المفرق.. واقع السياحة والآثار وهوس الباحثين عن الكنوز والدفائن
جو 24 :
** انتشار الخرائط العثمانية والآثار العبرانية المزورة أهدافها مسمومة ومشبوهة
** الكشف عن مصائد عملاقة من العصور الحجرية الحديثة في البادية
عبدالله اليماني - تعتبر محافظة المفرق متحفا واسعا مسكونا، وقائما بحد ذاته ، ويضم بين جنباته كافة تراكمات الحضارة الإنسانية المتعاقبة عبر الأجيال ، وذلك منذ العصور الحجرية القديمة وحتى الآن دونما انقطاع . وهي كتاب مفتوح لمن يود إن يقرأ من خلال صفحاته وتراكم طبقاته قصة الحضارة الإنسانية وحكاية فن البشرية منذ نعومة أظفارها ، وبكل أبعادها والتي يستشف منها العبر والدروس العديدة المتراكمة ، والتي تجعلنا بتواصل وتفاعل دائمين مع تراث الأجداد عبر رحلة العصور والتفاعل الدؤوب مع المكان والزمان والإنسان.
وتقع محافظة المفرق في الجهة الشمالية الشرقية من الأردن وتبلغ مساحتها ، ما نسبته 28ونصف في % من مساحة المملكة ،وتقع المحافظة على حدود دولية وطرق تجارية تاريخية وحالية هامة وتجاورها حدود ثلاثة دول عربية شقيقة هي : العراق ، سوريا والسعودية.
الأكاديمي الدكتور عبدالقادر محمود الحصان مدير آثار المفرق السابق ، ورئيس جمعية أصدقاء الآثار والتراث الشعبي بمحافظة المفرق خير من عمل لسنوات طوال وهو يواصل الليل في النهار من اجل وضع المفرق تاريخيا واثريا منقبا ومكتشفا لكنوز المفرق الأثرية والتاريخية ووضعها على قائمة الأماكن السياحية والأثرية عربيا وعالميا، حيث حظيت إبان تولية مسؤولية إدارة مديرية آثار محافظة المفرق بالعديد من الاكتشافات الأثرية ذات القيمة المضافة للأردن تاريخيا وقد توافدت العديد من الوفود عربيا وعالميا والبعثات المحلية والعربية والأجنبية للاطلاع على هذه المكتشفات الأثرية في محافظة المفرق ، ولكنها مازالت تحتاج إلى جهود رسمية لمواصلة تسويقها وتشجيع قدوم السياح من شتى أنحاء العالم، إلى جانب السياحة الداخلية والعربية.
الأكاديمي الدكتور عبدالقادر محمود الحصان مدير آثار المفرق السابق تحدث قائلا : المفرق تقع ضمن موقع استراتيجي هام ومهم في نفس الوقت : جيولوجيا ، جغرافيا ، مناخيا وتاريخيا حضاريا ، وتعتبر حلقة وصل هامة وحيوية في التقاء وتفاعل مناطق شبه الجزيرة العربية وبلاد الشام وبلاد ما بين النهرين ، وذلك عبر ضخ الهجرات العربية المتتالية وتطور اللغة العربية وحرفها الخالد ، وكذلك عقدة وصل للطرق التجارية التاريخية وعبر التاريخ القديم مثل : طريق الملوك ، طريق تراجانوس ، طريق ذيوكلتيانوس ، درب الحاج الشامي وسكة الحديد الحجازي ، زد على ذلك الطرق الحديثة المدشنة على القديم منها وإلى جانبها .
وأضاف الحصان : يوجد في محافظة المفرق بادية وحاضرة على السواء ما يزيد عن عشرة ألاف موقع أثري متراكم منذ العصور الحجرية القديمة وحتى العصور الحجرية الحديثة مرورا بالثقافات المحلية الانتقالية مثل : الثقافة الناطوفية
والعاقبية وغيرها والتي كانت مرحلة انتقال من الصيد والجمع إلى مرحلة الاستقرار والزراعة الموسمية وتربية وصيد الطرائد الحيوانية على السواء والسكن في منازل دائرية على شكل قرى صغيرة حول مصادر المياه وخاصة في غدير الطير وركيس وغيرهما كثير.
