رحلة إلى القاهرة غير موعودة.. مصر الآن وما أدراك ما مصر
عبدالله العميرة
جو 24 : تقديم الإعلامي بسام العريان- في اتصال هاتفي دار بيني وبين الإعلامي القدير الأستاذ عبد الله العميرة رئيس تحرير وكالة بث للأنباء كونه في مصر الآن بادرت بالإتصال به للإطمئنان على أشقائنا وأهلنا في حبيبتنا مصر أم الدنيا فباغتني بجملة لم تكن على البال قائلاً :" مصر وما أدراك ما مصر الآن ".
ولننقل لكم ماكتبه هذا الزميل الاعلامي القدير حول الأوضاع في مصر في مقالته التي تستحق القراءة وبشهادة اعلامية عربية متواجدة الآن في مصر وتنقل لنا الصورة بكل شفافية ومصداقية في زحمة الفضائيات وعشوائية المراسلين فليكتب الوراقون أمثال عبد الله العميرة الذي يسعدني أن أملأ قلمي بحبره والذي تنبأ بأحداث 30 يونيو حيث قال :
لن تستطيع مظاهرة أن تغير مرسي . لن يترك الكرسي الا اذا أراد الجيش .. وأرادت السياسة (؟!) ..
------------------------
كتب – عبدالله العميره .. رحلة إلى القاهرة غير موعودة
أنا الآن في القاهرة ، وصلت إليها مرافقا لصديق قبل يومين ، بعد غياب فترة طويلة عنها .
السنوات الأخيرة ، لم أتشجع للسفر لعدة أسباب ، ثانيها الأحداث في مصر ، أنا اعلامي ، وأعلم كيف يؤثر الاعلام على الحركة وعلى تغيير الاتجاه ، ولكنني لا أؤمن بكل ما ينقله بعض المراسلين – رغم حرص ادارات الفضائيات والصحف على المصداقية .
كلنا نعرف أن ميدان التحرير في القاهرة ، أصبح بؤرة تجمهر المتظاهرين والظاهرين .. منهم يتظاهر وفق تنظيم وهدف سامي وبتحرك وهتافات سلمية ، وإن كانت تطالب برحيل مرسي .. وبين المتظاهرين مندس او عاطل او جاء للتسلية ؛ يركضون الى الظهور وللعبث .
دعوني اذكركم بقصة شهيرة حدثت قبل سنوات..
في ميدان بالعاصمة التركية انقرة .. تماما مثل ميدان تقسيم في اسطنبول ؛ كتبت صحيفة تركية خبرا صغير عن تجمع كبير يوم غد الساعة التاسعة صباحا في ( الميدان ) حيث يقام مهرجان للحمير .
في اليوم الموعود والساعة بعينها تجمع بضع عشرات من البشر في الميدان لمشاهدة ما أعلن عنه في الصحيفة .
في اليوم التالي .. نشرت الصحيفة صورة في نفس مكان الخبر ..
الصورة لتجمع هؤلاء الناس بعدسة مصور فنان – عبأ الصورة بمن حضر ، وتحتها شرح بكلام قليل : “ مهرجان الحمير يوم أمس ..” !
أما السبب الأول في عدم زيارتي للقاهرة طوال تلك الفترة فبسبب انشغالي بما هو أهم ، ولم أرغب صرف تذاكر أسعارها مضاعفة في وقت لاسياحة فيها ولافائدة من سفر .. وحاجتي لكل قرش .. الا أن صديق من الزملاء الفارهين أصر اصرارا كبيرا على السفر لمحبوبتي القاهرة ، وراسه وألف سيف ؛ الا وأن أسافر معه ( محفولا مكفولا ) ..
بيني وبينكم حاولت مرارا أن يتبرع لي بقيمة التذاكر والاعاشة والسكن ، لكنه لم يرضى على الاطلاق .
فكان السفر ، والمجئ الى القاهرة قبل يومين ، وفي ذهني صورة مصر الجميلة التي شوشتها الشاشات والأحداث .
