jo24_banner
jo24_banner

لا شيء جديد يستحق الحديث ..على سبيل انتخابات المجلس النيابي التاسع عشر

د. ماجد الخواجا
جو 24 :


انتهى العرس النيابي الانتخابي المغلف بفيروس كوفيد – 19 ، عرسا مارسناه ضمن عمرنا الفعال منذ المجلس الحادي عشر الشهير والوحيد الذي احتفظت الذاكرة الشعبية باحترام له لم يتكرر لأي مجلس بعده. 
لم تخرج نتائج هذه الدورة عما يتداوله الناس من كونه مجلس الضرورة للدولة أكثر مما هو مجلسا للشعب.
سأتحدث في مقتطفات بعيداً عن التفصيل والتحليل للمفردات الواردة ، لقد اتسمت هذه الدورة بعدد من الخصائص نورد منها ما يأتي:

جرت الانتخابات تحت وقع وباء فيروس كورونا .

كان واضحا تماما التناقض في تحديد الغايات من الانتخابات، ما بين ضرورة اجراء الانتخابات، وبين الخشية من تفشي الوباء بين الناس.

تعتبر نسبة المقترعين في هذه الدورة من أقل النسب للدورات البرلمانية.

واظبت العاصمة وهي الأكثر عددا وسكانا في الاستحواذ على أقل نسب المشاركة في الانتخابات.

المال الأسود الانتخابي كان سيد المواقف في كثير من الدوائر الانتخابية، وظهر تطور في استخدام وسائل جديدة لهذا المال مع تطور وسائل الرقابة.

لم تصل أية امرأة إلا من خلال الكوتا المخصصة كمقاعد للنساء.مع غياب أسماء أصبح لديها خبرة في العمل النيابي.

هناك أسماء شبه خالدة واصلت استمرار وجودها النيابي منذ أكثر من ثلاثة عقود مثل عبد الكريم الدغمي ومجحم الصقور وخليل عطية وفواز الزعبي.

دورة خلت من الحزبيين تماما خاصة العريقين منهم.

ثمة تناقض رسمي عجيب يتمثل  في حظر جماعة الإخوان المسلمين من جهة، والسماح لها بالمشاركة في الانتخابات النيابية ضمن واجهة حزب جبهة العمل الاسلامي.

مجلس يخلو من مجموعة رجال أعمال ومقاولين، ويبدو أنهم خلفوا تلامذتهم كبديل لهم.

مجلس غير مشاكس غير حزبي غير اندفاعي من حيث غياب النواب الذين كانوا يصرخون ويجعجعون بلا أي طحن. لكن لا يعني ذلك من عدم إمكانية ظهور بديل لهم من الجدد.

دائرة الحيتان كما كانت تسمى وهي الدائرة الثالثة في العاصمة، أصبح الفوز في أحد مقاعدها كما هو الحال في الفوز بمقعد في مجلس قروي يكفي 200 صوت للنجاح.

عبد الله العكايلة ورلى الفرا وطارق خوري وخالد الفناطسة ومصطفى ياغي ومحمد الرياطي أسماء لمعت في الدورات الماضية ، وغابت عن هذه الدورة.

دفيعة المال الأسود الانتخابي معروف كل واحد منهم وبالاسم وللجميع، ومع ذلك أصبحوا الآن يحظون بلقب سعادة النائب.
مجلس وديع أليف مطاوع قابل لأية تسويات وأية تشريعات وأية سفرات و تنفيعات، والأمور طيبة في عقد الصفقات ولو كانت صفقة العمر وليس صفقة القرن.

هذه بعض مظاهر المجلس النيابي القادم، ولا يتوقع أن تكون بغير تلك الصورة، طالما استمر النظام الانتخابي المشوه، وطالما بقي الانتخاب شخصي وعشائري وجهوي، فلن نشاهد إلا مثل هذه المجالس التي تعبر عن حاجة الدولة للهيكل وليس للمحتوى النيابي. 
ولنا عودة.

 
تابعو الأردن 24 على google news