا!! كان هذا «رأيه» بعد ان كتبت عن بعض من مشاعري تجاه امتحان الثقافة العامة، التي ملأت «أخباره» وفضائحه صحفنا الاكترونية، بهذا المنطق يتحدث البعض، وكأن المسؤول عن اخفاقاتنا المتكررة، نحن اصحاب الرأي والمواطنون الغلابى، الذين لا ننظر إلى نصف الكأس الممتلىء بالماء، علما بأنني أتلقى يوميا شكاوى عن عدم وجود أي نقطة ماء في الكأس، لأن المياه لم تصل بعض الأحياء والمناطق منذ أسابيع!
بصراحة... ولو كانت جارحة...
إن لم نستطع أن نحافظ على نزاهة ونظافة امتحان عادي كالثانوية العامة، أنى لنا أن نضمن نظافة ونزاهة بقية «الأشياء» الأخرى؟ (الدستور)