يا نجمة الصبح
امنحيني هدأة الروح.. وهداية الدروب.. أو، على سبيل المثال: هدأة الدروب.. وهداية الروح.. امنحيني لو تكرمت يقيني.. فيقيني بالله يقيني.. يا نجمة الصبح كيف حال الأحبة في شوارع الزمان؟ وكيف صاروا بعدما غابوا وغبنا عن مداعبات أحلامهم في الصباح الأخير؟
يا نجمة الصبح هل في مصر أنت؟ أم لعلك يا نجمة الليلك في طريق عيتيت حيث المغنية تغني: «على طريق عيتيت يمّي قطعو صلاتي/ واحد حبيب الروح يمّي واحد حياتي/ ودّعوني وراحو يمّي صوب النبطية/ وقالو شو هم نموت يمّي وتبقى القضية/ ويا ريت عيني نهر يمي وشرّبن منو/ ويا ريت جسمي جسر يمي وقطّعن عنّو/ وما بين أنصار وعتليت يمّي كتبتّلك أشواقي/ بترابات الجنوب يمّي أنا ورفاقي/ ونحنا شفنا العذاب يمّي ودقنا حلاتو/ ويللي نسي أرضو يمّي يعدم حياتو/ وعلى طريق عيتيت يمّي قطعو صلاتي/ واحد حبيب الروح يمّي واحد حياتي». يا نجمة الصبح تعالي انهضي وارفعي عنا ملاءات الكسل.. وقولي للبلاد وأهلها قوموا وشدّوا الحيل.. أو كما قال الشاعر أحمد فؤاد نجم وغنى الشيخ إمام: «يا مصر قومي وشدي الحيل كل اللي تتمنيه عندي/ لا القهر يطويني ولا الليل آمان آمان آمان بيرم أفندي/ رافعين جباه حرة شريفة باسطين أيادي تأدي الفرض/ ناقصين مؤذن وخليفة.. ونور ما بين السما والأرض/ يا مصر عودي زي زمان ندهة من الجامعة وحلوان/ يا مصر عودي زي زمان.. تعصي العدو وتعاندي/ آمان آمان بيرم أفندي/ يا مصر». فيا نجمة الصبح كم تبقى كي يرى اليقين معناه ويجري في مياه هداه؟ وإلى أي بوصلة ينساق الناس ويحلمون ويهتفون ويرابطون هناك في الميادين؟ يا نجمة الصبح هل ذقت مياه النيل؟ وهل أكلت (الكوشري) وأطلقت لحناجر إرادتك المواويل؟؟ كأنك نصف الطريق إليك..؟ أسأل مجسات روحي: كم بقي للصوت كي ينفجر ثورة؟ وكيف يمكن أن نرسم خطوطها وخرائط طريقها؟ يا نجمة الصبح جاء العاشق فيما العاشقة رابضة هناك عند قارعة الأمل.. جاء بلا مراسم ولا نياشين.. حمل البحر (بحر النيل) ومضى إلى غير واحة ويابسة وجيل.. يا نجمة الصبح هل تغتسلين كل بارقة ضوء بماء القناديل أم تتعفرين بتراب حصاتك النائمة؟ فكيف لو عرفوك.. وكيف لو أسروك؟ وكيف لو أحاطوك بما تعرضوا له من ظلم ونسيان؟ «في البر لما شفتهم في البحر لاموني» هكذا يحصون أيامهم.. وهكذا يظل السؤال هو السؤال: عندما تركب الدنيا بحر الكلام.. وعندما لا شيء.. لا شيء فوق بساط الأرض سوى نجمة الصبح وحنجرة الهيام..؟
(الراي)