تشعر بالوحدة في ظل كورونا؟ محاربة مشاعرك ليست الحل كما تعتقد
جو 24 :
من الرحلات المشوقة مع الأصدقاء، وحفلات أعياد الميلاد في كنف العائلة والأقارب، إلى أشياء بسيطة مثل مشاهدة أحدث فيلم مع صديق مقرب في السينما، تبدو هذه المواقف كحلم بعيد في ظل القيود التي فرضتها جائحة كورونا، وأصبح الشعور بالوحدة أمراً مشتركاً بين العديد من الأشخاص نتيجة لذلك.
وأكدت أخصائية النفس، رانيا عطالله، على أهمية التواصل بين الأشخاص بصفتنا كائنات اجتماعية، فقالت في مقابلة مع موقع CNN العربية (شاهد الفيديو أعلاه): "نحن نستطيع العيش والبقاء على قيد الحياة لوحدنا، ولكننا نحتاج لبعضنا البعض للازدهار".
ولكن، من القيود المفروضة على حركة السفر الدولية، إلى القيود التي تحد من التنقل في نطاق أراضي مختلف الدول حول العالم، تسببت الإجراءات المفروضة في صعوبة تواصل الأشخاص وزيارة بعضهم البعض.
الحزن أساس الوحدة، وإنكاره ليس الحل
وأشارت عطالله إلى أن الحزن هو أساس الشعور بالوحدة، وأنه شعور طبيعي في ظل الجائحة، والغرض منه هو العثور على طرق بديلة للبقاء على تواصل مع الآخرين، والتكيف.
ومع أننا لا نمتلك القدرة على التحكم بمشاعر الحزن، إلا أننا نستطيع التحكم بأفكارنا التي تتعلق بالحزن، وجعلها تحفزنا على التكيف بدلاً من الشعور بالحسرة على الموقف الذي نجد أنفسنا فيه، وفقاً لما قالته عطالله.
وعند إنكار المرء لمشاعر الوحدة التي تغمره، فهذه مجرد وسيلة دفاع ناتجة عن عدم معرفة كيفية التعامل معها، ومع أنها قد تسهل الأمور في المدى القصير، إلا أنها لا تساعد في التأقلم على المدى الطويل، بحسب ما ذكرته.
طريقة صحية للتعامل مع الوحدة
إذاً، ما العمل؟ حتى إذا شعرت أن الأمر فيه تناقض، فالحل لا يكمن في محاربة مشاعر الوحدة، وشرحت عطالله قائلةً: "الفكرة هي أن نتقبل مشاعرنا لأنها طبيعية، ولأنها في مكانها، من ثم نتخذ الإجراء الذي يمكن أن يساعدنا بالتغلب على الوحدة".
وإلى جانب التأمل، والقراءة، والتخطيط للمستقبل، ترى عطالله أنه يمكننا اللجوء إلى التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي لمساعدتنا في التواصل، والحفاظ على العلاقات الاجتماعية، والتخفيف من درجة الوحدة في ظل العزلة.