جاهات النواب !!
ادخل المجلس النيابي السابع عشر بدع سياسية لم يعرفها المجتمع السياسي من قبل، وبهذا يكون قد أسهم بشكل كبير في استبدال العمل السياسي بالعمل العشائري، إذ لا يعقل أن يقوم اعضاء من المجلس بجاهة الى بيت احد النواب -الذي اعلن نيته الاستقالة من البرلمان- حتى يتراجع عن قراره.
الاولى أن يحترم اعضاء مجلس النواب قرار النائب المحترم والقاضي برغبته بالاستقالة، وحتى لو تحرج المجلس من موضوع استقالة نائب كان الأولى به أن يحاوره وفق منطق سياسي وليس منطق التخجيل وتبويس اللحى وما من شأنه ان يجعل المجلس الحالي ابعد عن السياسة من أي شيء آخر.
عندما قدم عبدالهادي المجالي استقالته أو عندما اعلن نيته الاستقالة ذهب الى بيته جاهة وكأن الأمر يتعلق بطلبة عروس أو اصلاح ذات البين- مع اننا لم نسمع ان نائبا واحدا شارك في اصلاح ذات البين- وتراجع عبدالهادي المجالي السياسي المخضرم عن الاستقالة بعد أن قام النواب بتبويس وجنتيه وجبهته وتوسلوا اليه، وعندما تراشق بعض النواب بالكلمات النابية كانت الطريقة أيضا للتعامل مع الموقف هي الصلحة العشائرية، وعندما ضرب نائب نائبا آخرا ايضا توجهت جاهة نيابية في حين ان هناك طرق اكثر حداثة تليق بالمجلس لو كان اعضاؤه يحترمون انفسهم.
اذا اراد النائب الرقيبات الاستقالة فهذا حقه وهذا شأنه وعلى المجلس ان يتعامل مع الاستقالة بمنطق سياسي وقانوني، إذ ان اعضاء البرلمان يستطيعون قبول الاستقالة او رفضها، اما أن يتنطح النواب الى ارسال جاهة ففي هذا مسخ لدور المجلس وتجني كبير على العمل النيابي الذي لم يتقنوه السادة النواب لغاية اليوم.
