لماذا تخفون فرحتكم ؟
لم ينجح بعض كتاب الاعمدة في اخفاء سعادتهم بالانقلاب العسكري الذي اطاح بالرئيس المصري محمد مرسي . محاولاتهم لاخفاء هذه الفرحة ووضعها بقالب تنظيري تحليلي فشلت تماما ، لان مواطننا بات يقرأ مقالاتهم دون حجاب من الانطباعات المسبقة والقيمية المبنية على معرفة وتجارب سابقة انقلبوا عليها ، فاصبح اليوم يطالعهم برؤية اوضح ومعرفة ادق لدوافعهم الحقيقية .
الكاتب فهد الخيطان كتب يوم الاثنين ٢٠١٣/٧/٨ مقالا في صحيفة الغد اعتبر فيه ان محرك الثورة المصرية اقتصادي فقط وان السلطة والشرعية ليست في وارد اذهان المحتجين في الميادين وان الحريات الاعلامية وجدل الفضائيات لم يكن حاضرا ايضا !
الخيطان حمل الرئيس مرسي وبطريقة غير مباشرة مسؤولية عدم تصديه - بهذا الوقت القصير- لارتفاع نسب الامية وازدياد اعداد الفقراء ووجود نصف مليون طفل في الشوارع وتراجع مستوى الخدمات ونقص السلع الاساسية وتراجع حجم الاستثمارات الاجنبية وعدم النجاح في منح الناس الامل في التغيير !
وهنا لا بد ان نعيد للاذهان ان هذه الرؤية - ورغم تسطيحها للحالة والمشهد المصري - الا انها تتقاطع تماما مع الرأي الرسمي الاردني الذي ظل يعتقد ان دوافع الهبة الشعبية والحراكات في الاردن هي اقتصادية فقط . الموقف الرسمي لم يعترف ان هناك ازمة سياسية في بلادنا مرتبطة بالدستور وقوانين الانتخاب والاحزاب والمطبوعات..الخ .منكرين تماما ان للناس مطالبات لها طابع سياسي متعلق بتحقيق العدالة والحرية وتكافؤ الفرص وعودة السلطة للشعب .
الغبي كما قال جورج واشنطن هو من يظن انه يستطيع إن يخدع كل الناس كل الوقت.
