انتخابات مبكرة

جو 24 : خرج المئات في مسيرة مساء الثلاثاء، من مسجد إربد الكبير باتجاه دوار الشهيد وصفي التل للمطالبة بحل مجلس النواب ورحيل الحكومة وإجراء انتخابات نيابية مبكرة، وهذه خطوة جديدة يلجأ اليها الشارع الاردني بعد ان توصل الى نتيجة واضحة بأن ما يجري بين الحكومة ومجلس النواب هو فصل جديد من فصول "توم وجيري"، ففي نهاية الامر تنفذ الحكومة كل ما تريد بالرغم من الاساءات الشخصية لرئيس الحكومة على وجه التحديد، وهي اساءات يقبل بها الرئيس ما دام قادرا على تنفيذ ما يطلب منه من قبل مركز صنع القرار..

ومع ان العدد لم يتجاوز الالف، لكن للمرة الاولى يطالب النشطاء بانتخابات مبكرة وهذا حق لهم، حيث أن الشارع الاردني بقي -رغم الاستفزاز الرسمي- سلميا مركزا مطالبه على اصلاح النظام وليس تغييره، لهذا يشعر المشاركون في هذه المسيرات بالقوة وان مطالبهم تمثل رغبة قطاعات واسعة من الشعب الاردني، خاصة عندما نتذكر حقيقة ان ٦١٪ ممن يحق لهم التصويت رفضوا الذهاب للصناديق ولم ينتخب هذا المجلس الضعيف الا اقلية تم حشدها بطرق ربما غير قانونية في بعضها.

قد يكون المخرج المناسب للجميع ان يواجه المجلس مصير الحل بعد ان فشل في كل شيء، لكن قانون الانتخابات الحالي لا يسمح بانتاج مجلس نواب الا بنفس السوية المتردية المسؤولة عن تحويل البرلمان الى اداه طيعة بيد السلطة التنفيذية، فبالرغم من البطولات اللفظية لعدد من النواب، يتضح دائما ان ليس في جعبتهم غير الكلام.