إبراهيم الجراح وأحمد الدقامسة!
حلمي الأسمر
جو 24 : عرضت عائلة الشرطي العريف ابراهيم الجراح الذي قتل أثناء مرافقته لوفد اسرائيلي في إحدى برك الموجب وبظروف غامضة على الحكومة التنازل عن قضية ابنهم مقابل الافراج عن الاسرى الاردنيين في السجون الاسرائيلية، طبعا هذا الامر دفع الخارجية لرفض استقبال ذوي الجراح، وطردهم من على باب الوزارة! النائب خليل عطية نشر على صفحته على الفيس بوك أن عائلة الجراح وكّلته بالتواصل مع الحكومة لطرح فكرة التنازل مقابل الافراج عن الاسرى، وقال إن الحكومة قد عرضت عليهم في وقت سابق مبلغ 30 الف دينار مقابل إسقاط القضية لكنهم رفضوا.
إبراهيم، ابن السادسة العشرين عاما، هو أحد مرتبات الشرطة السياحية قضى في ظروف غامضة ومحزنة أثناء قيامه بمهمة رسمية لمرافقة وفد سياحي إسرائيلي في منطقة الزارة . ولم يستطيع أحد تزويد أهله بأجوبة حول ظروف وفاته، فقد عثر على جثة إبراهيم في منطقة مياه الزارة وهو واقف في الماء ومرتد لكامل زيه العسكري، الوفد الإسرائيلي الذي كان يرافقه المرحوم إبراهيم كان يزور منطقة محظورة على السائحين وكان لدى هذا الوفد خارطة يهتدي بها . للغرابة لم يكن مع ابراهيم لا هاتفه النقال ولا أمتعته، فقد كانت جميعها في الباص الذي أقل الوفد علما بأن المنطقة موحشة ومن الصعب الوصول اليها. الوفد الإسرائيلي غادر الموقع دون أدنى اهتمام باختفاء إبراهيم وعندما حضر اهله وتعاون أحد غطاسي الأمن العام في البحث عن جثة ابراهيم وجدوها في وضع محزن، وتم التواصل مع الجهات المعنية لتحريك طائرة لنقل الجثمان حيث لم يكن بالإمكان وصول أي واسطة نقل الى مكان الجثة ولكن لم يستجب أحد علما بأنه يتم استخدام هذه الطائرات لنقل المصابين بأي حادث سير ومن ضمنهم مصابون إسرائيليون أو أجانب في حين أن إبراهيم كان يؤدي مهمة رسمية. أكثر من خمس ساعات استغرق نقل الجثمان على اكتاف أهله وأقاربه وبعض عناصر الأمن العام . تم رفع شكوى بدعوى القتل بحق الوفد الإسرائيلي للحيلولة دون مغادرته البلاد من أجل التحقيق معه ليتم إيقافهم مدة ساعة واحدة وتزويدهم بالطعام والمشروبات التي يحبون، وتم السماح لهم بالمغادرة على وجه السرعة من خلال المعبر الشمالي وهو ليس ذات المعبر الذي دخل منه الوفد . تشريح جثة ابراهيم بين بأن قلبه متعفن وكذلك دمه لبقائه لعدة ساعات في مياه كبريتية ساخنة، كما أشار فحص الجثة الى وجود عدة كدمات وفي مناطق مختلفة من جسم الفقيد.أم إبراهيم وإخوانه وأهله من بلدة المزار الشمالي المنكوبة يتساءلون عن أسباب وفاة ابنهم ابراهيم وكيف قضى؟ وهل مات مقتولا قتلا عمدا ولماذا؟ ولماذا تم التسريع بخروج الوفد الإسرائيلي ومغادرته البلاد؟ ولماذا لم يتم احترام هذا المواطن الأردني واتخاذ الإجراءات المناسبة لنقله واستكمال التحقيق المستقل بظروف وفاته الغامضة والمثيرة للشك والاستفهام؟
التعامل الرسمي مع القضية اتسم باللفلفة، والتستر على القتلة، نستذكر هنا هذا الموقف حينما قتل احمد الدقامسة الجندي الذي ثأر لكرامته بضع فتيات مائعات يهوديات، الدولة كلها استنفرت حينذاك للاعتذار لأسرائيل، هل دم ابراهيم اقل «جودة» من دم أولئك الفتيات؟ لماذا يتعامل بعض الرسميين بمثل هذا الاستهتار مع حقوق الاردنيين؟ أين مثلا ملف اعتداء حرس السفارة العراقية على مواطنين أردنيين؟ لم تمت لفلفته هو ايضا؟
هذه دعوة صريحة، ليس اقل من إطلاق سراح الدقامسة، مقابل الجريمة التي ارتكبها السياح الصهاينة بحق المواطن إبراهيم الجراح، إن كان ثمة من يؤمن بهذا الأمر نواب ووزراء ومواطنون، فليُسمعونا صوتهم!
