jo24_banner
jo24_banner

حقوق المرأة ما بين العدل والمساواة

سارة مالك عبيدات
جو 24 :
لا شك أن أيدولوجية المجتمع هي التي تحدد حقوق وواجبات الأفراد ، ولا شك أيضا أن العلاقة ما بين الرجل والمرأة هي علاقة تشاركية ؛ تستند على بعضٍ من الأسس الفطرية والأخلاقية والشرعية التي عُرِفَت بها المجتمعات الشرقية , فقد حدد الإسلام للجنسين الحقوق والواجبات المترتبة على كلٍ منهما وقد وُجد أنه أفضل دستور يضمن الحياة الكريمة ويحفظ كامل حقوق الإنسان .

لا أنكر أنّ بعضَ المجتمعات العربية فشلت في تحقيق العدل بين الجنسين من عدة نواحي، وغالبًا ما يرجع السبب إلى الفهم المغلوط للأحكام الدينية أو التطرف الديني الذي ينص على التمسك ببعض الاحكام وترك باقي الاحكام ، مما أسهم في نشوء فكرة المساواة والمطالبة بها بدلًا من طلب العدل .

شاعَت كثيرًا في هذه الاونة فكرة المساواة بين الجنسين التي أنبتتها بعض الحركات والمنظمات الغربية و لا تنص على العدل وإنما تنص على تطبيق أيديولوجية المجتمعات الغربية المناسبة للفكر الغربي ، وهنا لا يصلح التقليد الأعمى ؛ لأن طبيعة الأفراد داخل المجتمع العربي مختلفة تمامًا عن باقي المجتمعات، وهذا الاختلاف هو الطبيعي وعليه وجدت البشرية.

من رأيي أن تطبيق العدل بيين الجنسين –الذي نصت عليه الشرائع الإلهية - هو الافضل لِفَضّ هذا النزاع الذي أصبح حديث الدول العربية حتى أنه وصل إلى مرحلة التطرف والحياد عن الطريق الصحيح في المطالبة بالعدل بين الجنسين وأدى هذا الأمر الى نزاع حقيقي ما بين الاطراف المطالبة بالعدل والاطراف المطالبة بالمساواة وتمت شيطنة كلا الطرفين من قبل بعضهما البعض بدلًا من إيجاد ارضية خصبة للحوار والتوصل إلى حلول تضمن حق المرأة وكانت الضحية المرأة الضعيفة والمعنفة فأصبح حقها مهمشًا و مهدورًا .

أما عن الأفكار العربية التي نشأت وترعرت في عصور الجهل و أَبَتِ الانقراض إلى يومنا ، هذا مثل الظلم المجتمعي الواقع على المرأة المطلقة، وحق الأجر للمرأة العاملة على أساس تكافؤ الفرص وليس على أساس الجنس، وجرائم الشرف التي تزايدت في الآونة الاخيرة ، والتي أفضل تسميتها بجرائم اللا-شرف ،ولكن من الغريب أن لا نرى رجال دين يخاطبون المجتمع بخطر هذه الأفكار، التي تبث روح الفرقة، وتسمح بتدخل أطراف غريبة على المجتمع، وتؤدي الى زيادة المشكلة بدلًا من حلها، مع أن الأديان هي منبع الصلاح ، وهي من أكثر الجهات التي من الممكن أن تُحدث تغييرًا جذريًا في هذه الأفكار ومن الممكن أن تقضي عليها تمامًا.
تابعو الأردن 24 على google news