واستطرد قائلا : لقد تطورت الحضارة بعد ذلك في العصور الحجرية النحاسية والبرونزية وتم إنشاء مدن مسورة هامة تقع على رأسها مدينة جاوا الأثرية الهامة المسورة وحضارة جبل المطوق و القنية والرجم الأبيض وغيرها ، وفي جاوا أقدم سد أثري في الأردن ، وفي العصور الحديدية تطورت المنطقة وبرزت الكثير من المدن المسورة التجارية مثل : رحاب : بيثا راحوب ، الفدين ، بلعما ، الخنصري ، أيدون بني حسن وعين بني حسن وغيرها كثير .
وفي العصور الهلنستية اليونانية الشرقية تطورت المنطقة من حيث التجارة و الزراعة و نشوء الطرق الجديدة و المدن المتعددة مثل : رحاب ، نادرة ، فاع ، الخناصري ، بلعما ، الدقمسة والمدور و غيرها كثير .مبينا انه : في العصور الكلاسيكية : النبطية، الثمودية– الصفائية والرومانية والبيزنطية فقد تطورت المنطقة وتم تدشين العديد من الطرق
وتجديدها وكذلك محطات تجارية هامة ومدن كاملة مثل : أم الجمال – بيثا جامول ، ثغرة الجب – حيان المشرف ، ثانتيا ، خربة السمراء – حديثة ، الباعج ، أم السرب ، أم القطين ، صبحا وصبحية ، رحاب ، فاع ، بريقا ، صرة ، الفدين ، دير الكهف ، برقع وغيرها كثير وخاصة عشرات آلاف الكتابات المتنوعة من نبطية ، ثمودية – صفائية ، اغريقية ، لاتينية وخاصة الحجارة الميلية ، والكتابات الفسيفسائية المسيحية باللغتين اليونانية والسريانية.
وتابع الحصان : في العصور الإسلامية : الأموية ، العباسية ، الفاطمية ، الأيوبية والمملوكية والعثمانية ، فقد تطورت المنطقة وتم تجديد الكثير من المواقع سابقة الذكر بعد تدميرها بالحروب والزلازل المتعددة مثل : قصر الفدين وقريتها ، حيان المشرف ، حيان الرويبض الشرقي والغربي ، خطلة ، رحاب ، الشبيكة ، قصر برقع ، صعد ، الزنية ، خربة السمراء ،دير ورق ، أم الجمال ، وادي سلمى وكل البادية وحرتها وحمادها على السواء، وكل مساجدها الهامة وكتاباتها العربية الإسلامية الكثيرة والنادرة التي تذكر لنا تطور الخط العربي ، واللغة العربية على السواء في أم الجمال والحرة عامة.
أهم المنجزات الأثرية والسياحية خلال ما يزيد عن ربع قرن من الزمن
ويقول الحصان : أهم المنجزات الأثرية والسياحية منذ العام 1991- 2017م فقد تم إجراء العديد من الحفريات والمسح الأثري وتحديد الكثير من المواقع الثرية الجديدة الهامة ، والكشف عن مدن وحضارات متعددة لأول مرة مثل : قصر الفدين المتكامل الأموي المتميز عمارة وأثارا، كنائس رحاب بمجموعها الواحد والثلاثين كنيسة ، كنائس أم الجمال المكتشفة حديثا ومسجديها والكثير من نقوشها، وكذلك اسمها الجديد : بيثا جامول وغيرها ، زد على ذلك الكشف عن مئات النقوش بل الألاف منها في البادية والمساجد الإسلامية والمدن والمواقع الهامة والخاصة بطريق الحاج الشامي وغيرها كثير .
وأضاف الحصان : لقد عملت على ترميم وصيانة الكثير من المواقع المكتشفة حديثا في الفدين ورحاب وأم الجمال و حيان المشرف وغيرها ، وذلك عبر المشاريع السنوية الدائمة ، المساهمة الفاعلة بأعمال المسح الأثري والحفريات مع الفرق الأجنبية الأوروبية والأمريكية الاسترالية وكذلك الجامعات الأردنية وخاصة اليرموك وأل البيت.
