ما بعد الفرحة بانتهاء الحظر أما آن لنا أن نتلطف بأنفسنا وأهلنا ووطننا
نورالدين نديم
جو 24 :
إنّ حقيقة مرض كورونا وسرعة انتشاره وآثار ذلك سلباً على كل مرافق الحياة، أمرٌ لا يختلف عليه اثنان، خاصّة بعد أن صرنا نرى أصدقاءنا المقربين وأهلنا يصابون ومنهم من يمر منها برداً وسلاماً ومنهم من نفقده دون حول منا ولا قوة.
وعليه فإن المطلوب منا أن نتلطف بأنفسنا وأهلنا ووطننا فنلتزم بمتطلبات السلامة أخذاً بالأسباب، وأن لا نتهاون أو نستهتر.
لكن هذا التلطف يجب أن يخضع لسياسة الموازنة والمصالح المرسلة وفقه الواقع، بمراعاة ظروف الناس المعيشية وحالة الضنك والتوقف عن العمل، والتعليم المجزّء، وعجلة الإنتاج والاقتصاد.
باختصار نحن بحاجة لنظرة شمولية من المسؤول تبنى وفق خطة طويلة المدى برؤية منطقية وطنية واضحة وعمل تراكمي مؤسسي لا يقوم على الفزعة والشخصنة والقرارات اللحظيّة الآنيّة.
وبحاجة لتحملنا كمواطنين جانبنا من المسؤولية بالالتزام بالتباعد ووسائل السلامة العامة والخاصة، حتى نعبر مع قيادتنا بسفينة الوطن إلى شاطئ الأمان.
رفقاً بنا ولنتلطف في جلد ذاتنا فكورونا جائحة اجتاحت أكثر من 185 دولة من دول العالم، وعمّ شرّها على إقتصاد العالم أجمع، ومس مصالح الشعوب وأثر على حياتها في كل الجوانب : الاقتصادية، والسياسية، والاجتماعية، وكل مناشط الحياة، ولم تفرق بين غني وفقير، وقوي وضعيف، فأصابت آثارها السلبية البشرية جمعاء.
كورونا محنة نستطيع أن نحولها إلى منحة إن عززنا قيم التكافل الاجتماعي، وحس المسؤولية الوطنية، وأدركنا أن الإصلاح ومكافحة الفساد هو الطريق لاعادة بناء إقتصاد قوي واشراك الجميع في النهضة والبناء.
كورونا درس بليغ علمنا أننا كل على ثغرة من ثغور الوطن فلا يؤتى من قبلنا، فالطبيب والممرض والكادر الصحي، والمعلم والمؤسسة التعليمية، والجيش وأجهزتنا الأمنية، وجميع المؤسسات الوطنية وكوادرها، حكومية أو خاصة، كلنا شركاء وجب أن نتعاضد ونتوحد، وأن نحافظ على الوطن.
إن قبح الحظر وسلبياته مزعجة للجميع، فلنترفق ولنتلطف ببعضنا البعض بالتزامنا وحرصنا، ولنثبت حقيقة أننا على قدر المسؤولية في تطبيق كل أمر يخدم المصلحة العامة ويحافظ على الصحة العامة.
حفظ الله تعالى وطننا ومواطننا من كل سوء، وكفانا سبحانه شر كورونا وغيره من الأوبئة والأمراض، إنه ولي ذلك والقادر عليه.