خطوات التغذية الصحيَّة في رمضان
كثيرٌ من الصَّائمين يُحرمون من فوائد شهر رمضان الصحيَّة؛ عندما يسرفون في الأكل أثناء ليل رمضان، أو لا يتحركون أثناء نهار رمضان، ويقضون نهارهم في النَّوم؛ وذلك لأنَّ جسم الإنسان أثناء النَّوم لا يحتاج لطاقة كبيرة، فهو ليس بحاجة لأن يحرق المواد الغذائيَّة المخزونة فيه، وبالتَّالي يخسر أهم فائدة؛ وهي حرق وإذابة المواد السكريَّة والدهنيَّة والبروتينيَّة المخزونة في الجسم.
«سيدتي نت» اطلعت من مريم فايز القرا، أخصائيَّة التغذية العلاجيَّة بمستشفى الدكتور سليمان الحبيب التخصصي، على آلية التغذية الصحية السليمة في رمضان، وأهم العادات التي تنصح الصَّائم باتباعها:
1- بدء الإفطار تبعاً للسنَّة النبوية، وذلك بتناول ثلاث تمرات؛ لما في ذلك من فوائد عظيمة، فهي تمد جسم الصَّائم بالسكر الذي افتقده الجسم أثناء الصوم، وتبعث بإشارات للدماغ؛ ليتم استقبال الطَّعام التالي بشكل جيِّد، وبعد تناول التمر وكوب الماء يمكن للصَّائم أن يؤدِّي الصَّلاة، ثم يكمل الإفطار؛ حتى يتسنَّى للسكر الموجود في التمر الوصول للدِّماغ، ويتم إعطاؤه الإشارة المناسبة.
2- عند الجلوس إلى المائدة بعد الصلاة، يفضَّل تناول طبق الشوربة أولاً؛ لأنَّ الشوربة تعمل على تنبيه أعصاب المعدة، وبالتَّالي مساعدة الصَّائم على اختيار أنواع الطَّعام بشكل صحيّ دون الخلط بأنواع الطَّعام المختلفة.
3- بعد ذلك يمكن أخذ صحن السلطة، ثم البدء بأنواع الطعام الأخرى، وحينها تكون المعدة قد امتلأت بالشوربة والسلطة، ويساعد ذلك على اكتفاء الصائم بكميَّة محدودة وقليلة من باقي أنواع الطعام الموجودة، ويكون بذلك قد حصل على إفطار كامل وصحيّ وغذائيّ، ويجب أن يكون الطَّبق الرئيسيّ خالياً من الدهون، أو أن يحتوي على كميَّة قليلة جداً من الدهون.
4- ومن أهم الأمور الواجب مراعاتها هو تناول الطَّعام ببطء، وعدم الإسراع فيه، حيث تستغرق عمليَّة إبلاغ الدماغ بأنَّ المعدة امتلأت مدَّة 20 دقيقة، فإذا تناولت الطَّعام بسرعة فستشعر بالتخمة والكسل بعد الانتهاء من الإفطار.
5- يُنصح بتناول نوعين من الفاكهة ما بين الإفطار والسحور، بالإضافة إلى شرب كوبين من الحليب قليل الدسم، ويمكن تناول القليل من الحلويات، ولكن بعد مضي 4 ساعات على تناول الإفطار.
6- بالنِّسبة لوجبة السحور، يجب تأخير موعدها قبل أذان الفجر بأقل من ساعة، كما يجب أن تحتوي على النشويات (كالخبز) أو البروتينات (كالبقوليات) أو كليهما معاً، ويجب أن تكون وجبة كافية ومتوازنة؛ لأنَّها تمد الصَّائم باحتياجاته طيلة فترة الصيام؛ أي طيلة النَّهار، ويُنصح بشرب كميَّات كافية من المياه ما بين الإفطار والسحور؛ لإمداد الجسم بالسَّوائل أثناء النَّهار.
وأخيراً أضافت أنَّ شهر رمضان هو فرصة ربانيَّة لتغيير عاداتك الغذائيَّة غير الصحيحة، والالتزام بالعادات الغذائيَّة السَّليمة، كما أنَّه فرصة لراحة المعدة من تكدس الغذاء داخلها في الأيام التي لا يوجد بها صيام، فليكن رمضان فرصة لراحة جسدك، ولإعطائه حقّه الطبيعيّ من الغذاء المتوازن والسَّليم دون التبذير بأنواع لا تحصى على مائدة إفطارك أو مائدة سحورك؛ وذلك لنجني الفوائد والثِّمار العظيمة التي وُجد من أجلها هذا الشَّهر الكريم؛ شهر الرحمة والغفران.