وتابع قائلا : على صعيد الكتابة فقد قمت بكتابة العديد من الأبحاث والدراسات العديدة والهامة في المجلات العلمية المحكم العربية والأجنبية على السواء حول كل المكتشفات العلمية الهامة ، انجاز العديد من الكتب العلمية الأثرية حول العلم الأثري المتعدد عبر رحلة العمل الدؤوب ، المشاركة في عشرات المؤتمرات العالمية والعربية والمحلية بأبحاث علمية حول اهم المكتشفات العلمية الأثرية و النقوش بأكثر من لغة.
وقال الحصان : لقد كان دور في المساهمة الفاعلة في نشر الوعي الأثري في المحافظة خاصة ، والأردن عامة عن اهمية الموقع الأثرية ودورها في التنمية المستدامة للمجتمعات المحلية وفرز كوادر علمية في الترميم المعماري وترميم الفسيفساء أيضا وتدريب الكوادر والزميلات والزملاء في العلم الأثري الميداني والحفريات على السواء ، ومشاريع :أم الجمال ، الفدين ، رحاب ، حيان المشرف وغيرها وكان أهمها بمساعدة رئيس بلدية أم الجمال مشروع أم الجمال عبر الصيانة والترميم وذلك لتكامل المدينة الأثرية الهامة لوضعها ضمن التراث العالمي الخالد.
وعلى صعيد الاكتشافات بين الحصان : لقد تم الكشف عن أهم المواقع الدينية الإسلامية والمسيحية على السواء مثل : كنائس رحاب الهامة والقديم وخاصة كنيسة القديس المظفر جورجيوس 230م والكنيسة الكهفية الأقدم ، وغيرها من كنائس حيان ورحاب وأم الجمال ونادرة والمدور والفدين وغيرها والتي تعد بالعشرات.
ويضيف الحصان : كما جرى الكشف عن عشرات المساجد الجديدة وخاصة مسجد الفدين الأموي الفريد والهام سياحيا و دينيا ،والحمامات والقصر كاملا مع دار الإمارة ، كما تم الكشف عن مساجد البادية الفريدة معماريا مع مئات النقوش العربية الهامة والتي تؤرخ للبناء والإنشاء، منوها انه تم : الكشف عن العديد من القلاع والمباني العسكرية الهامة مثل : الفدين الآرامية والعثمانية ، أيدون بني حسن ، القحاطي ، وركيس ، تل أبو عياط و جاوا وغيرها كثير.
وقال الحصان : وتم الكشف عن المصائد الخاصة بالعصور الحجرية الحديثة والتي يزيد عددها عن مئتين في البادية
والحرة وهي عملاقة وقطرها يزيد عن مئتي متر مربع ولها جدران طولها مئات الأمتار لسوق الحيوانات اليها وهي بحق مواقع هامة للسياحة البرية والأثرية على السواء ، إضافة للمنازل الدائرية الخاصة بنفس العصر والأدوات الصيوانية الهامة والنادرة لتك العصور والخاصة بالصيد والحصاد وغيرها.
وأشار الحصان : تم إجراء عشرات أعمال المسح الأثري الميداني والكشف عن الكثير من المواقع الهامة والعائدة لكل العصور مع ألاف النقوش الهامة والفريدة التي تذكر الحروب والقبائل والثورات واسم القبائل وأنسبها ، والرسومات الفريدة منذ العصر الحجري الحديث مثل الإلهة الأم وصور مناظر الصيد والحروب والتجارة والزراعة وأنواع الحيوانات البرية وعربات الخيل والثيران التي تجر المحراث والحيوانات المدجنة والبرية على السواء و خاصة الجمال والخيول والأسود والقرود والنعام والثعالب والأفاعي والنساء الراقصات والفرسان في وضعية الصيد والحرب وغيرها.
وتابع الحصان قائلا : أجريت دراسة السدود والبرك وأبار جمع المياه في المحافظة واصدار دراسات حول ذلك ووضع خطط للاستفادة منها في سقاية الحيوانات وسقاية المزروعات والتنسيق مع رؤساء البلديات وخاصة بلدية أم الجمال وأم القطين و سد برقع.
