jo24_banner
jo24_banner

تمويل ميسّر وحوافز ضريبية للتعافي ..

خالد الزبيدي
جو 24 :

الارض والإنسان والمال ثلاثة أضلاع يرتكز عليها مثلث الازدهار، وفي حالات الأزمات على إختلاف انواعها من حروب وركود والاوبئة والكوارث الطبيعية تكون عوامل العلاج والطرق للتعافي الموارد البشرية والتمويل الكافي والميسر ورزم تحفيزية ضريبية، وتطبيق فعال لتلك الإجراءات والقرارات بدون إبطاء وبمعزل عن حرق المراحل، يقينا ان الحركة التجارية ومحركات النمو ستعمل تدريجيا ما تلبث ان تتسارع لتحقيق الاهداف المتوخاة، وهذا حصل في دول العالم المتقدمة والناشئة خلال العقود والسنوات الماضية، اي ان الداء والازمات موجودة ومتوقعة، وكذلك الحلول العلاجية متعارف عليها وتدرس في كليات الاقتصاد وبيوت الخبرة، كما ان التجارب الناجحة يمكن الاستفادة منها، واصعب شيء يمكن ان نعاني منه ويعطل برامج التعافي ويواجهنا وغيرنا ان لايتم التوصل الى قاسم وطني مشترك حيال القضايا الرئيسية المطروحة عالميا.
العمود الفقري لاي تعاف وإفلات من الأزمات يتوقف على ضخ تمويل كاف لكل القطاعات التي تحتاج لمزيد من الاموال لحماية اعمالها والمحافظة على تشغيل العمال والموظفين، وهذا يؤدي الى استمرار الحركة نشطة في الأسواق الجارية، والاستمرار بتصدير المنتجات سواء انخفضت او ارتفعت.. فالاساس عدم السماع بتعطيل الإنتاج والتصدير، ولتحقيق دفع حركة الاقتصاد لابد من إصدار حزمة من التشريعات طابعها الاساسي تخفيض تكاليف الإنتاج السلعي والخدمي، بحيث وضع قرارات ضريبية شجاعة تحت التنفيذ لجهة تخفيضها، بحيث تتناغم خطوات توفير التمويل الميسر مع قرارات ضريبية مرنة تعملان معا لتسريع وتائر النمو المستهدف لتحقيق الهدف الاسمى وهو الخروج من دوائر الإنكماش والتباطوء الاقتصادي وصولا الى النمو المستدام.
التردد بين الضخ المالي وتقديم الحوافز المالية الضريبية وغير الضريبية يؤدي الى تعميق الركود الذي في في حال استمراره لسنوات يودي الى الكساد الذي معه تصبح الحلول العلاجية اكثر تكلفة وتحتاج لسنوات قد تصل من ثماني الى تسع سنوات، ووقوع السواد الاعظم من الناس تحت خط الفقر والبطالة المتفاقمة و توقف الشركات والمؤسسات عن العمل، وما حصل في الكساد العظيم في امريكا الذي بدأ في العام 1929 ولم يتعافَ الاقتصاد الامريكي الا بعد تسع سنوات كانت مرهقة ومكلفة على كافة الصعد ولم يسجل تعافي الاقتصاد الامريكي قبل العام 1938.
العمل المثمر يفترض ان يقاد بعزيمة وجهود كبيرة من قبل جميع الاطراف، وتحمل الاعباء بتوازن وتعظيم المكاسب وتوزيع ثمار النمو بعدالة، عندها يصبح الحديث عن المستقبل اكثر جدوى لا التحسر بشغف على الماضي، فالدروس والتجارب الناجحة عالميا كثيرة، ولا بد من المضي بلا تردد فالطريق واضحة وعلينا العمل كما غيرنا ..وكما يقال الوقت كالسيف ان لم تقطعه قطعك.

تابعو الأردن 24 على google news