مُعلَقةُ العرش

د. نبيل الكوفحي
جو 24 :
رمضانيات 6
...
الإخوة هي توصيف للعلاقة بين المسلمين ( أنما المؤمنون اخوة) وقد كانت من فضل الله علينا ( .. فأصبحتم بنعمته إخوانا)، والاخوة لها حقوق وواجبات؛ تبدأ من سلامة الصدر من الاحقاد، ومرورا بان تحب لأخيك ما تحب لنفسك، ووصولا ل( ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة). النتائج كارثية في غياب هذه الرابطة، فكان التحذير من الخصومة الفردية والجماعية شديدا ( ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم). شبه قيس بن عاصم علاقة الاخوة: أخاك أخاك ان من لا أخا له …. كساع إلى الهيجا بغير سلاح.
هذه العلاقة الأخوية على درجات؛ تبدأ بعلاقة الرحم بين الاشقاء والاخوة، والأقرب فالأقرب، وقد كان القرار الالهي ( وأولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله). جاء في الحديث ببيان خصوصية هذه الرابطة (الرَّحِمُ مُعلَّقة بالعرشِ، تقولُ: من وَصَلَني وَصَلَهُ اللهُ، ومن قطعني قَطَعَهُ الله ).
امر العلاقات الأخوية ينسحب على علاقات الدول العربية والإسلامية ذات الدين الواحد واللسان الواحد، فلا خصومة ولا حصار ولا ابتزاز ولا قتال ولا تعاون مع محتل أو عدو متربص كذلك (فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُم). وعداوة الدول للدول والشعوب جريمة كبرى.
عظم الله السعي لإصلاح ذات البين ( لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس). ما أحوجنا ان نستذكر هذه المعاني دائما.
وتقبل الله صيامكم وصلة أرحامكم.
د. نبيل الكوفحي