استراحة الجمعة: أم موسى، والخلوي!
حلمي الأسمر
-2- ومن وحي هذه الآيات الطيبة، قرأت مقاربة في غاية الروعة.. من عجائب التدبر:
((فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ))..
((فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ))..
... ...
((اليمّ)) مُشترك بينهما، لكن اختلف الحال والخاتمة! موسى كان في غاية الضعف، ولم يستطع اليَمّ أن يضرّه! وفرعون في قمة عزّه وجبروته، فغمره اليَمّ بمائِه فكان من المُغرقين!
من هذا خذها قاعدة: «كن لله ومع الله، فلن يضرك ضعفك، ولن تنفعك قوتك» !
-3- «بشرني» احد الأصدقاء هذا الصباح انه أنقذ فتاة عمرها 16 ربيعا من الموت تحت سكاكين وقرطات وأقدام أبيها وأخيها، حيث سحبها منهم عنوة، وخبأها في منزله، مهددا من يقترب منها بالثبور وعظائم الأمور!
ترى ما الجرم الذي اقترفته الفتاة المراهقة، لكي يحكم عليها بالموت؟ هل قتلت نفسا بغير نفس؟ ام خانت وطنها؟ ام شتمت الذات الإلهية، أم خرجت من الملة؟ لا.. لا هذا ولا ذاك: لقد ضبطوا بحوزتها هاتفا خلويا، وعليه استحقت الإعدام!
باختصار، لملم صديقي الموضوع، وأصلح الأمر على نحو ما، وانتهت قصة الفتاة، ولكن القصة لم تنته.. !
تخيلوا معي لو أن القصة حصلت مع «ولد» من كان سيهتم؟ بل لو ارتكب الولد ما هو ابعد من ذلك، وتم ضبطه مع بنت الجيران في بيت الدرج مثلا، هل سيحاول أبوه قتله، أم ربما يبرم شواربه، ويقول: أصبح الولد زلمة وبحب، ربما، وربما «يبرشه بدن بهدلة» لكن الأمر لن يصل حد الشروع بالقتل، لأن الولد لطخ شرف العائلة بالعار!
باختصار، الشرف واحد لا يتجزأ، مع ولد أو مع بنت، فلم نؤنثه ونذكره؟
(الدستور)