jo24_banner
jo24_banner

#اعلامهم_و_اعلامنا

حسان التميمي
جو 24 :
 
 
منذ عام 2017 فعّلت ماكينة الاعلام الاسرائيلي هجماتها على الملك عبدالله الثاني، تلا ذلك تولي الوحدة الاستخباراتية الالكترونية( 8200 ) الأمر ، والتي يعمل عناصرها في الاستخبارات مباشرة او تحت واجهات مدنية كشركات تكنولوجيا المعلومات أو شركات العلاقات العامة ومن ضمنهم السيد ايدي كوهني طبعا، تضاهي هذه الوحدة وكالة الأمن القومي الأمريكي باستثناء نطاق العمل بل انها تبيع قواعد بيانات التنصت للوكالة الامريكية، ولان اللغة المستخدمة عالية الثقة وليست منخفضة، وجمعية وليست فردية، يؤشر ذلك إلى أن هذه الهجمات ترعاها دولة.
عملية الهجوم الممنهج تهدف للإساءة للملك وللتأثير على الشارع الاردني، بتوظيف العلوم النفسية (الحرب أو التحكم بالجماهير) لإحداث التأثير دون ان يعي الهدف انه عرضه لهجوم ويتم ذلك غالبا من خلال الحسابات المخترقة وقصص "الأخبار المزيفة"، والنتيجة تأثير خفي في آراء وعواطف ومواقف وسلوك المجموعات.
حقيقة لا أعرف إذا ما كانت هنالك جهات في الأردن تحلل ملايين التغريدات بلغات متعددة، خلال فترة زمنية محددة، لرسم صورة لفهم الجموع التي تتفاعل على وسائل التواصل الاجتماعي.
كتبت منشورا حينها- وقليل ما أكتب بهذا الشأن- "إن ما يقوم به الملك فروسية لم يسبقه احد من قبل الا والده في حرب الخليج"، وأعني في ذلك ان النتائج مشابهة ..حصار وتضييق، ومنشورا أخر دعوت فيه إلى الالتفاف في التحالف الأردني باتجاه ايران وتركيا.
جاءت حادثة السفارة الإسرائيلية في عمان، تلاها عام 2018 حراك حكومة الملقي، ومؤتمر مكة المكرمة لدعم الأردن، فقلت ربما كنت مخطئا ومتسرعا في حكمي، فالظاهر في الأمر الارتياح الشديد داخلياً، وحتى اقليمياً.
قبل أيام عرضت قناة فيلما قيل إنه وثائقي، -ربما يكون كذلك فأنا لا أعرف بعد مواصفات الفيلم الوثائقي- يوثق لإجراءات السلطة التنفيذية خلال جائحة كورونا التي لم تنتهي بعد..
كلنا يعلم أن الأزمة أديرت بشكل مباشر من مؤسسة العرش. المؤسسة العسكرية الجيش العربي والأمن العام كان لهما الدور الأكبر في إدارة الأزمة وأوامر الدفاع، رغم ذلك لا أقلل من اجراءات السلطة التنفيذية- ربما بعض قراراتها وإجراءاتها لم ترق لي، لكنها راقت لآخرين كثر غيري-، لكن من الخطأ أن نسند الفضل للحكومة وننسى الجهات الأخرى، أنتقد الحكومة دائما لكن في قرارة نفسي لا أحملها ربع المسؤولية أو الاخطاء، فالأخطاء تراكمية ومنذ عشرات السنين، كنت سأسعد لو أطل وزير الشباب سعد جابر وقال لجمهوره ما الذي قدمه لإصلاح القطاع الطبي، باستثناء تمديد خدمات مدير مكتبه، ربما قدم الرجل غير ذلك..

في الوقت ذاته لا ننسى أن الملك أتصل بشكل مباشر خلال الأزمة بضابط صغير في جهاز الأمن العام، وطبيب، وتوقعت أن يلتقط الاعلام رسالة "فك الاشتباك" الملكية.

يمكن للإعلام أن يوثق أو او يمارس (نشر المعلومات - الحقائق أو الحجج أو الشائعات أو أنصاف الحقائق أو الأكاذيب - للتأثير على الرأي العام) لكن ليس بذات الطريقة التي عفى عليها الزمن، فالوسائل التي ما زال الاعلام مصرا على استخدامها يعود بعضها إلى قواعد العمل التبشيري لمنظمة الكرادلة الروم الكاثوليك عام 1622 ، أو لما وضعه منظر الماركسية جورجي بليخانوف..
في موضوع ضم الغور والبحر الميت، كنت أتوقع أن يضع الاعلام على سرير التشريح الهجمات الاسرائيلية على الملك، الخيارات الاردنية، دوليا واقليميا ومحليا ، بعيدا عن استضافة ضيف سمج، أو مسؤول سابق طامح بالعودة إلى الكرسي، يطلق تهديدات في الهواء، أكبر انجازاته خلال توليه المسؤولية تجديد أثاث مكتبه.

قولا واحد؛ الدول الفاعلة في العالم لن تسمح بقيام حرب أهلية في اسرائيل مهما كان الثمن، وحل الدولتين سيتسبب بوقوع حرب أهلية في اسرائيل، والحل المؤقت تصدير ازماتها إلى دول الجوار، فما هي الخيارات الاردنية في ذلك دون عواطف ومبالغة اعتدنا عليها شبيهة بالحالة الوطنية المرافقة للمنخفضات الجوية.

على المدى البعيد، ما من دولة تفكر اليوم بخوض حرب، بما فيها اسرائيل، فالحروب التقليدية أفضت إلى زوال، تكلفتها البشرية والمالية تقارب الانتحار، وحروب الجيل الخامس ( حروب الوكالة ومجمايع الداخل)أنجع وأقل تكلفة، ولنا في الربيع العربي مثلا ومثالاً...
تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير