الذكرى الثامنة والأربعون لوفاة الملك طلال بن عبدالله غدا
جو 24 : - تصادف غدا الثلاثاء الذكرى الثامنة والأربعون لوفاة جلالة الملك طلال بن عبدالله، طيب الله ثراه.
ففي السابع من تموز من عام 1972 رحل جلالته بعد أن سجل إنجازات نوعية من أبرزها الدستور الأردني وتطوير الحياة السياسية في الأردن. ومنذ أن اعتلى جلالة الملك الراحل العرش في السادس من أيلول عام 1951 بعد استشهاد جلالة الملك عبد الله بن الحسين طيب الله ثراه، على عتبات المسجد الأقصى وهو يتطلع إلى ترسيخ وتجذير نهج ومبادئ الثورة العربية الكبرى التي قادها الشريف الحسين بن علي، طيب الله ثراه، من أجل وحدة العرب وحريتهم واستقلالهم والحياة الفضلى لهم في مسيرة الدولة الأردنية.
لقد اهتم جلالته الذي تلقى علومه العسكرية في كلية ساند هيرست بإجراء الإصلاحات الدستورية التي تعزز دعائم المجتمع القائم على الحرية السياسية والاقتصادية والمسؤولية أمام القانون، وأبرزها الدستور الأردني الذي صدر في الثامن من كانون الثاني عام 1952 الذي كفل للشعب الأردني حقوقه ويعد من أحدث الدساتير في العالم وأكثرها ديمقراطية وشورى وانفتاحا. وتضمن الدستور المضامين الاقتصادية والاجتماعية بما في ذلك حق كل مواطن في العمل والتعليم والرفاه الاجتماعي كما انه جعل الحكومة مسؤولة أمام مجلس النواب الذي أصبح يملك سلطة منح الثقة أو حجبها عن أية حكومة بموجب أحكام المادة 54 من الدستور، الأمر الذي رفع من مستوى الحياة البرلمانية في المملكة إلى المرتبة التي تليق بها أسوة بالدول الديمقراطية الأخرى.
وتضمن الدستور كذلك بنودا مفصلة لضمان حقوق المواطن وحرياته الأساسية وبنودا أخرى لحماية العمال وشروط عملهم وفق دساتير العالم المتطورة. وجاء هذا الدستور الذي يعد أول دستور وحدوي عربي حيث نص على إعلان ارتباط الأردن عضويا بالأمة العربية وتجسيد الفكر القومي للثورة العربية الكبرى، ملبيا لآمال وتطلعات الشعب الأردني كونه جاء منسجما مع التطورات المهمة التي كان يشهدها الأردن ولاسيما بعد وحدة الضفتين عام 1950 وتنامي الشعور الوطني والوعي القومي في كل أرجاء الوطن العربي. وجلالة الملك طلال طيب الله ثراه الذي وقف مجاهدا في صفوف المقاتلين من الجيش العربي دفاعا عن فلسطين، بذل جهودا متميزة لتوثيق عرى التعاون والتنسيق لما فيه مصلحة الأمة والوطن العربي الكبير الذي كان قد خرج لتوه من نكبة فلسطين عام 1948.
وفي عهد جلالته اتخذ الأردن قرارا يقضي بجعل التعليم إلزاميا ومجانيا، ويعد هذا القرار الأول من نوعه في الأردن والوطن العربي، وكان له الأثر الكبير في النهضة التعليمية التي شهدتها البلاد فيما بعد، كما صدر في عهد جلالته قانون خط السكة الحديدية في شهر آذار عام 1952 الذي ينص على اعتبار هذا الخط وقفا إسلاميا.
وقد نشأ جلالته في كنف والده الملك عبدالله بن الحسين وجده شريف مكة الحسين بن علي طيب الله ثراهم، وهو الذي فجر الثورة العربية الكبرى التي أعلنت الثورة على الظلم والطغيان والجهاد في سبيل العروبة واستقلال الاوطان. وكان جلالته يتصف باللطف والتهذيب ودماثة الخلق لا يهاود في الرأي ولا تأخذه في الحق لومة لائم، كما كان له في سمو أخلاق والده وعلو همته وعظيم مبادئه أكبر نصيب في الحياة حيث غدا شابا نبيلا يحمل قلبا كبيرا يختزن الكثير من العواطف ويتحسس آمال شعبه وتطلعاته فبادله شعبه حبا بحب ووفاء بوفاء. وجلالته رحمه الله كان محبا للحياة العسكرية متأثرا بالروح العسكرية لوالده الذي كان أحد قادة ثورة العرب الأحرار حيث كان جلالته أول ضابط أردني يتخرج من كلية ساند هيرست العسكرية في بريطانيا وبعد تخرجه من هذه الكلية عام 1929 رافق جده الحسين بن علي الذي كان منفيا في قبرص بعد أن تصدى للمشروعات الاستعمارية التي استهدفت تقسيم البلاد العربية. والتحق جلالة الملك طلال الذي كان يعشق الجندية بالجيش العربي الأردني ووصل إلى رتبة مقدم عام 1934 وفي عام 1942 التحق بكتيبة المشاة الثانية كتيبة الحسين الثانية التي عرفت بتاريخها البطولي والمعارك التي خاضتها في القدس وفلسطين فيما بعد.
واسهم جلالته في تدريبها كما بذل جهدا كبيرا في تطوير لواء السيارات المسلحة الذي تألف من الكتائب الاولى والثانية والثالثة، كما شارك في غالبية المناورات والتمارين العسكرية التي قامت بها وحدات اللواء.
وشارك جلالته في الحرب العربية الاسرائيلية وخاض مع الجيش العربي الأردني معارك بطولية ضد الاحتلال الإسرائيلي وكان لوجود جلالته بين الجنود وحضهم على القتال والصمود في وجه العدو الأثر الكبير في إلهاب مشاعر الحماس وإذكاء روح التضحية والفداء لديهم ما مكنهم من تحقيق العديد من الانتصارات وإنقاذ القدس والضفة الغربية.
ومن المعارك التي اشترك بها جلالته معركة (غيشر) عند جسر المجامع، حيث كان جلالته أول من حضر إلى ميدان المعركة وجاهد فيها جهاد الأبطال من أجل فلسطين التي عمل بكل جوارحه وقلبه وسلاحه لخدمة قضيتها ما زاد من محبة الجيش العربي الأردني وإعجابه بجلالته وببسالته وبشجاعته. وانتقل جلالته إلى القدس ومنها إلى رام الله حيث اتخذ موقعا أماميا بين جنود المدفعية، وبقي هناك حتى الهدنة الأولى، وشارك جلالته وقبيل الهدنة الثانية في معارك مرتفعات النبي صموئيل والرادار وبيت سوريك وبيت اكسا حيث كان يتنقل بين موقع وآخر تحت القصف الشديد. وكان لاشتراك جلالته بالقتال الأثر الكبير على وحدات الجيش العربي الأردني التي حاربت في القدس واستبسلت في القتال وصد الهجمات المعادية فأنقذت الضفة الغربية بما فيها القدس، وليس أدل على ذلك من الهجوم الذي قامت به كتيبة المشاة الثانية للسيطرة على المزيد من الأهداف والمواقع داخل مدينة القدس من منطقة الشيخ جراح إلى منطقة باب العامود والوصول إلى تلة الرادار والتقدم والقتال الذي جرى قرب المستعمرات الاسرائيلية.
ورغم قصر عهده إلا أن جلالة الملك طلال بن عبد الله طيب الله ثراه بقي يتواصل مع أبناء شعبه يتحسس آلامهم وآمالهم وقدم لوطنه الكثير وأسهم في التأسيس لكثير من الإنجازات على طريق البناء والتقدم نحو المستقبل المشرق والمستقبل الواعد.
والأسرة الأردنية الواحدة إذ تحيي ذكرى وفاة جلالة الملك طلال بن عبدالله، بقلوب مفعمة بالإيمان، لتستذكر مسيرة الإنجاز الهاشمي التي تعلو مع كل راية هاشمية وتفخر بوطن التميز والتقدم في عهد جلالة الملك عبد الله الثاني الذي يواصل مسيرة الإنجاز وبناء الدولة الأردنية العصرية التي تواكب المستجدات وتنفذ الخطط والبرامج الإصلاحية والتنموية الشاملة لجعل الأردن أردن الرخاء والرفاه والمستقبل.
--(بترا)
ففي السابع من تموز من عام 1972 رحل جلالته بعد أن سجل إنجازات نوعية من أبرزها الدستور الأردني وتطوير الحياة السياسية في الأردن. ومنذ أن اعتلى جلالة الملك الراحل العرش في السادس من أيلول عام 1951 بعد استشهاد جلالة الملك عبد الله بن الحسين طيب الله ثراه، على عتبات المسجد الأقصى وهو يتطلع إلى ترسيخ وتجذير نهج ومبادئ الثورة العربية الكبرى التي قادها الشريف الحسين بن علي، طيب الله ثراه، من أجل وحدة العرب وحريتهم واستقلالهم والحياة الفضلى لهم في مسيرة الدولة الأردنية.
لقد اهتم جلالته الذي تلقى علومه العسكرية في كلية ساند هيرست بإجراء الإصلاحات الدستورية التي تعزز دعائم المجتمع القائم على الحرية السياسية والاقتصادية والمسؤولية أمام القانون، وأبرزها الدستور الأردني الذي صدر في الثامن من كانون الثاني عام 1952 الذي كفل للشعب الأردني حقوقه ويعد من أحدث الدساتير في العالم وأكثرها ديمقراطية وشورى وانفتاحا. وتضمن الدستور المضامين الاقتصادية والاجتماعية بما في ذلك حق كل مواطن في العمل والتعليم والرفاه الاجتماعي كما انه جعل الحكومة مسؤولة أمام مجلس النواب الذي أصبح يملك سلطة منح الثقة أو حجبها عن أية حكومة بموجب أحكام المادة 54 من الدستور، الأمر الذي رفع من مستوى الحياة البرلمانية في المملكة إلى المرتبة التي تليق بها أسوة بالدول الديمقراطية الأخرى.
وتضمن الدستور كذلك بنودا مفصلة لضمان حقوق المواطن وحرياته الأساسية وبنودا أخرى لحماية العمال وشروط عملهم وفق دساتير العالم المتطورة. وجاء هذا الدستور الذي يعد أول دستور وحدوي عربي حيث نص على إعلان ارتباط الأردن عضويا بالأمة العربية وتجسيد الفكر القومي للثورة العربية الكبرى، ملبيا لآمال وتطلعات الشعب الأردني كونه جاء منسجما مع التطورات المهمة التي كان يشهدها الأردن ولاسيما بعد وحدة الضفتين عام 1950 وتنامي الشعور الوطني والوعي القومي في كل أرجاء الوطن العربي. وجلالة الملك طلال طيب الله ثراه الذي وقف مجاهدا في صفوف المقاتلين من الجيش العربي دفاعا عن فلسطين، بذل جهودا متميزة لتوثيق عرى التعاون والتنسيق لما فيه مصلحة الأمة والوطن العربي الكبير الذي كان قد خرج لتوه من نكبة فلسطين عام 1948.
وفي عهد جلالته اتخذ الأردن قرارا يقضي بجعل التعليم إلزاميا ومجانيا، ويعد هذا القرار الأول من نوعه في الأردن والوطن العربي، وكان له الأثر الكبير في النهضة التعليمية التي شهدتها البلاد فيما بعد، كما صدر في عهد جلالته قانون خط السكة الحديدية في شهر آذار عام 1952 الذي ينص على اعتبار هذا الخط وقفا إسلاميا.
