هل بدأنا نعيش مرحلة: ما بعد الإسلاميين حقا؟!!
حلمي الأسمر
جو 24 : يوم 01-06-2013 نشرت هنا في «الدستور» مقالا بعنوان «ما بعد الإسلاميين» قلت فيه ...
طيلة العقد الماضي تقريبا، أو ربما يزيد، كنا نقول إن تيارات اليسار العربي والقوميين، والقوى المحافظة، والمتلونين، وحتى المتحولين، ومن لا يُعرف تصنيفهم، أخذوا فرصتهم في «تجريب» رؤاهم واجتهاداتهم، في النهوض بأمة العرب، وكانت الحصيلة لا تسر، فقد فشل كل هؤلاء في أن يكونوا على سوية قريبة ممن بدؤوا نهضتهم بالتزامن، ونستحضر هنا تجارب عدة مثل: اليابان والهند، ودول النمور الآسيوية، وسواها، ممن استطاع ابتداء من حقبة الاستقلالات العربية ان يحققوا ما عجز عنه العرب، الذين سجلوا سلاسل متوالية من فصول الفشل، حتى جاءت حقبة الربيع العربي، وهو ربيع فعلي رغما عن كل ما قيل وما سيقال عنه لسبب بسيط جدا، فهو الذي أعاد الثقة للمواطن البسيط، وعلمه انه بوسعه أن يكون ذا تأثير في صناعة مستقبله، دافنا إلى الأبد جملة من المقولات الانهزامية، مثل: وأنا مالي، وشو ممكن اعمل، وحط راسك بين الروس وقل يا قطاع الروس، وامش الحيط الحيط وقل يا رب الستر، وغيرها من الأوهام، وجاءت حقبة الربيع بالإسلاميين في غير موقع، وبدأ ما يشبه الفصل الجديد من التاريخ العربي، وقد قيل: جربتم كل ألوان الطيف السياسي، فلم لا تجربوا الإسلاميين، وفي هذا قدر كبير من المعقولية، رغم المخاوف الكامنة في نفوس الكثيرين من بعض العقليات التي تحكم التيار الإسلامي، وثمة فئة أو اكثر لم تقف على الحياد، فأشرعت مدافعها قصفا ومقاومة لرجالات هذا التيار، وحاولت بكل السبل، ولم تزل/ النيل من التجربة الجديدة وإفشالها، وتحالفت مع شياطين الأرض لإجهاض التجربة حتى قبل أن تبدأ، وهذا أمر طبيعي، فلم تكن طريق الأنبياء والرسل والمصلحين معبدة بالورود، فكيف برجال سياسة وحكم، يحملون رؤية إسلامية، ولهم اجتهاداتهم المثيرة للجدل أحيانا، إن لم يكن في غالب الأحيان؟
في المحصلة، تبوأ إسلاميون سدة الحكم في غير بلد عربي، وبدأوا بإنزال رؤاهم النظرية في الحكم التي وعدوا بها الشعوب منذ عقود، على أرض الواقع، فكانت النتيجة أو على الأقل مؤشراتها الأولى كارثية، إن لم نكن أنها غير موفقة، دون النظر طبعا إلى أي معيقات، مصطنعة أو طبيعية، وقفت في طريقهم؛ لأن من يتصدى لحمل ملف الحكم، عليه أن يعرف حجم العقبات التي ستعترضه، وبالتالي يفترض ان لديه الخطط لمواجهتها، أما أخوتنا في التيار الإسلامي، وتحديدا الإخوان المسلمين، فبدا أنهم أتقنوا لعب دور «المعارضة» جيدا طيلة سنين خلت، حتى إذا انتقلوا إلى كرسي الحكم، بدا عليهم الارتباك والاضطراب والخوف، فضلا عن عدم قدرتهم على استيعاب الآخرين والعمل معهم، واستمالة واستيعاب الخصوم، حيث ظل هؤلاء في نظر الإسلاميين مناقضين للتنظيم، ولم يدركوا أنهم شركاء في الوطن!
