jo24_banner
jo24_banner

مرحبا بالنزاهة!

حلمي الأسمر
جو 24 : اليوم (الخميس) عادت ابنتي شاكية باكية، وفي وضع أقرب إلى الانهيار، قالت لي من بين الدموع: منذ يومين لم أنم وأنا أجتهد لتقديم امتحان الثقافة العامة بشرف وأمانة، وبدون غش، حينما وصلت القاعة، كانت الأسئلة قد وصلتني ليلا، أو ما قيل أنها أسئلة الامتحان، لم أنتبه لها، وفوجئت بأسئلة «انتقامية» لم تخطر ببال، كلها تواريخ وتخلو من أي أسئلة موضوعية، كما جرت العادة في الامتحانات المشابهة، ورأيت بأم عيني كيف «يغش» البعض، ما ذنبي أنا حينما أدرس وأنتحر، وقد لا أحصل على الدرجة التي أستحقها، فيما يحصل آخرون على علامات بالغش، او بتسريب الأسئلة؟

رحت أهدىء من روعها، واستعين بكل البلاغة اللغوية التي تعلمتها، كي انقلها من حالها المحبطة، وانا في سري ألعن الامتحان، وكل ما يرافقه كل عام من إخفاقات رسمية، تزداد سوءا كل عام، وبالكاد، تمكنت وبقدر ضئيل جدا من النجاح، في تجاوز ما هي فيه من قهر، لدي أضعافه، ليس منذ اليوم، بل منذ سنوات طويلة، راكمها هذا الامتحات السخيف، الذي يكشف كل موسم عن عورات لم تعد مخبأة، في منظومة المجتمع الأهلية والرسمية على حد سواء!

كل ما قيل عن تطوير امتحان الثانوية العامة، ومأسسته، وتنظيفه مما علق به، يذهب هباء مع اول نسمة هواء تهب على أول قاعة امتحان، مجموعة «أفشال» متكررة ومتزايدة نسجلها كل عام، لا تحسن لا من مستوى الامتحان، ولا تجنبنا مخاطره الاجتماعية، ولا تعبر بنا إلى شاطىء آمن، تراكمات تضاف كل موسم إلى قهرنا المزمن، وانعدام ثقتنا بكل منظومة المجتمع، وحزب الإدارة العامة، الذي يتفنن في تعذيبنا وقهرنا، كأنه يتقصد دفعنا إلى الجنون!

قال لي أحدهم على «تويتر» : طول ما انت وجماعتك لا ترون إلا نصف الكوب الفارغ من إلانجازات واستغلالكم سكوت الدولة عن تطاولكم الدائم عليها أصبح هذا حالنا!! كان هذا «رأيه» بعد ان كتبت عن بعض من مشاعري تجاه امتحان الثقافة العامة، التي ملأت «أخباره» وفضائحه صحفنا الاكترونية، بهذا المنطق يتحدث البعض، وكأن المسؤول عن اخفاقاتنا المتكررة، نحن اصحاب الرأي والمواطنون الغلابى، الذين لا ننظر إلى نصف الكأس الممتلىء بالماء، علما بأنني أتلقى يوميا شكاوى عن عدم وجود أي نقطة ماء في الكأس، لأن المياه لم تصل بعض الأحياء والمناطق منذ أسابيع!

بصراحة... ولو كانت جارحة...

إن لم نستطع أن نحافظ على نزاهة ونظافة امتحان عادي كالثانوية العامة، أنى لنا أن نضمن نظافة ونزاهة بقية «الأشياء» الأخرى؟ (الدستور)
تابعو الأردن 24 على google news