وكانت المفاجأة
لاجديد .. لاتغيير .. مصر ، كما تركتها .
اليوم 29 يونيو .. قبل الموعد المظروب للمظاهرات ( 30 يونيو 2013 ) .. تجولت في القاهرة .. من ما سبيروا إلى اكتوبر ، وعودة عبر الميدان الى قلب القاهرة حيث التقيت بزميل عزيز ، وهو رئيس تحرير مطبوعة مصرية شهيرة ، وتحدثنا في كل ما يمت للصحافة بصلة ، وقليلا جدا من هم المظاهرات . وعدت الى حيث اسكن في القاهرة .. وللم الا حظ أي تغيير عن الحياة المعتادة في السنوات الأخيرة .
الناس ، مازلت معاناتهم مع الحياة كما هي قبل الثورة ، الا أنها زادت بعد الثورة.
هنا ملاحظة ملفته :
صار كل الناس يتحدثون في السياسة .. والنكته افتقدت طعمها ، صارت “ متعاصة “ بالثورة ومرسي والاخوان ، و البنزين وأكل العيش .
سائق أجرة ، اختصر المعاناة هذه الأيام في جملة : “ أنا مش عاوزأكون ريس ولا بيه .. الشعب مش عاوزين يكونوا أغنياء ومرفهين .. عاوزين أكل وشرب ونعيش بكرامة “
لايوجد أي عبث الا من الملاحظات التالية ، مع الملاحظة السابقة :
فراغ شبة تام في ميدان التحرير .
هدوء تام في كل الشوارع الممتده والمتفرعة من التحرير
حياة طبيعية جدا في كل شارع .
تجمعات صغيرة لشباب يحملون أعلام .. وآخرين يقابلون الناس ويسألونهم هذا السؤال : “ هل ستخرج يوم 30 ؟ “ .
وتجمع يمتد على طريق المطار يرسمون ويضعون لوحات .
و” شخابيط “ على الجدران بالعبارة التالية “ 30 / 6 “ .
غير ذلك الحياة طبيعية جدا .. جدا
ماذا سيحدث يوم 30 يونيو .
سؤال ، لا أعلم جوابه ، فلننتظر . ولكن أؤكد لكم ما قلته لسائق التاكسي الذي جال بي في القاهرة اليوم .. قلت له :
لن تستطيع مظاهرة أن تغير مرسي . لن يترك الكرسي الا اذا أراد الجيش .. وأرادت السياسة (؟!) ..
ما يمكنني قوله ، أن المصريين يمكنهم أن يحلوا مشاكلهم بسهولة .. ومصر لن يحصل لها شر بمشيئة الله تعالى .
ولكن أخاف من أمر وأتوقع أمر :
أخاف من مندسين من عملاء للباسيج والموساد يشعلون الفتنة ، ويفتعلون شرارة نارية يتم اطلاقها من هناك أو هناك على رجال الأمن أو على أي من الطرفين لاشعال النار بين طرفي التظاهر .
أما ما أتوقعه ، أن مرسي وجماعة الاخوان لن يتركوا الحكم الا بالقوة التي لايستطيعون مواجهتها .
فهم يعلمون أنهم بين فكي كماشة السجن أو االبقاء بالقوة .. وبينهما قد تحدث مفاجأة الرحيل بالتراضي المرضي للأخوان .. وهذا صعب .
حتى اللحظة .. الحياة في مصر طبيعية .. ولا تصدقوا ما تشاهدونه من تركيز بؤر الكاميرات على بؤر من التجمعات الصغيرة ..
أكرر .. لكن لايمكن التوقع ماذا سيحدث غدا ..
وقبل الختام أؤكد لم أعرف أحد من المصريين يكره الدين .. فهم مؤمنون ويصلون ويصلون .. شعب مؤمن .. لكنهم يكرهون اقحام السياسة في الدين ، أو استخدام الدين لأغراض سياسية .. وهذا ما ضايقهم ، وقالوا أنهم لم يعرفوا عن الاخوان ما تكشف لهم بعد أن وصلوا للحكم ..
