في عيد الأم... سلام على روحك الطاهرة
أ.د يحيى سلامه خريسات
جو 24 :
تعود الناس في عيد الأم إيلاء أمهاتهم عناية خاصة غير تلك التي تعودوا عليها في الأيام العادية، نظرا لطبيعة الحياة التي نعيشها من عمل وكد وتباعد بالمسافات بين الأولاد وذويهم. ومن هذا المنطلق تم الاتفاق على تخصيص يوم للأم، يحاول فيه الجميع مهما بعدت المسافات بينهم وبين ذويهم، الوصول وتهنئة أمهاتهم والاستمتاع بالحديث معهن واستذكار الماضي الجميل.
نحن هنا لسنا في صدد التبرير لهذا العيد أو ذاك، ولكنها الحقيقة التي نعيش.
نعلم جيدا حجم اهتمام ديننا الحنيف بالأم وتقديمها على مقام الوالد، حتى أن مساعدة الوالدين في الكبر والعمل على خدمتهم تعادل الجهاد في سبيل الله.
كل هذا الكلام يعلمه الجميع ولكن على أرض الواقع تجد أن الكثيرين لا يولون ذويهم العناية الكافية، والبعض يعقهم في كبرهم، وهم بأمس الحاجة للمساعدة.
كحال الدنيا في المد والجزر، غادرتنا أمّنا إلى رضوان ربها بصورة مفاجئة، وتركت الدنيا التي كدت وتعبت فيها، فكانت الأم والعاملة والزوجة، عملت ليلا نهارا مع والدي لتامين متطلبات الحياة لأولادهما، ولم تنعم برغد العيش، وأحتسب جهدها وكفاحها عند الله، وأدعو المولى عز وجل أن يوسع عليها ويتغمدها برحمته التي وسعت كل شيء، وأن يعطينا القوة على برها بعد رحيلها عنّا، بعد أن كنّا والحمد لله ممن حاول البر بها وبالوالد في حياتهما ولا أزكي نفسي أو غيري على الله.
إذا هي الدنيا دار بلاء يبتلينا الخالق بها ليختبرنا وليجزي عطاياه لنا، إن أحسنا الصبر على البلاء. ومن خلال هذه المناسبة أنبه الجميع الى ضرورة إيلاء والديهم العناية والرعاية التي يستحقونها، لأن الحياة قصيرة ولكي لا نندم ونعض الأنامل عندما لا ينفع الندم، فإدخال السرور على قلوب الآخرين طريقنا الى الجنة فكيف اذا كانوا من أقرب الناس لنا والسبب في وجودنا وأحق الناس علينا.