لن نتسرع الآن ونقول اننا بدأنا نعيش مرحلة «ما بعد الإسلاميين» لأن ثمة متسعا من الوقت لتدارك الأخطاء الفاحشة التي وقع بها الإسلاميون، وإن بدا أن فرصة التغيير تضيق اكثر فأكثر، الإسلاميون الآن بحاجة لخطوات ثورية لإعادة الألق للتجربة الجديدة، وإنقاذ المشروع النهضوي الإسلامي، الذي تعلقت به قلوب الملايين، من مسلمين وإسلاميين وغيرهما، علما بأن ثمن فشل تجربتهم باهظ جدا، فقد قالها لي مسيحي عربي يساري علق آمالا كبيرة على نجاح التجربة: إن لم ينجح هؤلاء بعد طول انتظار، فما البديل؟
واليوم/ ونحن نشهد مرور مصر، أم الدنيا، بأخطر مرحلة في حياة ثورتها، اشعر بخوف شديد على هذه التجربة، ليس من أجل مصر فقط، بل من اجل هذه الأمة، التي طال وقوفها على عتبة التاريخ! (الدستور)
طيلة العقد الماضي تقريبا، أو ربما يزيد، كنا نقول إن تيارات اليسار العربي والقوميين، والقوى المحافظة، والمتلونين، وحتى المتحولين، ومن لا يُعرف تصنيفهم، أخذوا فرصتهم في «تجريب» رؤاهم واجتهاداتهم، في النهوض بأمة العرب، وكانت الحصيلة لا تسر، فقد فشل كل هؤلاء في أن يكونوا على سوية قريبة ممن بدؤوا نهضتهم بالتزامن، ونستحضر هنا تجارب عدة مثل: اليابان والهند، ودول النمور الآسيوية، وسواها، ممن استطاع ابتداء من حقبة الاستقلالات العربية ان يحققوا ما عجز عنه العرب، الذين سجلوا سلاسل متوالية من فصول الفشل، حتى جاءت حقبة الربيع العربي، وهو ربيع فعلي رغما عن كل ما قيل وما سيقال عنه لسبب بسيط جدا، فهو الذي أعاد الثقة للمواطن البسيط، وعلمه انه بوسعه أن يكون ذا تأثير في صناعة مستقبله، دافنا إلى الأبد جملة من المقولات الانهزامية، مثل: وأنا مالي، وشو ممكن اعمل، وحط راسك بين الروس وقل يا قطاع الروس، وامش الحيط الحيط وقل يا رب الستر، وغيرها من الأوهام، وجاءت حقبة الربيع بالإسلاميين في غير موقع، وبدأ ما يشبه الفصل الجديد من التاريخ العربي، وقد قيل: جربتم كل ألوان الطيف السياسي، فلم لا تجربوا الإسلاميين، وفي هذا قدر كبير من المعقولية، رغم المخاوف الكامنة في نفوس الكثيرين من بعض العقليات التي تحكم التيار الإسلامي، وثمة فئة أو اكثر لم تقف على الحياد، فأشرعت مدافعها قصفا ومقاومة لرجالات هذا التيار، وحاولت بكل السبل، ولم تزل/ النيل من التجربة الجديدة وإفشالها، وتحالفت مع شياطين الأرض لإجهاض التجربة حتى قبل أن تبدأ، وهذا أمر طبيعي، فلم تكن طريق الأنبياء والرسل والمصلحين معبدة بالورود، فكيف برجال سياسة وحكم، يحملون رؤية إسلامية، ولهم اجتهاداتهم المثيرة للجدل أحيانا، إن لم يكن في غالب الأحيان؟
في المحصلة، تبوأ إسلاميون سدة الحكم في غير بلد عربي، وبدأوا بإنزال رؤاهم النظرية في الحكم التي وعدوا بها الشعوب منذ عقود، على أرض الواقع، فكانت النتيجة أو على الأقل مؤشراتها الأولى كارثية، إن لم نكن أنها غير موفقة، دون النظر طبعا إلى أي معيقات، مصطنعة أو طبيعية، وقفت في طريقهم؛ لأن من يتصدى لحمل ملف الحكم، عليه أن يعرف حجم العقبات التي ستعترضه، وبالتالي يفترض ان لديه الخطط لمواجهتها، أما أخوتنا في التيار الإسلامي، وتحديدا الإخوان المسلمين، فبدا أنهم أتقنوا لعب دور «المعارضة» جيدا طيلة سنين خلت، حتى إذا انتقلوا إلى كرسي الحكم، بدا عليهم الارتباك والاضطراب والخوف، فضلا عن عدم قدرتهم على استيعاب الآخرين والعمل معهم، واستمالة واستيعاب الخصوم، حيث ظل هؤلاء في نظر الإسلاميين مناقضين للتنظيم، ولم يدركوا أنهم شركاء في الوطن!
لن نتسرع الآن ونقول اننا بدأنا نعيش مرحلة «ما بعد الإسلاميين» لأن ثمة متسعا من الوقت لتدارك الأخطاء الفاحشة التي وقع بها الإسلاميون، وإن بدا أن فرصة التغيير تضيق اكثر فأكثر، الإسلاميون الآن بحاجة لخطوات ثورية لإعادة الألق للتجربة الجديدة، وإنقاذ المشروع النهضوي الإسلامي، الذي تعلقت به قلوب الملايين، من مسلمين وإسلاميين وغيرهما، علما بأن ثمن فشل تجربتهم باهظ جدا، فقد قالها لي مسيحي عربي يساري علق آمالا كبيرة على نجاح التجربة: إن لم ينجح هؤلاء بعد طول انتظار، فما البديل؟
واليوم/ ونحن نشهد مرور مصر، أم الدنيا، بأخطر مرحلة في حياة ثورتها، اشعر بخوف شديد على هذه التجربة، ليس من أجل مصر فقط، بل من اجل هذه الأمة، التي طال وقوفها على عتبة التاريخ! (الدستور)