وقد نشأ جلالته في كنف والده الملك عبدالله بن الحسين وجده شريف مكة الحسين بن علي طيب الله ثراهم، وهو الذي فجر الثورة العربية الكبرى التي أعلنت الثورة على الظلم والطغيان والجهاد في سبيل العروبة واستقلال الاوطان. وكان جلالته يتصف باللطف والتهذيب ودماثة الخلق لا يهاود في الرأي ولا تأخذه في الحق لومة لائم، كما كان له في سمو أخلاق والده وعلو همته وعظيم مبادئه أكبر نصيب في الحياة حيث غدا شابا نبيلا يحمل قلبا كبيرا يختزن الكثير من العواطف ويتحسس آمال شعبه وتطلعاته فبادله شعبه حبا بحب ووفاء بوفاء. وجلالته رحمه الله كان محبا للحياة العسكرية متأثرا بالروح العسكرية لوالده الذي كان أحد قادة ثورة العرب الأحرار حيث كان جلالته أول ضابط أردني يتخرج من كلية ساند هيرست العسكرية في بريطانيا وبعد تخرجه من هذه الكلية عام 1929 رافق جده الحسين بن علي الذي كان منفيا في قبرص بعد أن تصدى للمشروعات الاستعمارية التي استهدفت تقسيم البلاد العربية. والتحق جلالة الملك طلال الذي كان يعشق الجندية بالجيش العربي الأردني ووصل إلى رتبة مقدم عام 1934 وفي عام 1942 التحق بكتيبة المشاة الثانية كتيبة الحسين الثانية التي عرفت بتاريخها البطولي والمعارك التي خاضتها في القدس وفلسطين فيما بعد.
واسهم جلالته في تدريبها كما بذل جهدا كبيرا في تطوير لواء السيارات المسلحة الذي تألف من الكتائب الاولى والثانية والثالثة، كما شارك في غالبية المناورات والتمارين العسكرية التي قامت بها وحدات اللواء.
وشارك جلالته في الحرب العربية الاسرائيلية وخاض مع الجيش العربي الأردني معارك بطولية ضد الاحتلال الإسرائيلي وكان لوجود جلالته بين الجنود وحضهم على القتال والصمود في وجه العدو الأثر الكبير في إلهاب مشاعر الحماس وإذكاء روح التضحية والفداء لديهم ما مكنهم من تحقيق العديد من الانتصارات وإنقاذ القدس والضفة الغربية.
ومن المعارك التي اشترك بها جلالته معركة (غيشر) عند جسر المجامع، حيث كان جلالته أول من حضر إلى ميدان المعركة وجاهد فيها جهاد الأبطال من أجل فلسطين التي عمل بكل جوارحه وقلبه وسلاحه لخدمة قضيتها ما زاد من محبة الجيش العربي الأردني وإعجابه بجلالته وببسالته وبشجاعته. وانتقل جلالته إلى القدس ومنها إلى رام الله حيث اتخذ موقعا أماميا بين جنود المدفعية، وبقي هناك حتى الهدنة الأولى، وشارك جلالته وقبيل الهدنة الثانية في معارك مرتفعات النبي صموئيل والرادار وبيت سوريك وبيت اكسا حيث كان يتنقل بين موقع وآخر تحت القصف الشديد. وكان لاشتراك جلالته بالقتال الأثر الكبير على وحدات الجيش العربي الأردني التي حاربت في القدس واستبسلت في القتال وصد الهجمات المعادية فأنقذت الضفة الغربية بما فيها القدس، وليس أدل على ذلك من الهجوم الذي قامت به كتيبة المشاة الثانية للسيطرة على المزيد من الأهداف والمواقع داخل مدينة القدس من منطقة الشيخ جراح إلى منطقة باب العامود والوصول إلى تلة الرادار والتقدم والقتال الذي جرى قرب المستعمرات الاسرائيلية.
ورغم قصر عهده إلا أن جلالة الملك طلال بن عبد الله طيب الله ثراه بقي يتواصل مع أبناء شعبه يتحسس آلامهم وآمالهم وقدم لوطنه الكثير وأسهم في التأسيس لكثير من الإنجازات على طريق البناء والتقدم نحو المستقبل المشرق والمستقبل الواعد.
والأسرة الأردنية الواحدة إذ تحيي ذكرى وفاة جلالة الملك طلال بن عبدالله، بقلوب مفعمة بالإيمان، لتستذكر مسيرة الإنجاز الهاشمي التي تعلو مع كل راية هاشمية وتفخر بوطن التميز والتقدم في عهد جلالة الملك عبد الله الثاني الذي يواصل مسيرة الإنجاز وبناء الدولة الأردنية العصرية التي تواكب المستجدات وتنفذ الخطط والبرامج الإصلاحية والتنموية الشاملة لجعل الأردن أردن الرخاء والرفاه والمستقبل.
--(بترا)