وخلال عملي في مديرية آثار المفرق وقبل التقاعد عملت على وضع مواقع : أم الجمال ، رحاب ، حيان المشرف ، الفدين، شجرة البقاعوية ، أم القطين ، دير الكهف ، الشبيكة ، وادي سلمى وقصر برقع ، ضمن الخارطة السياحية الدينية والثقافية على السواء مع مواقع عديدة ضمن طريق سياحي متكامل في المحافظة زد على ذلك وضع أم الجمال والكادرائية بعد ترميمها وكنيسية جورجيوس ، في رحاب ضمن الحج المسيحي المعتمد من قبل كل الطوائف المسيحية.
وقال الحصان : عملت على إقامة مسارات سياحية وخرائط خاصة بذلك لربط المواقع ببعضها والتنسيق مع البلديات لإقامة بنى تحتية متكامل لتسهيل الحركة السياحية المحلية والعالمية، فضلا عن طريق سياحي – ديني خاص يسمى بدرب ( المحبة والوئام ) وهو المتعلق بطرق الحاج الشامي الداخلي والخارجي ، درب الحج المسيحي للمواقع السياحية الدينية المسيحية في المحافظة وغيرها الذاهب إلى القدس والمغطس، إضافة إلى : مدن الذيكابولس مثل جرش وعمان ، وكذلك مباني سكة الخط الحديد الحجازي كوقف إسلامي متعلق بالحج والتجارة على السواء والسياحة أيضا.
وأشار الحصان : لقد عملت على تطوير السياحة البيئية والفلكية في البادية وتم توقيع اتفاقية مع جامعة أل البيت ووزارة السياحة والآثار وبلدية أم الجمال لتكون موقعا للرصد الفلكي سنويا لجلب السياح وتنشيط السياحة الفلكية في البادية عامة وخاصة في جبل قعيس، تنشيط السياحة في البادية عبر زيارة المصائد والمنازل الدائرية المبكرة وكذلك الأنفاق الطبيعية في الحرة والتي يربو عددها عن خمسين نفقا يمتد بعضها لمئات الأمتار تحت الأرض وهي طبيعية مثل : مغرة الحشفة ورجم الكرسي والشبيكة وحمراء السحيم وغيرها كثير.
ودعا الحصان : إلى ضرورة العمل المشترك مع الجامعات الأردنية في النشر والدراسات وكذلك الجامعات العالمية والعربية لتطوير أهمية المواقع والارتقاء بها كم يحدث في أم الجمال وهو أبرز موقع سيتم وضعه ضمن التراث العالمي وقد قطع شوطا كبيرا في هذا المضمار بدعم حقيقي من بلدية أم الجمال ، ووزارة السياحة والآثار وكان لي الشرف ضمن فريق العمل المشترك لإنجاز الأمر الهام محليا وعالميا لأن أم الجمال – بيثا جامول موقع ومدينة عربية نبطية فريدة هامة ومتكاملة بأسوارها ومنازلها وبركها ومقابرها ونظامها المعماري المتميز في عملية التسقيف واستخدام نظام التطنيف في الحجارة البازلتية طولا وعرضا بطرقة فريدة و قوية متماسكة.
التحديات التي تواجه المواقع الأثرية
وقال الحصان : إن عدم توافر موازنة كافية ونقص الدعم المادي والموازنات الخاصة في موازنات وزارة السياحة والآثار خاصة – و دائرة الآثار عامة، يؤدي إلى تأخر الانجازات ودعم المشاريع الدائمة خاصة والطارئة عامة، الأمر الذي أدى إلى ( هوس ) البحث عن الكنوز والدفائن وساهم في تدمير العديد من المواقع الأثرية بشكل كامل أو جزئيا عبر الوقت وذلك عبر لاعتداءات المتكررة وخاصة المواقع البعيدة عن المتابعة الحثيثة، موضحا أن قلة الموارد المالية ساهمت في انتشار الخرائط العثمانية المزورة والأثار العبرانية المزورة أيضا والتي تساهم في دفع الكثيرين إلى البحث في المواقع غير الواقعية والخيالية وذلك لأسباب سياسية مشبوهة تساهم حقا في تغيير الوعي الخاص بالمواطنين العاديين غير المثقفين ليساهموا بدورهم في تخريب المواقع الأثرية بحجة تلكم الخرائط المزورة، والتي لها أهداف مسمومة ومشبوهة مغرضة للأسف الشديد فلا بد من نشر الوعي والتنبه لهذا الخطر الداهم، فضلا عن رعاية المواشي والأغنام في المواقع الأثرية مما يؤدي إلى تشويه الموقع و تدمير أجزاء منه مع الزمن وتحويلها إلى مكاره.