ربما في ذلك مبالغة ..
ولكن مؤكد أن هناك ظلم للإسلام لو اعتقد العالم أن الاسلام هو في الاخوان أو حماس أو حزب الله .
نسأل الله السلامة لمصر ولكل البلاد العربية .
ولننقل لكم ماكتبه هذا الزميل الاعلامي القدير حول الأوضاع في مصر في مقالته التي تستحق القراءة وبشهادة اعلامية عربية متواجدة الآن في مصر وتنقل لنا الصورة بكل شفافية ومصداقية في زحمة الفضائيات وعشوائية المراسلين فليكتب الوراقون أمثال عبد الله العميرة الذي يسعدني أن أملأ قلمي بحبره والذي تنبأ بأحداث 30 يونيو حيث قال :
لن تستطيع مظاهرة أن تغير مرسي . لن يترك الكرسي الا اذا أراد الجيش .. وأرادت السياسة (؟!) ..
------------------------
كتب – عبدالله العميره .. رحلة إلى القاهرة غير موعودة
أنا الآن في القاهرة ، وصلت إليها مرافقا لصديق قبل يومين ، بعد غياب فترة طويلة عنها .
السنوات الأخيرة ، لم أتشجع للسفر لعدة أسباب ، ثانيها الأحداث في مصر ، أنا اعلامي ، وأعلم كيف يؤثر الاعلام على الحركة وعلى تغيير الاتجاه ، ولكنني لا أؤمن بكل ما ينقله بعض المراسلين – رغم حرص ادارات الفضائيات والصحف على المصداقية .
كلنا نعرف أن ميدان التحرير في القاهرة ، أصبح بؤرة تجمهر المتظاهرين والظاهرين .. منهم يتظاهر وفق تنظيم وهدف سامي وبتحرك وهتافات سلمية ، وإن كانت تطالب برحيل مرسي .. وبين المتظاهرين مندس او عاطل او جاء للتسلية ؛ يركضون الى الظهور وللعبث .
دعوني اذكركم بقصة شهيرة حدثت قبل سنوات..
في ميدان بالعاصمة التركية انقرة .. تماما مثل ميدان تقسيم في اسطنبول ؛ كتبت صحيفة تركية خبرا صغير عن تجمع كبير يوم غد الساعة التاسعة صباحا في ( الميدان ) حيث يقام مهرجان للحمير .
في اليوم الموعود والساعة بعينها تجمع بضع عشرات من البشر في الميدان لمشاهدة ما أعلن عنه في الصحيفة .
في اليوم التالي .. نشرت الصحيفة صورة في نفس مكان الخبر ..
الصورة لتجمع هؤلاء الناس بعدسة مصور فنان – عبأ الصورة بمن حضر ، وتحتها شرح بكلام قليل : “ مهرجان الحمير يوم أمس ..” !
أما السبب الأول في عدم زيارتي للقاهرة طوال تلك الفترة فبسبب انشغالي بما هو أهم ، ولم أرغب صرف تذاكر أسعارها مضاعفة في وقت لاسياحة فيها ولافائدة من سفر .. وحاجتي لكل قرش .. الا أن صديق من الزملاء الفارهين أصر اصرارا كبيرا على السفر لمحبوبتي القاهرة ، وراسه وألف سيف ؛ الا وأن أسافر معه ( محفولا مكفولا ) ..
بيني وبينكم حاولت مرارا أن يتبرع لي بقيمة التذاكر والاعاشة والسكن ، لكنه لم يرضى على الاطلاق .
فكان السفر ، والمجئ الى القاهرة قبل يومين ، وفي ذهني صورة مصر الجميلة التي شوشتها الشاشات والأحداث .
وكانت المفاجأة
لاجديد .. لاتغيير .. مصر ، كما تركتها .
