لماذا هذا التهميش الرسمي لمؤسسة الاذاعة والتلفزيون الاردني ؟
جو 24 :
في المؤسسات التي تشتغل في مجال الصحافة والاعلام لا يجوز ان تزحف الادارة على التحرير او الانتاج البرامجي ابدا ، لا يجوز ان تكون الادارة احدى ادوات التعطيل والتأخير والتعقيد ، الاصل ان تكون الادارة في خدمة التحرير ،ان تكون مساندة ومحفزة للانتاج والابداع والتطوير ..
في مؤسسة الاذاعة والتلفزيون هناك اشكاليات عميقة لا نعرف لماذا يجري السكوت عليها ،ولماذا يتم التعامل معها بخفة و لا ابالية ،لماذا لا يلتفت صناع القرار لتفاصيل ما يجري هناك ويتركون الامور تسير على البركة ، دون رؤية واهداف وبرامج وخطط وجداول زمنية ،ومعايير قياس وتقييم ومراجعة؟ لماذا تترك الامور للصدفة؟! لماذا الصمت على هذا الاضعاف المنهج؟
الادارة الحالية لمؤسسة الاذاعة والتلفزيون تجتهد في حدود امكاناتها ، تعمل في اجواء رسمية غير مواتية وغير مكترثة وغير مهتمة ،وهناك محددات كثيرة لا مجال للبحث بها في هذه العجالة..
المهم ان هناك ثغرات تعيق العمل والانجاز من اهمها شغور العديد من المراكز القيادية في مؤسسة الاذاعة والتلفزيون وتركّز الصلاحيات في يد عدد قليل من المسؤولين، وهو ما يساهم في مركزية القرارات ودخول العوامل الشخصية والمزاجية في عملية اتخاذه ..
المواقع الشاغرة والتي يستحوذ عليها مسؤول واحد مثلا ، هي :مدير ادارة الموارد البشرية ،رئيس قسم شؤون موظفين
،مدير خدمات لوجستية وخدمات مساندة ، مدير الادارة المالية.. وكل هذه المراكز يديرها مدير مديرية الموارد البشرية .
وهناك شواغر اخرى ايضا :مدير التلفزيون ،مدير الاخبار ، علما بان هناك حاليا مدير اخبار بالوكالة .
مدير التلفزيون منصب فني مهم للغاية ، ولا يجوز ان يظل شاغرا ،وقد تعاقب على هذا الموقع اسماء كبيرة كان لها بصمات عظيمة في مسيرة التلفزيون والاعلام في بلادنا.
بقي ان نهمس في اذن الزميل محمد بلقر ،الذي نعرف ان لديه نية صادقة لتطوير هذا الصرح الاعلامي الوطني الهام ، وضع باب كهربائي ورقم سري لجناح الادارة العليا في التلفزيون ليس قرارا موفقا .. لم يغلق وصفي التل باب مكتبه في الاذاعة والتلفزيون كما لم يفعلها محمد امين ولا نصوح المجالي ولا ايمن الصفدي ولا احسان رمزي ولا ابراهيم شاهزادة ...اسمع لغير خاصتك ،وتحرك خارج دائرة معارفك ..
لرئيس مجلس الادارة الزميل غيث الطراونة نقول : انصرف لوضع الرؤية والسياسة التحريرية ، وهذا هو مجال خبرتك الطويلة في مهنة المتاعب . التطور هو تحدي وجودي ، ولا بد ان تشارك في هذه العملية قبل ان تضيع الفرصة تماما.