(الدستور)
hilmias@gmail.com
إبراهيم، ابن السادسة العشرين عاما، هو أحد مرتبات الشرطة السياحية قضى في ظروف غامضة ومحزنة أثناء قيامه بمهمة رسمية لمرافقة وفد سياحي إسرائيلي في منطقة الزارة . ولم يستطيع أحد تزويد أهله بأجوبة حول ظروف وفاته، فقد عثر على جثة إبراهيم في منطقة مياه الزارة وهو واقف في الماء ومرتد لكامل زيه العسكري، الوفد الإسرائيلي الذي كان يرافقه المرحوم إبراهيم كان يزور منطقة محظورة على السائحين وكان لدى هذا الوفد خارطة يهتدي بها . للغرابة لم يكن مع ابراهيم لا هاتفه النقال ولا أمتعته، فقد كانت جميعها في الباص الذي أقل الوفد علما بأن المنطقة موحشة ومن الصعب الوصول اليها. الوفد الإسرائيلي غادر الموقع دون أدنى اهتمام باختفاء إبراهيم وعندما حضر اهله وتعاون أحد غطاسي الأمن العام في البحث عن جثة ابراهيم وجدوها في وضع محزن، وتم التواصل مع الجهات المعنية لتحريك طائرة لنقل الجثمان حيث لم يكن بالإمكان وصول أي واسطة نقل الى مكان الجثة ولكن لم يستجب أحد علما بأنه يتم استخدام هذه الطائرات لنقل المصابين بأي حادث سير ومن ضمنهم مصابون إسرائيليون أو أجانب في حين أن إبراهيم كان يؤدي مهمة رسمية. أكثر من خمس ساعات استغرق نقل الجثمان على اكتاف أهله وأقاربه وبعض عناصر الأمن العام . تم رفع شكوى بدعوى القتل بحق الوفد الإسرائيلي للحيلولة دون مغادرته البلاد من أجل التحقيق معه ليتم إيقافهم مدة ساعة واحدة وتزويدهم بالطعام والمشروبات التي يحبون، وتم السماح لهم بالمغادرة على وجه السرعة من خلال المعبر الشمالي وهو ليس ذات المعبر الذي دخل منه الوفد . تشريح جثة ابراهيم بين بأن قلبه متعفن وكذلك دمه لبقائه لعدة ساعات في مياه كبريتية ساخنة، كما أشار فحص الجثة الى وجود عدة كدمات وفي مناطق مختلفة من جسم الفقيد.أم إبراهيم وإخوانه وأهله من بلدة المزار الشمالي المنكوبة يتساءلون عن أسباب وفاة ابنهم ابراهيم وكيف قضى؟ وهل مات مقتولا قتلا عمدا ولماذا؟ ولماذا تم التسريع بخروج الوفد الإسرائيلي ومغادرته البلاد؟ ولماذا لم يتم احترام هذا المواطن الأردني واتخاذ الإجراءات المناسبة لنقله واستكمال التحقيق المستقل بظروف وفاته الغامضة والمثيرة للشك والاستفهام؟
التعامل الرسمي مع القضية اتسم باللفلفة، والتستر على القتلة، نستذكر هنا هذا الموقف حينما قتل احمد الدقامسة الجندي الذي ثأر لكرامته بضع فتيات مائعات يهوديات، الدولة كلها استنفرت حينذاك للاعتذار لأسرائيل، هل دم ابراهيم اقل «جودة» من دم أولئك الفتيات؟ لماذا يتعامل بعض الرسميين بمثل هذا الاستهتار مع حقوق الاردنيين؟ أين مثلا ملف اعتداء حرس السفارة العراقية على مواطنين أردنيين؟ لم تمت لفلفته هو ايضا؟
هذه دعوة صريحة، ليس اقل من إطلاق سراح الدقامسة، مقابل الجريمة التي ارتكبها السياح الصهاينة بحق المواطن إبراهيم الجراح، إن كان ثمة من يؤمن بهذا الأمر نواب ووزراء ومواطنون، فليُسمعونا صوتهم!
(الدستور)
hilmias@gmail.com