حول الامتحان التكميلي
د. فاخر دعاس
جو 24 :
في العام الماضي، قامت وزارة التربية بعقد الامتحان التكميلي بعد أربعة أيام فقط من إعلان نتائج التوجيهي، الأمر الذي أدى إلى عدم تحقيق الامتحان التكميلي الهدف المرجو منه، وهو إتاحة فرصة إضافية للطلبة "غير المكملين لشروط النجاح" كون الوزارة قد قامت بتطبيق الدورة الواحدة حينها. وقد أظهرت نتائج الامتحان التكميلي فشل السواد الأعظم من المتقدمين للامتحان التكميلي من "غير المكملين لشروط النجاح"، من تحقيق علامة النجاح، ما أثبت ما طرحته #ذبحتونا من مخاوف حول توقيت عقد الامتحان التكميلي.
هذا العام، وزارة التربية قررت عدم تكرار خطأ عقد الامتحان التكميلي مباشرة بعد امتحان الدورة العادية، إلا أنها بالغت في تأخير عقده، رافضة مطالبات الطلبة بعقده قبل بدءالعام الجامعي، كي يتسنى للطلبة الالتحاق بالقبول الموحد والفصل الدراسي الأول.
إصرار الوزارة هو أمر متوقع، فلكم أن تتخيلوا لو أن وزارة التربية قررت عقد الامتحان التكميلي في آخر شهر آب أو بداية شهر أيلول، وهو الأمر الأكثر منطقية، كون الطلبة يصبح لديهم الوقت الكافي لدراسة المواد -ما يقارب الأسبوعين من إعلان النتائج-، إضافة إلى الفرصة للتقدم للقبول الجامعي.
لكن، ولعلم الوزارة بالأعداد الضخمة وغير المسبوقة للمعدلات المرتفعة للطلبة في الدورة العادية، وتجنبًا لمزيد من الارتفاع في هذه الأعداد، بعد ظهور نتائج الامتحان التكميلي، كون جزء كبير من الطلبة يقومون بالتقدم للامتحان التكميلي لغايات رفع المعدل، وكي لا تصبح المأساة أكثر سوءًا على صعيد القبول الجامعي، فإن الوزارة آثرت -بل وأصرت- على أن يكون موعد الامتحان التكميلي يتعارض مع قدرة الطلبة على الالتحاق بالقبول الجامعي والفصل الدراسي الأول.