السقوط الى أعلى
هاشم ابو عياش
اما البقية الذين مورست عليهم عمليات التظليل والتدجيل والتهويل ،فقد تصرفوا كعادتهم مثل الطيور الصغيرة والتي تملك الاحساس المسبق بالعاصفة ونأت بنفسها عن عبادة الطوطم المزعوم وامتطت صهوة نسمة الريح الموشحة بالنور ، تاركة النعيم المزعوم وسقطت الى اعلى ، ولا زالت تتمترس في حالة صمودها الابدي والمستحيل لمقاومة الهة الاكاذيب ورسل الترهيب ، بالرغم من انها فقدت المأوى والملاذ إلا انها اتخذت من فضاء الوطن الفسيح مكانا رحبا حيث يقطن الشرفاء ورسل النور وتوحدت لإنطلاقة اشتعالاتها تبدد الظلمة والظلم في طريقها وطريق من خذلوها على حد سواء وهذه مهمة الاحرار لا يهمهم من خالفهم او تخاذل عنهم .
فإلى الذين يريدون ان يكونوا جزء من قصة انتصار وانفجار ، الذين يريدون ان يكونوا بمرتبة الشرفاء ، عليهم ان يكونوا الى جانبهم والى صف النور ، عليهم ان يتجيشوا في معركة الحق والكرامة ولا يهنوا لأن من يهن يسهل عليه الهوان .
عليهم ان يتخلوا عن هواية الفرجة من شرفاتهم البعيدة والاستماع الى هواتفهم النقالة وان يكونوا جزء من المشهد الحقيقي وان يتنصروا لانفسهم ويتركون مكانهم المنخفض، واذا كان لا بد من السقوط عليهم ان يختاروا السقوط الى أعلى.