حماة الديار بناة الديار
محمد عربيات
جو 24 :
حماة الديار عنوان لقصيدة الفها الشاعر السوري خليل مردم بيك ، وبقول في مطلعها
حماة الديار عليكم سلام ابت ان تذل النفوس الكرام
وجدت في هذه القصيدة ما يستحق القول بحق قواتنا المسلحة الجيش العربي ، الذي يحمل اسم نعتز به وله دلالات قومية ، فهو جيش العرب منذ انطلاق اول سراياه من الحجاز باتجاه الاردن عام 1920 على اثر انطلاق الثورة العربية ضد الحكم العثماني ، الذي انقلب لحكم ظالم بتلك الفترة واضطهد العرب مما اشعل شرارة الثورة العربية والتي هدفت لاقامة دولة عربية يحكها الشريف حسين الذي كان واليا بالحجاز، فلجيشنا العربي الكثير من المواقف عبر تاريخ نشأته تسجل بسفر الشرف والفداء.
كانت البدايات لتشكيل جيشنا العربي عام 1925 بقيادة الملك عبدالله الاول ، ومن بعده كان الجيش العربي محل اهتمام ورعاية الملك حسين رحمه الله حيث شهد الكثير من التطوير بتشكيلاته واسلحته ، ولا يقل اهتمام الملك عبدالله الثاني بالجيش وهو من عمل بصفوفه ويصف افراد الجيش برفاق السلاح .
الحديث عن الجيش العربي ليس بالامر السهل ، واستعراض تاريخه والمعارك التي خاضها وشارك فيها وبالاخص بفلسطين وباقطارعربية اخرى وهذا ليس بالغريب لاسيما وان اسمه الجيش العربي ، عدا عن ذلك فمشاركة الجيش العربي بقوات حفظ السلام الدولية مشهود له بالكفاءة ، وتتواجد قواتنا المسلحة بالكثير من بلدان العالم ومناطق النزاع والحروب الاهلية .
مؤخرا ومنذ ان ظهر وباء الكورونا واتخاذ الاردن اجراءات مبكرة لمواجهته ، وتفعيل العمل بقانون الدفاع رقم (13 ) لسنة 1992 بكافة ارجاء المملكة ، فكان للجيش الدورالرئيسي والفاعل ولا زال بادارة المواجهة مع وباء الكورونا ، فقد شاهد الاردنييون انتشارقوات الجيش بمحافظات المملكة والمواقع الهامة ، والقيام بعمليات التنظيم وحفظ النظام ، بعيدا كل البعد عن الوسائل العنفية ، وشاهدنا مواد فلمية عن مواقف انسانية ، مثل تامين احتياجات غذائية وطبية لعائلات كانت بحاجة لها ، ووصل الامر ان يقوم العميد مازن الفراية بايصال احد الاشخاص من محافظة العاصمة لمحافظة اربد ليلا اثناء الحظر بسيارته بسبب حالة وفاة ،هذا الجيش الذي يقف على ثغور الوطن ليقوم بحمايته ، يعلم ان خلفه شعب يدعمه ولا يخذله .
ولا ننسى من كانوا بثغور المواجهة مثلهم كمثل قواتنا المسلحة ، ولا يقلون شأنا عنهم انهم الجيش الابيض الاطباء والممرضين والممرضات وفنيي المختبرات والاشعة ، وعمال الدعم اللوجستي لهذا الجيش .
الشعب يقوم بواجبه تجاه وطنه بالجانب المدني ايضا ، فيد تبني ويد تحمل السلاح ، العامل جندي بلباس مدني يعلي البنيان ويفتح الطرق والانفاق ويقيم الجسور والسدود ، العامل هو النجار والحداد والطوبرجي وسائق الاليات بمختلف انواعها ، وعامل المناجم والتعدين والخباز والعامل بالمزارع والنقليات وعمال التحميل والتنزيل ، وسواقي السيارات والحافلات والميكانيكي ، وعمال الملاحم والمسالخ والمطاعم والفنادق وعمال( المولات والسوبر ماركت ) والبقالات ، والعاملين بصناعة الغذاء والدواء ، عمال الوطن من يواصلون الليل بالنهار ليكون الوطن نظيفا ،عمال رش المبيدات لمكافحة الاوبئة والجراثيم ، وراعي الاغنام وكل من ينطبق عليه وصف عامل ، العمال اللذين جعل لهم العالم الاول من ايار عيدا لهم بستذكروا به من قضوا في مواجهة المستغلين ومن ارادوا ان يكون العامل عبدا لهم لاشباع جشعهم .
الجيش والدرك وكافة الاجهزة الامنية بلباس الفوتيك وبزيهم العسكري ، الجيش الابيض ويليهم العمال بمختلف مواقعهم ، لوحة فسيفسائية متناغمة تواصل الليل بالنهار لتحقيق النصر باذن الله ليخرج وطننا معافا من وباء الكورونا اللعين ، لنقول عندئذ يا محلى النصر بعون الله .
نعم للجنود حقوق وللعامل حقوق يجب حمايتها والدفاع عنها , ومن هنا ندعوا دولة الرئيس الدكتور عمر الرزاز لاستثناء هؤلاء من وقف العمل بزياداتهم التي سبق ان تم اقرارها ، وعدم خفض الرواتب باي نسبة كانت كما جاء بامر الدفاع ، فهم يستحقوا لانهم قدموا جهودا يستحقون عليها الثناء .
نعم لكل هؤلاء الجند نقول انتم حماة الديار وبناة الديار عليكم سلام .