مدير منظمة الصحة العالمية.. عالم إثيوبي في قلب المعركة ضد كورونا
قبل أن يتولى منصبه مديرا عاما لمنظمة الصحة الصحة العالمية كان الإثيوبي تيدروس أدهانوم غيبريسوس على صلةمع بيل غيتس ومؤسسات أميركية مرموقة، ويتهمه البعض حاليا بالقرب من الصين التي كانت أول بؤرة لتفشي فيروس كورونا.
وفي قلب حالة الطوارئ الصحية العالمية بسبب تفشي ذلك الفيروس تتجه الأنظار إلىتيدروس غيبريسوس (55 عاما) عالم الأحياء الإثيوبي الذي تولى منصبه الدولي عام 2017 بعد أن تقلد في حكومات بلده حقيبتي الصحة والخارجية.
ونشرت صحيفة إلباييس تقريرا عن مسار غيبريسوس وما يتعرض له من انتقادات على خلفية تصريحاته ومواقفه منذ بدء تفشي فيروس كورونا، وقالت إن منصبه وما يتبعه من امتيازات (مكانة دولية، وراتب سنوي قدره 230 ألف يورو وسيارة رسمية) أصبح تحت المجهر.
وقالت الصحيفة إن كل تصريحات غيبريسوس وإيماءاته باتت عرضة لمختلف أنواع النقد والتحليل بشكل أكثر حدة مما تلقاه من انتقادات في بداية ولايته عندما راودته فكرة تسمية الرئيس الزيمبابوي روبرت موغابي (توفي العام الماضي) في منصب سفير للنوايا الحسنة.
وأضافت الصحيفة أنه لم يكن من السهل على هذا الوزير الإثيوبي السابق الذي اعتاد على ممارسة السلطة في إطار مريح أن يرى أفعاله موضع تساؤل، وأن يتعرض للانتقاد بسبب إشادته بشفافية الصين في التعاطي مع أزمة كورونا رغم أنها مارست ضغوطا على الأطباء الذين أطلقوا أول الإنذارات بشأن الفيروس، وتأخرت في كشف حقيقة أن الفيروس ينتقل من شخص إلى آخر.
منظمة الصحة العالمية تحولت إلى موضوع تصعيد جديد بين الصين والولايات المتحدة على خلفية أزمة كورونا(الفرنسية) |
وترى الصحيفة أن البعض من داخل منظمة الصحة العالمية يفسر تصريحات غيبريسوس "غير الضرورية" بشأن الصين بأنها محاولة دبلوماسية لجذب العملاق الآسيوي إلى التعاون مع المنظمة الدولية، لكن آخرين يعتبرونها دليلا ملموسا على القرب من النظام الصيني.
إنجازات وعلاقات
وتعود الصحيفة إلى سياق انتخاب غيبريسوس -وهو أب لخمسة أطفال ودرس في جامعة أسمرة (حاليا عاصمة إريتريا المستقلة) وفي بريطانيا- على رأس منظمة الصحة العالمية التي يوجد مقرها في جنيف، وتقول إن ترشيحه يستند إلى إنجازاته خلال السنوات السبع الذي قضاها وزيرا للصحة لبلده، لكنها ترى أن فوزه بالمنصب الدولي لم يكن ليتحقق لولا دعم بكين ودول الاتحاد الأفريقي (مقره بالعاصمة الإثيوبية).
وتشير الصحيفة إلى أنه يفتخر بأنه كان حليفا وثيقا لرئيس الوزراء الراحل ميليس زيناوي رجل البلاد القوي منذ الإطاحة بنظام منغستو هايلي ماريام المؤيد للسوفيات عام 1991 حتى وفاته عام 2012.
وخلال فترة حكم زيناوي تولى غيبريسوس حقيبة وزارة الصحة عام 2005، وأقام اتصالات مع بيل غيتس وزوجته ومؤسستهما الخيرية، وتعاون مع كيانات مرموقة، مثل معهد أسبن وكلية الصحة العامة في جامعة هارفارد، وفي عام 2011 حصل على جائزة جيمي وروزالين كارتر الإنسانية.
وعندما تولى غيبريسوس لاحقا منصب وزير الخارجية عزز العلاقات مع كبار القادة الصينيين على خلفية التقارب الأيديولوجي والمصالح التجارية بين البلدين، حيث إن الصين هي المستثمر الرئيسي المباشر في إثيوبيا وقامت بتمويل البنية التحتية المهمة.
وخلصت الصحيفة إلى أن أزمة كورونا أدت إلى تفاقم الصراع بين الصين وإدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وأن منظمة الصحة العالمية قد تكون واحدة من ضحايا هذا التصعيد الجديد إذا مضى الرئيس ترامب في تنفيذه تهديده بوقف مساهمة بلاده في ميزانية المنظمة.
وتنقل الصحيفة عن مصادر في المنظمة العالمية أن ذلك التوتر الجديد بين بكين وواشنطن لن يكون له أي تأثير على حظوظ غيبريسوس لانتخابه لولاية ثانية على رأس المنظمة.