وقال الحصان : يجري شق الطرق وتعبيدها ومد خطوط الكهرباء والهاتف والمياه ضمن المواقع الأثرية وهذا يؤدي إلى تدمير المعالم الأثرية ، وازالة الكثير منها كما هو الحال في الكثير بمواقع رحاب ، أم الجمال أم السرب و سما السرحان و غيرها ، ولا بد من أخذ تصاريح مسبقة والتنسيق مع دائرة الآثار العامة قبل أي مشروع عملي ميداني في الموقع مباشرة.
وطالب الحصان بوقف انتشار المحاجر العشوائية التي تنتشر من دون موافقات خطية ، ويتوجب إجراء كشف ميداني عليها لانها تؤدي إلى تدمير الكثير من المواقع ،فضلا إلى التشويه البصري والبيئي على السواء كم يحدث في مواقع حيان المشرف مثالا، وهناك المشاريع الزراعية وزراعة الأشجار وحفر أبار المياه الجديدة والآبار الارتوازية يؤدي إلى تدمير وتشويه المعالم والمواقع الأثرية.
المطالبات
وتوجه الحصان بمطالب تتعلق بضرورة العمل على إعادة النظر في الكثير من المشاريع الخاصة ، بدائرة الآثار العامة في المفرق ذات البعد السياحي والعمل الدؤوب على تنشيط السياحة وجلب الاستثمارات المحلية والعالمية ووضع الكادر العلمي المختص القادر والكفوء على تحمل المسؤولية بشكل كامل مع توافر الموازنات المالية وخطط عمل واضحة تحقق الأهداف العليا، والتنسيق الكامل والدؤوب ما بين وزارة السياحة والآثار والمجلس المركزي في المحافظة والبلديات في مشاريع ناجزة مشتركة بروح الفريق الواحد المتكامل، والعمل على الإفادة من خبرات الزميلات والزملاء الباحثين الأكاديميين في الجامعات وغيرها، وتشريك العمل القادر على رفع مستوى العلم الجماعي دون اضاعة أي فرصة أو أي كادر قادر على العمل الناجع و الناجع على السواء، والعمل مع كل الجهات الرسمية والشعبية والأكاديمية لنشر الوعي الأثري و الثقافي التاريخي الحقيقي، بعيدا عن الخرافات والخيالات والأساطير بحقائق تاريخية علمية معتمدة على البحث العلمي الجاد، ورفع مستوى العمل التطوعي وعمل الجماعي، والاهتمام بنشر ثقافة أهمية دور آثارنا الخالدة بالاستدامة وتوافر العمل للكادر المحلي في كافة النواحي : العمل الميداني الفني ، الدلالة السياحية ، صناعة التراث وتجديده والمصنوعات اليدوية كافة، مع احياء التراث الشعبي المحلي للمحافظة عليه من الانقراض والضياع، والعمل المشترك مع كافة الجهات
وخاصة البلديات المحلية وتنشيط دورها الرائد والجمعيات الخيرية ، كما هو في أم الجمال وأم القطين وغيرها، وجمعيات أصدقاء الآثار والتراث الشعبي أيضا لتضافر الجهود وتراكمها في بوتقة واحدة موحدة هادفة.
ونوه بضرورة ابراز دور الصحافة والإعلام والتربية والجامعات والأوقاف والجمعيات الثقافية عامة في نشر الوعي الأثري، واهمية التراث المحلي الخاص بجهد الأجداد كابرا عن كابر.
هذه صرخة مواطن يعرف، غارق في حب الوطن، وعرف ببواطن أمور العمل في مجالات الاكتشافات الأثرية والسياحية، ويحرص على المحافظة عليها وعلى أهميتها، كونها تجسد تراثنا الحضاري عبر رحلة العصور، ودوره الرئيس في التنمية الاجتماعية والاقتصادية، وتقريب الأفكار بين الناس جميعا على المحبة والعيش الرغد المشترك.
ومن لا يتطور ينقرض لا محالة، ومن لا يعمل لا يستطيع التطور إلى الرقي والازدهار .