فوبيا الحلّ

جو 24 : حساسية عالية يبديها النواب تجاه أي تصريح أو حتى تلميح باحتمال عدم إكمال المجلس الحالي لمدته، حيث وصل الأمر بهم الى تخصيص جزء من حديثهم ومن وقت المجلس للانقضاض على كلّ من يحاول التفوّه بكلمة واحدة حول الحلّ.

بالأمس اثار بعض النواب ما قاله العين عبدالرؤوف الروابدة مازحا حول ضرورة اعطاء العين ضعف مدة الكلام الممنوحة للنائب على قاعدة ان للذكر مثل حظ الانثيين، وهنا يجب ان نشير الى ان النواب المحترمين لم يغضبوا على هذه الكلمة بالتحديد، بل لأن الروابدة قال قبل ذلك بأنه سيحلق شاربيه ان لم يُحلّ المجلس قبل اكماله مدته، وهنا هاج بعض النواب مطالبين الروابدة بالاعتذار، وبعضهم يعتقد ان الرجل لا ينطق عن الهوى!

وقبلها شن اعضاء من المجلس النيابي هجوما شرسا على مروان المعشر واتهموه بتدمير مؤسسات البلد ومناصبة النظام العداء، لا لشيء إلا لأنه قال ان المجلس قد لا يكمل مدته لانه غير تمثيلي.

نهمس بأذن السادة النواب ونقول لهم دعوا عنكم هذا الكلام، لان التهويش لن يغير من قناعة صاحب الصلاحية بحل المجلس ان رأى ذلك، وننصحهم باتباع القاعدة الذهبية التي جاء بها امير المؤمنين عمر بن الخطاب عندما قال: اعمل لدنياك كأنك تعيش ابدا واعمل لآخرتك كأنك تموت غدا!

ونستغرب بالمناسبة كيف يسمح المجلس لنفسه ان يضيع الوقت المخصص للقيام بمهامه التشريعية وغيرها، من أجل مهاجمة أشخاص عبروا عن آرائهم، ونستغرب المطالبة بالاعتذار، لأننا لا نعرف كم من الوقت على المجلس ان يمضيه بالاعتذار للشعب على التقصير في الرقابة والتشريع وعلى الامتثال لمراكز القوى وانسلاخه عن هموم المواطن.