حماس: مؤامرة لخنق غزة بمشاركة السلطة
اتهمت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) السلطة الفلسطينية وأطرافا عربية وإسرائيلية وأميركية بإعداد مؤامرة لخنق قطاع غزة وإعادة تشديد الحصار عليه والرهان على دفعه لتقديم تنازلات لإسرائيل والاعتراف بها.
جاء ذلك خلال مسيرات حاشدة نظمتها حماس في مختلف مدن ومخيمات قطاع غزة اليوم الجمعة بعنوان "مسيرات إنارة غزة وانكشاف المؤامرة"، وقالت الحركة إن نحو مائتي ألف مواطن شاركوا فيها.
ورفع المشاركون في المسيرات شعارات ولافتات تدعو الحكومات العربية وخاصة حكومة مصر إلى التدخل السريع لإنقاذ القطاع من "الكارثة الصحية والبيئة المنتظرة" في ظل تفاقم أزمة الوقود وانقطاع الكهرباء 18 ساعة يوميا.
ودخلت غزة اليوم عبر معبر كرم أبوسالم 450 ألف لتر من السولار لمحطة توليد الكهرباء الوحيدة التي توقفت قبل نحو شهر، ولكن الكمية التي قالت مصر إنها جاءت بتنسيق مع إسرائيل والسلطة الفلسطينية لا تكفي إلا ليوم عمل واحد في المحطة.
محاضر بيد حماس
وكشف القيادي البارز وعضو المكتب السياسي لحماس خليل الحية عن حصول حركته على محاضر اجتماعات تثبت إعداد قيادات أميركية وعربية وإسرائيلية ومن السلطة الفلسطينية لمؤامرة ترمي إلى تشديد الحصار على غزة.
وقال الحية في كلمة أمام المجتمعين بمدينة غزة إن هذه الأطراف تدارست واقع غزة الآمن والمستقر، ولم يعجبهم هذا الالتفاف حول حماس والمقاومة وحكومتها بغزة ولم تعجبهم صور التضامن مع غزة فأرادوا الإيقاع بين حماس وشعبها.
وتعهد الحية بأن تكشف حماس يومًا مّا المؤامرة بأسماء الدول والمشاركين في إعدادها، وقال في رسالة تحدٍّ لمعديها "انكشفت مؤامراتكم وبانت حقيقتكم يا من تتباكون على المصالحة الفلسطينية، أنتم تظنون أن حماس ضعيفة لذلك ذهبت للمصالحة، لكنكم لا تعلمون أننا في أوج قوتنا والتفات الناس حولنا".
وعدد القيادي البارز في حماس عناوين للمؤامرة التي تحدث عنها والتي تنص على تشديد الحصار على حماس في غزة لإجبارها على الإقرار بالاتفاقيات الموقعة مع الاحتلال الإسرائيلي، إضافة إلى قطع طرق الإمداد عن المقاومة لمنع تزويدها بالسلاح وخنق غزة بشكل كامل وواسع.
واتهم الحية قيادات في حركة فتح بالمشاركة في المؤامرة، وقال إن الحركة وزعت تعميمًا داخليا في غزة تدعو فيه إلى إثارة أزمة الوقود في السيارات العمومية ومجالس العائلات وتحريض الناس على حماس
السلطة مسؤولة
وفي ختام مسيرات مماثلة بشمال القطاع تحدث عضو كتلة حماس البرلمانية مشير المصري للمحتشدين حول المؤامرة نفسها، وقال إن السلطة -بالوثائق التي حصلت عليها حماس- متورطة مع الاحتلال في أزمتي الوقود والكهرباء.
واتهم المصري الحكومة الفلسطينية برئاسة سلام فياض باستغلال الأموال المقدمة من الاتحاد الأوروبي -الموجهة لشراء الأدوية والوقود لمحطة التوليد- في دفع رواتب موظفيها ومنع المساعدات عن غزة في إجراء مقصود، حسب قوله.
ودعا النائب عن حماس السلطات المصرية إلى تحمل مسؤولياتها الأخلاقية والقومية تجاه القطاع وإعادة ضخ الوقود إلى غزة، بوصفها المنفذ العربي الوحيد على القطاع "الذي يدافع عن شرف الأمة في كل يوم ولا يطلب من إخوانه إلا إمداده بمقومات الحياة".
وحمل المصري الرئيس الفلسطيني محمود عباس وقيادات أمنية عربية المسؤولية عن المعاناة بغزة عقب ما سماه مؤامرتهم ضد القطاع، التي تهدف إلى خلق أزمات ومنع حلها بالطرق الذي يرضاها المواطنون.
على الجانب الآخر، حمل وزير الأوقاف والشؤون الدينية في الحكومة برام الله محمود الهباش حركة حماس مسؤولية أزمة الكهرباء في القطاع، واتهمها بأنها تستغل معاناة الشعب الفلسطيني في قطاع غزة لمكاسبها الخاصة.
وقال الهباش في خطبة الجمعة بمقر الرئاسة بحضور عباس وسلام فياض وقيادات أخرى إن حماس تجبي أثمان الكهرباء من المواطنين ولا تحولها إلى السلطة، في الوقت التي تقوم السلطة بدفع ثمنها إلى إسرائيل ومصر. الجزيرة