استراحة الجمعة: أم موسى، والخلوي!
حلمي الأسمر
جو 24 : -1- خلال صلاة الفجر، قرأ الإمام: وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ (7) (القصص) وبقية الآيات، بعد الصلاة ألقى موعظة نقل فيها ما سمعه الأصمعي من امرأة، تتحدث عن معجزة هذه الآيات، لأن فيها أمرين ونهيين وبشارتين، سرحت ببصري بعيدا، متوقعا أن يأتي على ذكر شيء آخر، مما حوته هذه الآيات، فلم يفعل، أما أنا فأخذت اقارن بين أم موسى، وما يجده أهل مصر اليوم، ومصر هي مسرح الحدث القديم والحالي، وفق المنطق البسيط لا يمكن لامرأة تخاف على وليدها أن تلقيه في البحر، لينجو! لنتخيل مثلا، امرأة يلحق بها ثور هائج أو حيوان مفترس وتحمل رضيعها، وتخاف أن يأكله الوحش، هل تلقي به في اليم مثلا، أو تبحث عن مخرج آخر؟ بالنسبة لأم موسى أمرت أن تلقيه في اليم (وقيل هو النيل) لكي ينجو، وهكذا كان.. ترى هل ابتلي إخوتنا في مصر بكل هذا البلاء العظيم لكي يتمرسوا في المحن، وينجو من نجا منهم كأحسن ما تكون القوة والتمرس؟ أعتقد ذلك!
-2- ومن وحي هذه الآيات الطيبة، قرأت مقاربة في غاية الروعة.. من عجائب التدبر:
((فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ))..
((فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ))..
... ...
((اليمّ)) مُشترك بينهما، لكن اختلف الحال والخاتمة! موسى كان في غاية الضعف، ولم يستطع اليَمّ أن يضرّه! وفرعون في قمة عزّه وجبروته، فغمره اليَمّ بمائِه فكان من المُغرقين!
من هذا خذها قاعدة: «كن لله ومع الله، فلن يضرك ضعفك، ولن تنفعك قوتك» !
-3- «بشرني» احد الأصدقاء هذا الصباح انه أنقذ فتاة عمرها 16 ربيعا من الموت تحت سكاكين وقرطات وأقدام أبيها وأخيها، حيث سحبها منهم عنوة، وخبأها في منزله، مهددا من يقترب منها بالثبور وعظائم الأمور!
ترى ما الجرم الذي اقترفته الفتاة المراهقة، لكي يحكم عليها بالموت؟ هل قتلت نفسا بغير نفس؟ ام خانت وطنها؟ ام شتمت الذات الإلهية، أم خرجت من الملة؟ لا.. لا هذا ولا ذاك: لقد ضبطوا بحوزتها هاتفا خلويا، وعليه استحقت الإعدام!
باختصار، لملم صديقي الموضوع، وأصلح الأمر على نحو ما، وانتهت قصة الفتاة، ولكن القصة لم تنته.. !
تخيلوا معي لو أن القصة حصلت مع «ولد» من كان سيهتم؟ بل لو ارتكب الولد ما هو ابعد من ذلك، وتم ضبطه مع بنت الجيران في بيت الدرج مثلا، هل سيحاول أبوه قتله، أم ربما يبرم شواربه، ويقول: أصبح الولد زلمة وبحب، ربما، وربما «يبرشه بدن بهدلة» لكن الأمر لن يصل حد الشروع بالقتل، لأن الولد لطخ شرف العائلة بالعار!
باختصار، الشرف واحد لا يتجزأ، مع ولد أو مع بنت، فلم نؤنثه ونذكره؟
(الدستور)
-2- ومن وحي هذه الآيات الطيبة، قرأت مقاربة في غاية الروعة.. من عجائب التدبر:
((فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ))..
((فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ))..
... ...
((اليمّ)) مُشترك بينهما، لكن اختلف الحال والخاتمة! موسى كان في غاية الضعف، ولم يستطع اليَمّ أن يضرّه! وفرعون في قمة عزّه وجبروته، فغمره اليَمّ بمائِه فكان من المُغرقين!
من هذا خذها قاعدة: «كن لله ومع الله، فلن يضرك ضعفك، ولن تنفعك قوتك» !
-3- «بشرني» احد الأصدقاء هذا الصباح انه أنقذ فتاة عمرها 16 ربيعا من الموت تحت سكاكين وقرطات وأقدام أبيها وأخيها، حيث سحبها منهم عنوة، وخبأها في منزله، مهددا من يقترب منها بالثبور وعظائم الأمور!
ترى ما الجرم الذي اقترفته الفتاة المراهقة، لكي يحكم عليها بالموت؟ هل قتلت نفسا بغير نفس؟ ام خانت وطنها؟ ام شتمت الذات الإلهية، أم خرجت من الملة؟ لا.. لا هذا ولا ذاك: لقد ضبطوا بحوزتها هاتفا خلويا، وعليه استحقت الإعدام!
باختصار، لملم صديقي الموضوع، وأصلح الأمر على نحو ما، وانتهت قصة الفتاة، ولكن القصة لم تنته.. !
تخيلوا معي لو أن القصة حصلت مع «ولد» من كان سيهتم؟ بل لو ارتكب الولد ما هو ابعد من ذلك، وتم ضبطه مع بنت الجيران في بيت الدرج مثلا، هل سيحاول أبوه قتله، أم ربما يبرم شواربه، ويقول: أصبح الولد زلمة وبحب، ربما، وربما «يبرشه بدن بهدلة» لكن الأمر لن يصل حد الشروع بالقتل، لأن الولد لطخ شرف العائلة بالعار!
باختصار، الشرف واحد لا يتجزأ، مع ولد أو مع بنت، فلم نؤنثه ونذكره؟
(الدستور)