2024-04-23 - الثلاثاء
Weather Data Source: het weer vandaag Amman per uur
jo24_banner
jo24_banner

عمالة الأطفال الحلول المناسبة

خولة كامل الكردي
جو 24 :
 لا يمكن القول أن عمالة الأطفال في مجتمعنا قد انتهت، فلا زلنا نلاحظ في الأسواق والطرقات وأمام المرافق العامة وبخاصة التعليمية وغيرها، أطفالا يبيعون أشياء كثيرة من محارم ورقية وزهور وحلويات وما شابهها، آملين أن يشتري الناس منهم، كي يعودوا ليبيعوا كمية أخرى.

إن ما يدمي القلب هو منظر الطفل الذي يضع بسطته أمامه مناديا عليها وكأنه رجل مخضرم في السوق! يتساءل المار ما الذي دفع بطفل في مثل عمره ليخرج من منزله من الصباح الباكر حتى ساعات متأخرة من الليل، يقف يبيع أغراض وحاجيات بأثمان زهيدة، وإن تطفلت قليلا وسألته سيجيبك أنه المعيل الوحيد لعائلته وأن أباه متوفي أو مريض، وفي مشهد آخر لا يقل وجعا من سابقه ترى الأم تبيع والطفل بالقرب منها يساعدها وينادي على بضاعتهما، وآخر يعمل في محل لتصليح السيارات في ظروف لا تليق بطفل بريء تتفتح عينيه على الشدة والقسوة وضيق الحال.

هؤلاء الأطفال يحتاجون إلى دعم ورعاية من قبل المؤسسات المعنية بشؤون الأسرة والأطفال كوزارة التنمية الاجتماعية، فما معنى أن يعمل طفل لم يتجاوز عمره العشر سنوات أو ربما أقل أو أكثر في الطرقات يحمل معه مجموعة من البالونات او علب الفاين أو علكة يصادفك أثناء عودتك من العمل أو في أي وقت، مترجيا أن تشتري منه. إن على الحكومة أن تتفقد هذه الفئات العمرية من المجتمع، لا نقول محاربة عمالة الأطفال بمنع نزول الطفل إلى الشارع أو السوق، بل نقول تأمين لقمة عيش كريمة لاسر هؤلاء الأطفال وبالتالي تزهد أسر أولئك الأطفال في عمل أبناءها.

توفير ما تحتاجه الأسر الفقيرة والمحتاجة من متطلبات الحياة هو أفضل الحلول للحد من عمالة الأطفال، فكل عام يأتي وتبقى الأسئلة قائمة، لماذا نشاهد إلى الآن أطفالا يبيعون في الشوارع والمحال التجارية والأسواق وإن قلة أعدادهم؟! المسألة لا تكمن في ملاحقة الاطفال والتنبيه عليهم، بقدر معالجة الاسباب الحقيقية التي دفعت بالاطفال للعمل، ترتكز في معظمها على الظروف الاجتماعية التي تمر بها أسر أولئك الأطفال.

 
تابعو الأردن 24 على google news