لقاء تحاوري مع طلبة جامعة جرش حول " الميثاق الاجتماعي العربي"
نظمت عمادة شؤون الطلبة في جامعة جرش بالتعاون منتدى الفكر العربيّ وجائزة الحسن للشباب الّلقاء الشّبابيّ الثّاني للحوار حول "الميثاق الاجتماعيّ العربيّ" ومشاركة الشباب في نهضة المجتمع ورحب الدكتور احمد الهزايمة بالمتحدثين والحضور مثمناً دور منتدى الفكر العربي وجائزة الحسن للشباب في توعية الأجيال القادمة من الشباب حول الميثاق الاجتماعي العربي وذلك لبناء مستقبل مبني على أسس توجيهية تحدد معالم السياسات العامة في مختلف المجالات.
بعدها تحدث الدّكتور الصادق الفقيه الأمين العام للمنتدى عن" قراءة في فلسفة الميثاق" وأوضح أن فلسفة الميثاق العربي هي مبادرة دستورية من الأمير الحسن بن طلال هدفها وضع مبادرة لدستور نموذجي تهتدي فيه البلاد العربية من وحي دساتيرها، وقال انطلق منتدى الفكر العربي مع البدايات الأولى للثورات العربية كجزء من منظور شامل تضمنه المشروع العربي الحضاري الذي اعتمدته الهيئة العامة للمنتدى كخطة عمل لخمس سنوات وتولد عن قناعة مشتركة بان هذا الميثاق يمكن أن يكون له صدى كبير إذا تضمن القضايا الكبرى للمجتمعات العربية شريطة إمكانية تحققه في ارض الواقع بتراضي أطراف المعادلة الاجتماعية والثقافية والسياسية والاقتصادية العربية وإذا فسر بشكل وفهم على نحو أفضل واستوعب على نحو أتم واستدرك حكمة إدارة التنوع والتعدد واستوعب حقائق الاختلاف وبالتالي سمح لمضامينه المساهمة في بناء مجتمعات عربية أكثر ديمقراطية وإنسانية.
وتناول الدكتور الفقيه مواضيع متعددة أهمها الحاجة إلى الميثاق والإطار المرجعي العام والدستور الاجتماعي وتلازم الحرية والعدالة والمغزى والدلالات، الدّكتور محمود السرحان مدير عام مَرْكز القرية الكونيّة تناول " رؤية الميثاق وأهدافه" وأشار إلى ضرورة التركيز على الشباب الذين يمثلون خمس المجتمع العربي أي ما يعادل 20% ضمن الفئة العمرية من 15- 25 سنه المتعارف عليها عالمياً وفق المفهوم البيولوجي وان ما نسبته 66% من مجموع سكان الوطن العربي هم ما فوق 30 عام مما يعطي انطباع أن إجمالي المجتمع عربي هو مجتمع فتي ومن يكسب هذا القطاع سيكسب مستقبلاً مشرقاً لأبنائه .
وتناول الدكتور السرحان أهداف الميثاق ولخصها بمجموعة من الأهداف أولها الاعتراف بسيادة مفهوم المواطنة المتكافئة ومفهوم التعددية السياسة والثقافية والاجتماعية بما يضمن القضاء على مسببات الفتن، والإقرار بتفاوت الدول العربية في ما بينها من حيث ظروف التكوين وأنظمة الحكم والثروات والإمكانات، وبناء هوية جامعة للامه رغم التفاوت بين الأقطار العربية، وان الوصول إلى السلم الاجتماعي بين مختلف مكونات المجتمع مرهون بتنمية اقتصادية شامله مستدامة، وان التعليم واكتساب المعارف العلمية والتكنولوجية وإدراك التداخل بين مكونات المعرفة الإنسانية هي حجر الزاوية في بناء مشروع النهضة العربية وأخرها أن البعد الاجتماعي هو أكثر الأبعاد في المشروع الحضاري العربي أهمية واعتباراً ولا يمكن للمشرع العربي أن ينهض إلا إذا اقترنت المعطيات السياسية بالمعطيات الاجتماعية والاقتصادية.
الدّكتورة جودي بطاينة الأستاذ المشارك في جامعة جرش تحدثت حول "المرتكزات العامة للميثاق" وقالت من المعروف أن تعيد الأمم والشعوب وحكوماتها بخاصة النظر في خططها وبرامجها بين حقبة وأخرى لتواكب التطور العلمي والتقني المتسارع ، وأضافت فليس بدعاً ولا غريباً أن نحاول النظر في خططنا لنؤشر ما يحتاج إلى تبديل أو تعديل خاصة في زمن كثرت فيه المذاهب واشتد الصراع بين زعمائها، والأمة في مأزق، وكلما نبتت لها شجرة ثقافية وتوحدها، اقتلعها الاستعمار، وأكدت، وإقراراً بان المستقبل ينطوي على تحديات جسام فلا بد أن تنهض الأمة لمواجهتها وتحويلها إلى فرص لتحقيق مجتمعات الحرية والمساواة والمشاركة والعدالة وسيادة القانون وبناء أنظمة سياسية راسخة يشارك فيها جميع الإفراد نساءً ورجالاً دون تمييز .
وأشارت الدكتورة البطاينة إلى ما تعانيه المرأة من إنكار واضح لحقوقها ودورها وتخضع للتهميش والتمييز في ضوء التقدم الذي حققته قضية المرأة في العالم وأهمية الدور الفعال الذي اضطلعت به المرأة العربية أبان العقود الأخيرة وحرصاً على حشد سائر قوى المجتمع لانجاز أهداف مسرة النهضة.
وقد أدار اللقاء سمر كلداني مديرة جائزة الحسن للشباب .