لماذا استمر تجاهل الاف الطلبة غير القادرين على استئناف تحصيلهم الدراسي ؟
جو 24 :
كتب محرر الشؤون المحلية - شتان بين وزير يعمل لمصلحة الناس وخدمة الوطن وحماية المؤسسية والمنظومة الادارية والاخلاقية ، ووزير اخر يعمل لمصلحته الشخصية، لنفسه، لما يؤهله للبقاء في مركزه والاستمرار فيه ، ولو كان ذلك على حساب تراجع الخدمة التي تقدم وتفكك المؤسسات وضرب المنظومة وتعميق الاختلال.
كيف يمكن ان نفسر اليوم حقيقة ان هناك نحو ١٠٠ الف طالب غير قادرين على متابعة تحصيلهم الدراسي لاسباب لها علاقة بعدم توفر الاجهزة او خدمة الانترنت ، وهي الارقام التي دفعت وزير التربية الحالي الدكتور محمد ابو قديس ، لفتح مختبرات الحاسوب لتمكين هذه الشريحة من استكمال دراستهم .
وزير التربية والتعليم الدكتور محمد ابو قديس لم يدفن رأسه في التراب كما فعل سلفه الدكتور تيسير النعيمي ، لم يكابر بالمحسوس ، لم ينكر ان هناك شريحة غير قادرة ماليا على تأمين اطفالهم بالاجهزة وخدمات الانترنت واحيانا ايصال التيار الكهربائي ، لم يتجاهل نداءات المغلوب على امرهم ، الراغبين في تدريس ابنائهم رغم ضيق ذات اليد .
الوزير ابو قديس لم ينشغل بملفات فرعية ، واجندات غير متصلة بطبيعة دوره و واجباته ، لم ينساق لمعالجات سياسية وامنية غير وطنية في التعاطي مع ملف نقابة المعلمين ، والكوادر التعليمية التابعة له ، الدكتور ابو قديس اختار ان لا يقفز عن المحددات والمعيقات ، وينكر وجود المشكلات ، بل قرر ان يواجهها ويقدم حلولا عملية تضمن تقديم الحصص لجميع الطلبة دون اي استثناء .
التعليم عن بعد ، تحدي كبير لوزارة التربية والتعليم ، وهذا الامر يتطلب شفافية ومرونة و قدرة على التجاوب الفوري من ما يطرأ من اشكالات ومعيقات تحول دون وصول الحصص المسجلة لجميع الطلبة في مختلف مناطق المملكة .
الوزير ابو قديس تحدث بمنتهى الحس الوطني عن حجم المشكلة ، واستطاع ان يعالجها بشكل سريع وسلس وعملي ، لا ندري كيف تعايش المسؤولون السابقون مع حقيقة انهم تجاهلوا هذا العدد الكبير من الطلبة غير القادرين على الاستماع للدروس اسوة بابنائهم واقرانهم في مدارس العاصمة وغيرها من مراكز المدن الكبيرة .