لا خير فينا إن لم نقلها ولا خير فيكم إن لم تسمعوها
العميد م ممدوح سليمان العامري
جو 24 :
قلتها سابقاً و أعيدها مرة أخرى أنه عندما أكتب عن موضوع أو ظاهرة ما، إنما أكتب بدافع وطني لاستنهاض الجميع و التأشير إلى مواضع الخلل وبعض التجاوزات التي تحصل بين الفينة والاخرى خدمة للوطن والمواطن.
وحينما أشير إلى الاخطاء أو مواطن الخلل، إنما أفعل ذلك بقصد مساعدة متخذ القرار وصانع السياسات على اتخاذ القرار الصحيح وتصويب الاخطاء وليس بقصد التشويه والاساءة لا سمح الله، ولكن الملاحظ أن المسؤولين صغارا وكبارا لا يكلفون أنفسهم عناء الرد حتى وليس التصويب واصلاح الخلل، وهذا يتنافى مع توجيهات جلالة الملك عبدالله الثاني حفظه الله، الذي اكد في اكثر من مناسبة على أهمية الاعلام ودوره كرائد ونموذج ومثال مهم في الحرص على مصلحة الوطن والمواطنين.
على المسؤولين أن يعوا أن الإعلام بكافة وسائله التقليدية والحديثة ليس في عداء معهم، بل شريك يجمعه بهم هدف واحد وهو مصلحة الوطن والمواطنين، لذا على الحكومة العمل جاهدة لإعادة الثقة مع الشعب وهذه أولوية لا تحتمل أي تاخير، إعادة الثقة تتطلب الكثير من الجهد ومعرفة السبب ووضع الحلول المناسبة لها والعدالة أولها.
وفي هذا المجال نطالب الحكومة والجهات المعنية بالشفافية و الحزم في الأمور التي لها علاقة مباشرة بالمصلحة العامة، فسيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم قالها قبل أكثر من ١٤٠٠ عام "كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته" في توجيه دقيق وعميق لمعنى المسؤولية والعمل، فوعاها وعقل معناها ومغزاها الخليفة العادل عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، فقال: "لا خير فيكم إن لم تقولوها، ولا خير فينا إن لم نسمعها"، داعياً الرعية أن يكونوا عين الرقيب على عطاء الولاة والعاملين، يجهرون بالحق حينما يرون خطأً أو تقاعساً أو انحرافاً.
لا خير فينا إن لم نقلها، ولا خير فيكم إن لم تسمعوها.
مدير التوجيه المعنوي / الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة الاردنية - الجيش العربي سابقاً