jo24_banner
jo24_banner

فأتبع رأسها الذنبا

شبلي حسن العجارمة
جو 24 :
 
 
يقول الشاعر اذينة اللخمي ;
قتلتَ عمراً وتستبقي يزيدَ لقد
رأَيتَ رأياً يجرُّ الويلَ والحربا
لا تقطعنْ ذنَبَ الأَفعى وترسلها
إِن كنتَ شهماً فأَتبعْ رأَسَها الذنبا
لا أحد ينکر جهود الزنود السمر والجباه العالية ,ومن أعتی صور النکران وأسوأ معاني الجحود أن نمر عن هذه النفرة الأردنية الشهمة التي تناغمت علی سمفونيةٍ واحدة سواء ٛالمواطن العادي أو المسٶول علی اختلاف درجات الموطنة ,وکأن هذه الأرض بحرُُ طهور يلفظ کل ما يدنس شواطٸ صحراٸه وسهوله وجباله ,فلا شك بذلت جهود وبطشت اليد التي کم تاق لرٶية بطشها أولٸك الذين کانوا ينامون بالرعب ويلتحفون الخوف علی أنفسهم وأعراضهم إذ يقتسم رزقهم فٸة لا تعرف القيم ولا تٶمن بالرحمة ولا تخشی في الباطل لومة لاٸم.
کل هذا وهل يکفي ?,لکن لنکن أکثر وعياً وأوسع إدراکاً ,ليکن فهمنا أوسع من مساحة حماستنا ,وليکن شعورنا أقل من مساحة شعرنا فوق رٶوسنا,فکما نعلم أن الحقاٸق المرة تفضي إلی أسٸلة ,وأن النتاٸج تحتکم لمعطيات منها ما هو واقع علی الأرض ومنها ما هو خلف أکمات الحوار وبين أودية الشك وروابي الفضول ,کيف ترعرعت هذه الفٸات الضالة ومن الذي أنشأها ?,وکيف حين حتم الموقف وأحرجنا الظرف کانت مواکر الزعران والبلطجية علی الخريطة الأمنية في غضون سويعات معدودة كانت أعداد لا بأس بها خلف قضبان العدالة ?.
هل تأخر الصوت ,وهل الصرخات قد تاهت مع الريح وبالأمس القريب قد وصلت مسامع المسٶول ?,هل کانت أٛذن المسٶول غاٸبة أو تغط في سباتٍ عميق مقصود ?,لکنها من.باب الأخذ بالأسباب والاحتکام للمتاح قد وصلت بعد حين ولو تأخرت فهي تبقی خير من أنها لم تصل !.
بالأٛمس انتشرت صور لرموز الرعب وبث الخوف والهلع في قلوب الشعب الوادع الأٓمن مع أشخاص وصلوا لخانة التشريع وصنع القرار ,تسيدوا المشهد واعتلوا منابر الخطب والشعارات الشعبوية الرنانة ,لکنهم باتوا رعاة لهذا الأيقونة من الرعب والبلطجة ,حماة للخطأ وکفلاء لأصحاب الاتجاه الشمال والمشي البطال,أباء روحيون لهذه الأسماء والرمزيات المتشرذمة.
منذ الأمس والشعب علی السوشال ميديا ينادي بنظرية شطف الدرج من العتبة الكبيرة العالية نزولاً للأسفل وليس العکس ,هٶلاء نزف لأنابيب متسلسلة بالتسرب ,المطلوب هو کسر الماسورة الكبيرة وتجفيف المستنقع الکبير حتی تذبل الأٛفرع وتقتل نفسها بنفسها وتجف .
الذنب لا يلغي سم الأفعی وفحيحها ,والجزء الصغير من الحکاية لا يکتب خاتمة القصة ولا ينهي فصولها دون عودة ,يجب اجتثاث جسد الأفعی وتقطيع أوصالها بدءاً ٛمن الرأس حتی خلع السن منالرأس مع سمها مرورا ببطنها الذيٕ يبتلع نتاج ثمن خوف الناس ورعبهم ,وانتهاءًٛ بالذنب الذي بدأتموه قبل الوصول لرٶوس الثعابين والأفاعي !.
الخوف لا يتجزأ مثلما منظومة الأمن لا فصول لها ,وسلاسل البلطجة لم تك صدفة ولا طارٸة بل هي ضمن کيان منظم ومبرمج له قانون خاص ربما أقوی سلطة أو أکثر مرونة وتطور من القانون المدني العام يعرف متی يبطش ومتی يحاکم الناس بالشارع , ويضرب ويجيد متی يصمت ويلوذ بالهرب !.
تابعو الأردن 24 على google news