اهتمام باهت بالتعديل الوزاري.. ماذا سيكون في جعبة الخصاونة بعد اضاعة الفرصة ؟
جو 24 :
محرر الشؤون المحلية - مرَّ خبر، تقديم وزراء حكومة الدكتور بشر الخصاونة استقالاتهم تمهيدا لاجراء تعديل على الحكومة التي تشكلت قبل خمسة أشهر، مرور الكرام، وكأن العرس عند الجيران..
الاردنيون كلٌ يكابدُ ظروفه الصعبة يقاومُ مدَّ جشع الساسة الذي يجرفهم نحو هاوية الفقر والجوع والحاجة، حتى ان بعضهم -اولئك الواقفون، الثابتون، الرافضون لاعلان استسلامهم للامر الواقع- قد انكسر ظهرهم من هول ما واجهوا من متاعب ومنغصات، وانحنت رقابهم من عدد المرات التي اضطروا فيها طأطأة رؤوسهم للساسة ورأس المال...
الاردنيون الباحثون عن الكرامة ولقمة الخبز وفرصة العمل والحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية، وهم الغالبية العظمى من قاطني هذه الارض المبتلاة، لم يلقوا بالا لما يجري تداوله من انباء عن استقالات الوزراء و نية التعديل الحكومي.
لم تُحدث هذه الانباء أية جلبة، فالاهتمام بما يجري في الدوار الرابع وفي غيره من مواقع صناعة القرار يتراجع الى الحدود الدنيا، فما عاد الناس وبعد كل هذه التجارب المريرة وخيبات الأمل المتتابعة والكثيرة، والمخاضات اليسيرة والعسيرة، يراهنون على تحول يأتي بهذه الالية ومن تلك الطبقة السياسية.
ذلك التراجع الخطير في اهتمام الأردنيين له أسبابه المنطقية؛ الناس يعيشون اليوم في حالة يأس واحباط شديدين، ولا يعتقدون ان تعديلا وزاريا محدودا أو واسعا، سيحدث فرقا يذكر، هم يدركون ان المشكلة اكبر من ذلك بكثير، فلقد شبّوا عن الطوق، و كشفوا الطابق، فما عادت لعبة تدوير الكراسي وسيلة إلهاء ناجحة كما كان الامر عليه في سنوات سابقة، ولسان حال الناس يقول "الخلّ أخو الخردل".
من غير المعقول ان تتوقع من شعب منهك ومتعب ومحبط ان يهتم باسماء الذين يتسببون في معاناته او على الاقل يتجاهلونها تماما، اسماء والقاب اولئك الذين يثرون على حساب جوعه ،ويحققون مكانتهم وبرستيجهم على قرقعة انفته و كرامته المتهشمة ،اولئك الذين يطربون لسماع المديح والاطراء الذي يصم اذانهم بقصد او بدونه عن سماع انين المعذبين و المضطهدين ومطالب المظلومين ..
المواطنون يعرفون جيدا ان "السيستم" لن يختار الا اولئك الذين تركب مسنناتُهم على مسنناته، او تلك الشخصيات القابلة للتشكل كما يريدون، وبهذا المعنى فان شيئا لن يختلف وان تحولا عظيما وايجابيا لن يكون له ادنى فرصة، فلم الجلبة اذا؟!!
اللافت أن محاولات وسائل الاعلام التركيز على ملفّ التعديل الوزاري والنفخ فيه، لم تنجح في جذب انتباه الناس على الإطلاق، فالقناعة الراسخة أن التعديل لن يُحدث أي تغيير ايجابي في حياتهم، لقد فقدوا الامل بهذه العملية، و الغالبية العظمى تنتظر معجزة تحدث علها تأخذ بأيدي الناس وتوصل افضلهم الى السلطة.
الواقع أننا نعيش أزمة ادارة عميقة، وأزمة ثقة متجذّرة، ومشكلة الناس مع النهج العابر للحكومات وليس مع اولئك الذين يتقلدون السلطات. مشكلتنا مع الاملاءات و السياسات التي تفرض على الحكومات، مشكلتنا مع الية اختيار الاسماء ،وعدم وجود اسس و معايير موضوعية قابلة للقياس.. مشكلتنا مع المنهجية التي تنكر اننا مصدر السلطات، فكيف تتوقعون ان نهتم بالشكل ونتجاهل كل هذا المضمون، ثم ماذا سيكون في جعبة رئيس الوزراء الحالي بشر الخصاونة بعد تبدد الامال و ضياع الفرصة؟! بعد ان تنازل بنفسه عن ولايته في الكثير من الملفات دون اية مقاومة تذكر؟!