فضيحة "نزاهة" أردنية: ربع مليون دينار!
باسم سكجها
جو 24 : كُنتُ، بعد ظهر الخميس الماضي، في حفلة خطابات، تمتلئ بشعارات تكاد تصل الى السماء، باعتبار ان أصحابها سيحققون "ًالنزاهة" للأردن، واستعمتُ إلى كثيرين يستعرضون أعمالهم، وبطولاتهم، حتى ظننتّ أنّني أعيش في الدانمرك، المملكة الاوروبية، وليس في في الاردن، المملكة الاردنية الهاشمية.
شعرت بأنني غريب، في مكان كان ينبغي لي ان اكون جزءاً منه، ولكن الناس عندنا تكبر في رأسها الأشياء، فيصبح المايكروفون، الذي يضخّم الصوت، جزءاً من تضخيم ذات المتحدث، وعمله، فيظنّ صاحب الصوت الذي يتحدث ان المستمعين يصدقونه، وهكذا فقد كان عليّ أن استمع لكثير من الأنانيات، وتضخمات الذات، وبالونات الجهل، وكل ذلك على مدى ساعة ونصف الساعة.
سامح الله من دفعني للحضور.
الموضوع كان اطلاق مشروع "نزاهة" في الاردن، والراعي هو السفير البريطاني، والشريك هو مؤسسة طلال ابو غزالة، والمكان هو: جامعة طلال ابو غزالة في الشميساني، والممول هو الحكومة البريطانية من خلال منظمة لاول مرة اسمع عن اسمها، وقد يكون هذا خطأي، واسمها، faith matters وليس لها ترجمة للعربية، وانا أضع لها ترجمة الان: الايمان مهم...
الطريف في الامر، ان موضوع الدعوة كان اطلاق مشروع "نزاهة" الذي يعني كثيراً من الموضوعات، ولهذا ذهبت، ولكن الموضوع المطروح كان قانون الحصول على المعلومات، فحسب، والعمل على ترويجه، وأفهام المجتمع الاردني بأهميته، اما المداخلات التي أتت من المنصة، ومن الجمهور، فكانت تتحدث عن كل شيئ، الا عن هذا الموضوع.
بيني، وبين نفسي، وانا استمع الى ذلك اللغط، اخذت افكر: ماذا يريدون من هذا المشروع، وقد تأكدت بان المصروف عليه مائة وستون الف جنيه استرليني عدا ونقدا"ربع مليون دينار"، وليس في عملهم من النفع شيئ، فالقانون الذي دعونا اليه، وفاوضنا على مواده، وتابعناه حتى اقراره، لم يستخدمه احد، ومن مداخلات المنصة فهمت ان الموجودين لا يفهمونه اصلاً، وحتى الجهة المانحة، ولا الآخذة، ولا المستضيفة، لا تعرف ماذا تريد..
يا جماعة: هل وصلت بنا الأمور الى هنا، حيث الكبار منا لا يفقهون بأصغر الامور. هل وصلنا الى درجة لجنة ملكية شكلها رأس السلطات، من رؤوس الفكر المفترضة، تقف صغيرة امام مشروع صغير لا يعرف ماذا يريد، سوى صرف الاموال التي أتته من حكومة بريطانيا العظمى؟
لم انس ان أتحدث عن البطولات الوهمية، لأبطالنا الوهميين، وسأتركها لمقالة جديدة. فللحديث بقية...
شعرت بأنني غريب، في مكان كان ينبغي لي ان اكون جزءاً منه، ولكن الناس عندنا تكبر في رأسها الأشياء، فيصبح المايكروفون، الذي يضخّم الصوت، جزءاً من تضخيم ذات المتحدث، وعمله، فيظنّ صاحب الصوت الذي يتحدث ان المستمعين يصدقونه، وهكذا فقد كان عليّ أن استمع لكثير من الأنانيات، وتضخمات الذات، وبالونات الجهل، وكل ذلك على مدى ساعة ونصف الساعة.
سامح الله من دفعني للحضور.
الموضوع كان اطلاق مشروع "نزاهة" في الاردن، والراعي هو السفير البريطاني، والشريك هو مؤسسة طلال ابو غزالة، والمكان هو: جامعة طلال ابو غزالة في الشميساني، والممول هو الحكومة البريطانية من خلال منظمة لاول مرة اسمع عن اسمها، وقد يكون هذا خطأي، واسمها، faith matters وليس لها ترجمة للعربية، وانا أضع لها ترجمة الان: الايمان مهم...
الطريف في الامر، ان موضوع الدعوة كان اطلاق مشروع "نزاهة" الذي يعني كثيراً من الموضوعات، ولهذا ذهبت، ولكن الموضوع المطروح كان قانون الحصول على المعلومات، فحسب، والعمل على ترويجه، وأفهام المجتمع الاردني بأهميته، اما المداخلات التي أتت من المنصة، ومن الجمهور، فكانت تتحدث عن كل شيئ، الا عن هذا الموضوع.
بيني، وبين نفسي، وانا استمع الى ذلك اللغط، اخذت افكر: ماذا يريدون من هذا المشروع، وقد تأكدت بان المصروف عليه مائة وستون الف جنيه استرليني عدا ونقدا"ربع مليون دينار"، وليس في عملهم من النفع شيئ، فالقانون الذي دعونا اليه، وفاوضنا على مواده، وتابعناه حتى اقراره، لم يستخدمه احد، ومن مداخلات المنصة فهمت ان الموجودين لا يفهمونه اصلاً، وحتى الجهة المانحة، ولا الآخذة، ولا المستضيفة، لا تعرف ماذا تريد..
يا جماعة: هل وصلت بنا الأمور الى هنا، حيث الكبار منا لا يفقهون بأصغر الامور. هل وصلنا الى درجة لجنة ملكية شكلها رأس السلطات، من رؤوس الفكر المفترضة، تقف صغيرة امام مشروع صغير لا يعرف ماذا يريد، سوى صرف الاموال التي أتته من حكومة بريطانيا العظمى؟
لم انس ان أتحدث عن البطولات الوهمية، لأبطالنا الوهميين، وسأتركها لمقالة جديدة. فللحديث بقية...