jo24_banner
jo24_banner

الجيل الخامس والجائحة

م.حازم اميل حداد
جو 24 :
 كما شاهدنا وسمعنا وقرأنا في عديد من البرامج و التقارير في وسائل الإعلام و مواقع التواصل الإجتماعي في الآونة الأخيرة، خصوصاً بالتزامن مع انتشار فيروس الكورونا عالمياً، نشرات تتحدث عن تكنولوجيا الجيل الخامس أو ما يعرف بال5G، فقد صادفنا الكثيرين ممن تحدثوا و كتبوا بسلبية نتيجة عدم الإلمام التام بهذه التكنولوجيا، حتى أنهم شيطنوا بمزاعمهم هذه التكنولوجيا و ربطوها بنظرية المؤامرة و فيروس كورونا، لدرجة أن البعض خرج بنظرة متشائمة حول هذه التكنولوجيا و نصب لها العداء مسبقاً و على سبيل السخرية، أصبح معظم الناس يرغبون بتحطيم مواقعها الراديوية كما حدث في بعض الدول الاوروبية.

كخبير ومختص بتكنولوجيا الاتصالات الحديثة وعلى رأسها ال5G وددت أن أوضح و أفند ما يشاع هنا و هناك من معلومات مغلوطة و خرافات بعضها من الخيال العلمي حول هذه التكنولوجيا مرتكزاً على الاساس العلمي و المنطقي، مراعياً التبسيط كي يتسنى الفهم للجميع بغض النظر عن خلفياتهم الفنية أو العلمية.
يتداول أصحاب نظرية المؤامرة، أن تأثير الجيل الخامس له عواقب وخيمة على صحة الانسان و يتحدثون عن الجيل الخامس دامجين الذكاء الاصطناعي و غيره من التطبيقات و هم ليسوا على علم أن الجيل الخامس كتعريف هو شبكة اتصال لاسلكية لها موجاتها و تردداتها و لا تختلف كثيراً عن الأجيال السابقة من حيث نوعية الترددات و استطاعة هذه الترددات، و لا أدري كيف يخلطون الذكاء الاصطناعي و إنترنت الأشياء و غيرها من التطبيقات و كأنها جزء من الجيل الخامس.
-الذكاء الاصطناعي و غيره من تطبيقات الذكية ليست هي الجيل الخامس، بل إن الجيل الخامس يعتبر فقط مشغلاً أو محركاً لها.
-إن ترددات الجيل الخامس و كما أسلفت هي تقريباً نفس ترددات الأجيال التي نستعملها الآن (الجيل الرابع و الثالث و الثاني) وهي أقل من 300 GHZ و استطاعة موجتها في أماكن البث السكنية من 1-10 واط كحد أقصى فهل يعلم أصحاب نظرية المؤامرة ذلك؟ أو أنهم نفسهم من كان يعارض شبكات الخلوي بشكل عام؟
-للعلم أن ترددات الجيل الخامس الشائعة والمحبذة عالمياً في الأغلب من 3.4-3.8 GHZ و قد تصل في بعض الاستخدامات المقترحة الى 27 GHZ أي في أقصى حالاتها أقل من 10% من الحد الأقصى "المضر" وهو 300 GHZ.
- يصور أصحاب نظريات المؤامرة أن موجات الجيل الخامس تؤثر و كأنها عبارة عن فرن ميكروويف منزلي، فهل هذا صحيح؟
الإجابة : لا طبعاً و ذلك لان الاستطاعة المطلوبة لجعل الموجة اللاسلكية غير المؤينة ترفع حرارة الأجسام تحتاج مئوية من القدرة بالواط(100 واط على الاقل) بينما موجات الجيل الخامس اللاسلكية لا تتجاوز 10 واط للموجة كما أسلفنا، ناهيك عن فقدانها الألف من ال مل واط نتيجة ضياع طاقتها بالبث عبر المسافات و حتى وصولها التجمعات السكنية حيث المشتركين بالخدمة.
ما علاقة ال 5G بجائحة كورونا؟
إن ما سمعنا من هراء أن ال5G يساعد في نشر فيروس الكورونا!!! و هناك كثير من القصص و الحكايات تروي بأن سكان مدينة ووهان في الصين واجهوا تفشي هذه الجائحة بسبب شبكة ال5G هناك، و هذا قمة الخرف و السخرية و خصوصاً عنما يقولون أن أعداد كبيرة منهم تعاني من أمراض سرطانية نتيجة شبكة ال5G في هذه المدينة، فما علاقة أمراض السرطان بعدوى الكورونا ؟ وهل يتسنى دراسة أسباب الأمراض السرطانية في تلك المدينة و ازديادها فقط في أقل من 18 شهر و هو عمر شبكة ال5G هناك؟ و هل أثبت أحداً يوماً أن الفيروسات قد تنتقل بالموجات الراديوية مثل فايروس كورونا مثلاً؟ كيف لنا أن نربط سيارة ذاتية القيادة أو مثالاً آخراً لتطبيقات الجيل الخامس كعداد الكهرباء المنزلي الذكي في تفشي مرض فيروسي كالكورونا مرة أخرى؟
بعد هذه التساؤلات أود أن أترك لكم الحكم على من يستخفون بعقولنا و لا يحترمون ذكائنا، و باعتقادي هذه قد تكون المؤامرة الحقيقية من قبل هؤلاء لغرض ما في نفس يعقوب، بالنهاية أود أن أطمئنكم أن منظمة الصحة العالمية قد نفت كما إنها لم تؤكد أن يكون هناك أضرار على صحة الانسان من شبكات الاتصالات اللاسلكية و أرجوا أن أكون قد تمكنت بهذه السطور من إفادتكم قدر المستطاع بهذا الموضوع متمنياً للجميع تمام الصحة والاستفادة من التطور التكنولوجي لأجل حياة أفضل.
  
تابعو الأردن 24 على google news