التعامي الارادي لقناة المملكة عن تغطية اعتقالات الصحفيين ، هل عصف المبتدأ بالخبر؟
جو 24 :
خاص - مرة أخرى، غابت قناة المملكة الممولة من جيوب الأردنيين عن تغطية حدث بارز تصدّر مواقع التواصل الاجتماعي على مدار يومي الخميس والجمعة، والحديث هنا عن خبر توقيف الزميل جمال حداد بقرار من مدعي عام محكمة أمن الدولة بعد مادة صحفية نشرها وطرح فيها تساؤلات عن لقاح كورونا.
اللافت أيضا، أن القناة غابت عن اعتصام الصحفيين أمام مبنى نقابتهم، وذلك رغم حضور العديد من وسائل الاعلام والقنوات التلفزيونية التي غطّت الحدث بكفاءة ومهنية، كما غابت المملكة عن رصد ونشر ردات الفعل التي جاءت من عدة نقابات مهنية وأحزاب ونواب وقوى شعبية على مدار الساعات الماضية.
الواقع أن غياب القناة التي استغلت الدعم الرسمي غير المحدود خلال جائحة كورونا لم ينعكس سلبا على القضية التي تشهد تفاعلا غير اعتيادي، بل وإنها تصدرت مواقع التواصل الاجتماعي خلال أقلّ من (15) من انطلاق العاصفة الالكترونية التي دعا إليها الزملاء الصحفيون، فالخاسر في هذه المعركة هو الغائب والصامت، وليس الزميل حداد ومهنة الصحافة وحرية التعبير والرأي التي تسعى الحكومات المتعاقبة لوأدها لولا تمسّك أصحاب المبدأ الحقيقي بشرف المهنة.
لا غرابة في غياب قناة الخدمة العامة عن الفعاليات التي شهدناها، فقد غيّبت قناة المملكة المبتدأ -وهو توقيف الزميل حداد- وغاب على أساسه خبر الاعتصام وما تبعه من اجراءات تصعيدية ضد توقيف الصحفيين، ولا غرابة في أنها ستتسابق خلال الساعات القادمة لنشر نبأ تكفيل الزميل حداد، معتقدة أن ذاكرة الأردنيين تنسى كلّ هذه الحقائق..
المتابع، يعلم أن هذه ليست المرة الأولى التي تغيب فيها قناة المملكة عن أحداث يتابعها ويترقب الأردنيون كلّ الأخبار المتعلقة عنها، ونشير هنا إلى أزمة المعلمين والحكومة والعديد من الملفات ذات الأهمية والأولوية في معظم الحالات..
نشر خبر واحد يتيم عن كل ما جرى من احداث وردود فعل على قضية حبس الزميل جمال حداد قبل خمسة دقائق من نشرنا لهذه المادة الصحفية ،هو بمثابة - رفع العتب - ، او ذر للرماد في العيون لا اكثر ولا اقل ، والا كيف نصنف هذا التقزيم لقضية شغلت الرأي العام كله طوال ال ٢٤ ساعة الماضية ، وما زالت من اكثر القضايا التي تحظى باهتمام الاردنيين ، وليس ادل على ذلك من كون هاشتاق #الحرية ـ لجمال ـ حداد و #لاـ لحبس ـالصحفيين ما زالتا تتصدران قائمة "الترندات" في الاردن.