74 استقلال و72 نكسة وما بينهما
محمد عربيات
جو 24 :
تختزن ذاكرة الشعوب بمحطات تاريخية خلال مسيرة اوطانها ، محطات فيها الكثير من الدروس والعبر ومواقف لا يمكن نسيانها ، تدعوا الشعوب لاستذكارها بشكل دائم ، وهذا لايقلل من شأن احداث اخرى بتاريخ تلك الشعوب ، فكيف يكون شأن استذكار مناسبات لها علاقة بقيام ونشأة دول ، او مناسبة لها علاقة بخسارة جزء من كيان دول .
الاردن وفلسطين جسد واحد وشعب واحد وتاريخ واحد لا ينكره الا جاحد ، واقول وكلي ثقة بما اقول بأن دمائنا من ذات الفصيلة التي يمكن ان يقبلها جسدنا بحال حاجته لوحدة دم ، فلسطين بالنسبة للاردن جرح نازف وما يقدمه الاردنييون لفلسطين ليس منة من احد ، بل هو واجب ومطلوب بالرغم من ظروفنا الاقتصادية التي نعيشها .
بشهر ايار من كل عام نستذكر مناسبتين الاولى ذكرى الاستقلال التي نحتفل بها في الخامس والعشرين من ايار من كل عام ، وصادف بالامس العام 74 لهذه المناسبة ، واحتفل الاردنييون بهذه المناسبة بظل ظروف محلية تتمثل بظروف اقتصادية تزداد شدة والحديث حولها يطول ، وظروف وباء الكورونا الذي باذن الله وبهمة المخلصين من الجيش الابيض ، وبدعم من جيشنا العربي والاجهزة الامنية سنتمكن من تجاوزه ، حيث يعد الاردن من الدول التي نجحت بمواجهة هذا الوباء ، وبتعاون من المواطنين والتزام بتعليمات الجهات الرسمية ،فمعركتنا مع هذا الوباء ان شاء الله مصيرها النجاح ، بالرغم من الامكانيات المتوفرة ، فمؤسسات الوطن لم تقصر وقدمت تبرعات مجزية ، وغاب من المتبرعين اسماء من المفترض ان تكون في مقدمة المتبرعين ، عدا ما تلقاه الاردن من مساعدات دولية وقروض لمواجهة هذا الوباء .
اما على الصعيد الخارجي فالاردن ومع اشقائه بدولة فلسطين يواجه الصلف الصهيوني ، المدعوم امريكيا ويسعى لفرض امر واقع جديد ، من خلال ضم اراضي فلسطينية للكيان الصهيوني ، بهدف القضاء على اي محاولة اقامة دولة فلسطين ، بعد اعتراف امريكي بالقدس المحتلة عاصمة لذلك الكيان المسخ ، فالصهاينة يرون بالاردن هو الوطن البديل للفلسطينيين ، لكن بوحدتنا وتلاحمنا لن يحقق الكيان الصهيوني هذا الحلم ، بالامس القريب استعاد الاردن كامل سيادته على اراضي كانت مؤجرة للكيان الصهيوني بمنطقتي الباقورة بالشمال ومنطقة الغمر بالاغوار الجنوبية، ورفرف العلم الاردني عاليا كما هو دوما بسماء الوطن ، فالخطاب الاردني واضح باقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس وباذن الله سيتحقق ذلك بصمودنا ووحدتنا .
وليس بعيدا عن ذكرى 74 لاستقلال الاردن نستذكر نكبة فلسطين في 15 ايار ذكرى مرور 72 عام على النكبة التي تعد اقدم قضية بالعالم , وبالرغم من الكثير من القرارات الصادرة عن الامم المتحدة بخصوص هذه القضية ، واعتراف كثير من دول العالم بدولة فلسطين ، الا ان الكيان الصهيوني لازال يرفض اقامة دولة فلسطينية ويعتبر فلسطين هي ارض الميعاد ، وان اقامة دولة فلسطين هي انهاء لاحلامهم باقامة دولتهم من النيل للفرات كما يحلموا ، الحديث عن نكبة فلسطين حديث طويل ، ولكن ما يربط ذكرى النكبة وذكرى الاستقلال هو دماء الشهداء التي اختلطت وروت ارض فلسطين دماء اردنية وفلسطينية ودماء عربية في مواجهة العدو الصهيوني ، دماء الشهداء لن نتنكر لها وما امنت به وقضت لاجله سنمضي لاجله ايضا .
اردنيين وفلسطينيين متوحدين في مواجهة العدو الصهيوني كما نحتفل بذكرى الاستقلال وبذكرى النكبة فسنحتفل بدولة فلسطين المحررة كاملة السيادة وعاصمتها القدس ،وفاءا لدماء الشهداء الاكرم منا جميعا وشعارنا واحد لا لمعاهدات ولا تطبيع مع الكيان الصهيوني .
سلام للوطن ولكل مخلص وشريف
سلام لارواح الشهداء
سلام للعلم خافق بالمعالي