اليوم 29 يونيو .. قبل الموعد المظروب للمظاهرات ( 30 يونيو 2013 ) .. تجولت في القاهرة .. من ما سبيروا إلى اكتوبر ، وعودة عبر الميدان الى قلب القاهرة حيث التقيت بزميل عزيز ، وهو رئيس تحرير مطبوعة مصرية شهيرة ، وتحدثنا في كل ما يمت للصحافة بصلة ، وقليلا جدا من هم المظاهرات . وعدت الى حيث اسكن في القاهرة .. وللم الا حظ أي تغيير عن الحياة المعتادة في السنوات الأخيرة .
الناس ، مازلت معاناتهم مع الحياة كما هي قبل الثورة ، الا أنها زادت بعد الثورة.
هنا ملاحظة ملفته :
صار كل الناس يتحدثون في السياسة .. والنكته افتقدت طعمها ، صارت “ متعاصة “ بالثورة ومرسي والاخوان ، و البنزين وأكل العيش .
سائق أجرة ، اختصر المعاناة هذه الأيام في جملة : “ أنا مش عاوزأكون ريس ولا بيه .. الشعب مش عاوزين يكونوا أغنياء ومرفهين .. عاوزين أكل وشرب ونعيش بكرامة “
لايوجد أي عبث الا من الملاحظات التالية ، مع الملاحظة السابقة :
فراغ شبة تام في ميدان التحرير .
هدوء تام في كل الشوارع الممتده والمتفرعة من التحرير
حياة طبيعية جدا في كل شارع .
تجمعات صغيرة لشباب يحملون أعلام .. وآخرين يقابلون الناس ويسألونهم هذا السؤال : “ هل ستخرج يوم 30 ؟ “ .
وتجمع يمتد على طريق المطار يرسمون ويضعون لوحات .
و” شخابيط “ على الجدران بالعبارة التالية “ 30 / 6 “ .
غير ذلك الحياة طبيعية جدا .. جدا
ماذا سيحدث يوم 30 يونيو .
سؤال ، لا أعلم جوابه ، فلننتظر . ولكن أؤكد لكم ما قلته لسائق التاكسي الذي جال بي في القاهرة اليوم .. قلت له :
لن تستطيع مظاهرة أن تغير مرسي . لن يترك الكرسي الا اذا أراد الجيش .. وأرادت السياسة (؟!) ..
ما يمكنني قوله ، أن المصريين يمكنهم أن يحلوا مشاكلهم بسهولة .. ومصر لن يحصل لها شر بمشيئة الله تعالى .
ولكن أخاف من أمر وأتوقع أمر :
أخاف من مندسين من عملاء للباسيج والموساد يشعلون الفتنة ، ويفتعلون شرارة نارية يتم اطلاقها من هناك أو هناك على رجال الأمن أو على أي من الطرفين لاشعال النار بين طرفي التظاهر .
أما ما أتوقعه ، أن مرسي وجماعة الاخوان لن يتركوا الحكم الا بالقوة التي لايستطيعون مواجهتها .
فهم يعلمون أنهم بين فكي كماشة السجن أو االبقاء بالقوة .. وبينهما قد تحدث مفاجأة الرحيل بالتراضي المرضي للأخوان .. وهذا صعب .
حتى اللحظة .. الحياة في مصر طبيعية .. ولا تصدقوا ما تشاهدونه من تركيز بؤر الكاميرات على بؤر من التجمعات الصغيرة ..
أكرر .. لكن لايمكن التوقع ماذا سيحدث غدا ..
وقبل الختام أؤكد لم أعرف أحد من المصريين يكره الدين .. فهم مؤمنون ويصلون ويصلون .. شعب مؤمن .. لكنهم يكرهون اقحام السياسة في الدين ، أو استخدام الدين لأغراض سياسية .. وهذا ما ضايقهم ، وقالوا أنهم لم يعرفوا عن الاخوان ما تكشف لهم بعد أن وصلوا للحكم ..
ربما في ذلك مبالغة ..
ولكن مؤكد أن هناك ظلم للإسلام لو اعتقد العالم أن الاسلام هو في الاخوان أو حماس أو حزب الله .
نسأل الله السلامة لمصر ولكل البلاد العربية .